أيها الصائمون: (لعلكم تتقون) إنها الثمرة الحاكمة على الصيام قبولاً أو رفضاً فهل حصَّلناها ؟! ولعلكم تسألون كيف تتقون ؟ فأجيب: التقوى: اتِّقاء المحارم بفعل الحلال، واتِّقاء الشُّبهات بفعل المتيقّن حِلُّه، واتقاء النار بأعمال جِنانية، واتقاء الأعراض بصيانتها وحرمتها، واتقاء الدِّماء بحفظها وحقنها، واتِّقاء الأموال بكسبها بطريقٍ مشروعٍ وإنفاقها في طريق مشروع؛ واتقاء الخيانة بالأمانة، واتقاء الكذب بالصدق، واتقاء الفجور بالطاعة، واتقاء الجهل بالعلم، واتقاء الضلال بالهدى، وهكذا. ولن يتمَّ الاتقاء إلا إذا عرفنا الحلال والحرام والمكروه والمندوب والفريضة والممنوع المنهي عنه معرفة صحيحة، وبعد المعرفة نفَّذنا بالسلوك ما قد عرفنا.

أخيراً: اتقوا الله بالعبودية، واتقوه بالمعرفة واتقوه بالطاعة واتقوه بالتوحيد واتقوه بالحب، واتقوه باحترام الإنسان، ورحمة عباده كلهم، اتقوه مخلصين له بالنيات والدوافع والسلوك والغايات، اتقوه وأنتم قائلون: الحلال ما حلَّلتَ، والحرام ما حرَّمتَ، والدِّين ما شرعت، ولا حول ولا قوة إلا بك. واعلموا أخيراً أن أعلى مراتب التقوى: صدق معه جلَّ شأنه، وعِفَّة مع الناس، وتقديم خير، وحجب شر وفساد، وإتقان عمل، وأن تكونوا رحماء بمن في الأرض: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء" كما ورد عن سيد أسياد أهل التقوى صلى الله عليه وآله وسلم.

د. محمود عكام

13رمضان 1434

22/7/2013