آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام


تعـــليقـــــات

   
رجال عرفتهم وغادرونا.. الشيخ عبد الله سراج الدين

رجال عرفتهم وغادرونا.. الشيخ عبد الله سراج الدين

تاريخ الإضافة: 2000/01/01 | عدد المشاهدات: 1143
مــقــدّمـــة: ليست الكلماتُ هنا ترجمةً ولا تأريخاً، وإنما الانطباع عنوانها، وكأني بذلك أقول: هذا ما انطبع في خلَدي عن هؤلاء نثرته هنا بعد أن كان في الذاكرة مخزوناً، نعم هذه صورهم كما عكستها مرآتي، ولقد دفعني إلى ذلك أمران: أولهما: الوفاء لرجالٍ هم من جملة مَن أسهَمَ في بناء الحضارة الإنسانيّة، وثانيهما: محاولةٌ لنصب راياتٍ عظيمة في طريق جيلٍ هو جيلي وأجيالٍ أتت وستأتي بعده، فالطريق إن خلَت من مثل هذه الرايات موحشة ومهلكة. وها أنذا أتمنّى على كلّ ذي قلم أن يقدّم مثل هذا الذي قدّمت فيتحدّث عن رجالٍ عرفهم وقد أسهموا في البناء والعطاء في مجالٍ من مجالات الإنسان، ولكلٍّ منا رجاله، وخير الرجال في النهاية أولئك الذين اصطفاهم المولى جلَّ شأنه أنبياء ومرسلين وأولياء وشهداء فاللهم اجعل لنا ذكراً في ملاحق سجلاتهم: (واكتبنا مع الشاهدين)، والحمد لله رب العالمين. ملاحظة: أ- من الطبيعي أن يكون جلّ هؤلاء من علماء الدّين، فأنا طالب علمٍ شرعي، وخطيب مسجد ومدرّس علوم شرعيّة، ومفتي مدينة عظيمة اسمها حلب. ب- لم أقيّد الانطباع المفتوح بترجمة مختصرة مقيّدة، وتركت التعرّف على مَن لا يعرفه القارئ لسؤاله وبحثه. الكلمة الأولى سراجُ الدين الشيخ عبد الله سراج الدين "رحمه الله" وخلاصة شهادتي فيك يا أيُّها المفضال، يا ذا الجاذبية العجيبة: ذكيٌ جداً، نابهة، عارفٌ رباني، وعارفٌ بالناس، خبيرٌ بهم، إنْ رأيتَه جذبكَ، وإنْ سمعته أمتعكَ، وإنْ جالستَه لاحتْ بشائر التودّد وعلاماته على محيّاه، رقيقٌ رفيق، أديبٌ، لطيفٌ، أنيس، يُقنعك حالُه قبل قالِه، يكتبُ بقلمه، وقلمه يرشف من بحر عرفان حقائق، أذكره بقوة، وأتذكُّره على الدوام، لا يغيب عن بالي درسه "الإثنيني" في جامع سيدنا زكريا، ولا ذيّاك الدرس الذي كان يقدّمه بعد عصر كل جمعة في جامع "بانقوسا". ابتُلي بالمرض فصبرَ وشكر، وجعل من هذا الذي ألمَّ به وسيلة ترقية عند ربه بالحمد والثناء، ولدى الناس بالتأليف والعطاء، لم يكنْ لي شرفُ التلمذة المباشرة بين يديه، لكنني كنت أتمنى لو أن الله أكرمني بذلك، لا يُعطي مَنْ حوله كثير معلومات عن شخصه وحياته الخاصة لأنه يخشى من مبالغاتٍ تؤدي بالناس إلى محظورات. الشيخ عبد الله سراج الدين شيخ بكل ما تعنيه كلمة شيخ من معنى، على مستوى عصره ومستوى عصرٍ سبقه، شكله عنوانه جمال، ومشيته مشية وقارٍ واتزان، وصوتُ تدريسٍ آسر، يعشقه المستمع ويتغنَّى به المتِّبع، الشيخ -باختصار- نسيج وحده، وما ثمَّة من شبيه أو مثيل في زمنه، حظِي بالتقدير من الناس كافة، الصغير والكبير، العالم والعامي، المسؤول والمعزول، فللّه في خلقه شؤون، وشأن الله في عبده "عبد الله سراج الدين" عجيبٌ، رحمك الله أيها الجليل، ولتقرَّ عينك، فالناس بعدك على محبتك باقون ومستمرُّون، ولك عندهم لسان صدقٍ مكين، فسلامٌ عليك يا سراج الدين. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق