آخر تحديث: السبت 27 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
الحبُّ الحَازم

الحبُّ الحَازم

تاريخ الإضافة: 2017/07/03 | عدد المشاهدات: 1385

نعم، هو ما يَلزمُنا من أجل أولادِنا وطلَّابنا وسائرِ أجيالنا القادمة، والحبُّ الحازم هو الحبُّ الذي ينتج حرصاً ورعاية وحماية للمحبوب من كلِّ ما يؤذيه ويُتعبه ويُضعِفه ويُرهِّله، وهو الحب الذي يعني الضَّبط والانضباط وفق قوانين الأخلاق التي جاءت من السَّماء، وتعارف عليها عقلاء وحكماء الأرض. الحبُّ الحازم لا يعني دلالاً واشتطاطاً وتغطية للسيآت وغفلةً عن الخطايا، بل هو متابعةٌ للمحبوب فيها التَّنبيه والتَّحذير والتَّوجيه والتأديب، لقد سقطنا في حبائل الحب "المازح" أي "اللا حازم: فضعُفت مناعة المحبوب، وأصابه "فيروسات" اللهو المضيِّع، والتَّطور الواهم الموهِم، وتقنيَّات الكسل والاستهلاك والأهواء والنوازع والتِّيه.

وها نحن أولاء – وللأسف – أمامَ جيلٍ جُلُّه أضاع البوصلة وضاقت عليه روحه بما رحبت، ونزل إلى ساحات الفراغ يعبث بماله ووقته وجسمه وروحه وينشدُ أحد مسارين: من حيث لا يدري، فإما مسار التسيُّب أو مسار التشدد والتزمّت، "وكلا طرفي قصدِ الأمور ذميم".

أيها الجيل القادم المحبوب: لا تحزن إن نحن أحزنَّاك تأدباً أو تهذيباً أو توجيهاً، ولا تتبع مُتشابه القسوة الصَّادرة عن ألسنتنا وأيدينا، بل رُدَّ كل ذلك إلى مُحكَمِ ما يَصدُر عن قلبنا المحبِّ الحريص عليك، وهو بك رؤوفٌ لطيف.

حلب

3/7/2017

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق