آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
الحبُّ في الله سلوكٌ وعمَل

الحبُّ في الله سلوكٌ وعمَل

تاريخ الإضافة: 2018/06/18 | عدد المشاهدات: 994
New Page 1

كثيراً ما نسمعُ الحديثَ النَّبوي الشَّريف القائل: "ورجلانِ تحابَّا في الله اجتمعَا عليه وتفرَّقا عليه" ضمنَ سبعةِ المستظلِّين بظلِّ الله يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه، وكذلكَ الحديث القائل: "إنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله الحبُّ في الله" رواه الترمذي (حسن لغيره). فنَطرَبُ ونتذكَّر من ندَّعي أنَّنا نُحبُّهم في الله ونقولُ مطمئنِّين: ها نحن أولاء ضَمِنَّا الاستظلالَ بظلِّ الله، وأصَبنَا أحبَّ الأعمال، ولكنَّنا ما دَرينا أنَّ هذا العملَ العظيم هو عملٌ وليسَ دعوى أو قولاً أو ادِّعاءً. ومُنطلَق هذا العمل: أن تحبَّ لمن تُحبُّ في الله ما تحبُّه لنفسِك، وبعدَها يبدأُ السُّلوك لتكونَ معه ناصحاً أميناً وصَديقاً صَدوقاً ومُعيناً له على مُواجَهة الحياة وتحدِّياتها، فإن مَرِضَ عُدْتَه وساعَدته، وإنْ غابَ سألتَ عنه وتفهمتَ سِرَّ غِيابه، وإنْ وقعَ في همٍّ أو كربٍ فرَّجت عنه كما تُفرِّج عن نفسك، وإن فَرِحَ شاركتَه فرحتَه كأنَّك أنتَ صاحبُ الفرح، فأنتَ معه وهو معكَ تُشكِّلان قوةً في الخير والتَّعاون والتَّضامن والتَّباذل تفوقُ قوَّة الاثنين لتغدو قوَّة المئتين بل الألفين، ورحم الله من قال:

إنَّ أخاكَ الحقَّ مَنْ كانَ معَك        ومَن يَضُرُّ نفسَه لينفعَك

ومَنْ إذا ريبُ الزَّمانِ صَدَعَك        شَتَّت فيه شَملَه ليَجمعَك

وإذ يكونُ الحبُّ في الله كذلك فحدِّث آنئذٍ عن محبة الله الواجبة لهؤلاء، وقد جاء في الحديث القدسي: "حقَّت محبتي للمتحابِّين فيَّ، وللمتباذلين فيَّ، وللمتزاورين فيَّ، وللمتضامنين فيَّ"، و: "المتحابُّون في الله على منابرَ من نورٍ في ظلِّ العرش يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه". اللهم حقِّقنا بذلك يا ربَّ العالمين.

حلب

18/6/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق