آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
الحبُّ الحقيق

الحبُّ الحقيق

تاريخ الإضافة: 2019/07/21 | عدد المشاهدات: 1426

ثمة فرق بين الحب والتعلق، فالحب حركةُ قلبٍ وميله، والتعلُّق يرتبط بالنفس، وميل القلب له لدى العقل الزكيِّ حجةٌ وبرهان، أما التعلق فلا برهان له وإنما التبرير ديدنه، وقل لي مَن تحب أخبرك عن حبك إن كان حقيقياً أو لا، وحدِّثني عن أثر الحب فيك أكلمك عن أحقية حبك أو لا، وبيِّن لي تضحياتٍ قدمتها من أجل المحبوب أوضح لك حقيقة ما تدَّعي... وهكذا. فمن أحبَّ الله جل شأنه وهذا – إن حصل – حب حقيق، والمشكلة في الإثبات والتحقق، إذ القضية لا تقبل الادِّعاء ولا تحتمله، فمن أحبَّ أطاع، ومن أطاعَ رضي، ومن رضيَ لم يخرج عن المراد قيد أنملة.

أنا عبدٌ حَجَرتُ في الحبِّ عتقي      لو يُنادى عليَّ في الأسواقِ

وأضحى لا يريد إلا ما أراد وعمَّا سواه دائماً يحيد، وإن تكلَّم تكلَّمَ عنه وفيه وبه، وإن سكتَ فالفكر هو موضوعه ومداره.

فإن تكلَّمتُ لم أنطق بغيركم         وإن سكتُّ فشغلي عنكمُ بكم

وفكر ذو انعقادٍ عن سواكم          وفيكم كل حاصله الثناء

نعم، إن أحببتَ الله عزَّ شأنه أحببت كلَّ من يلوذ به وكلَّ من أحبه، وأحببتَ فعله وخلقه وردَّدت بينك وبين ذاتك: "أنت مقصودي ورضاك مطلوبي"، و: "إن لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا أبالي".

وأخيراً: اجعل من هذا الحب رائزاً وقِسْ عليه سائرَ محبَّتك، وأحبَّ كحبِّ الله جلَّ جلاله.

حلب

21/7/2019

د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق