نعم، علِّموا وليسَ حفِّظوا، فالعلمُ حفظٌ وزيادة، والعلمُ دِرايةٌ، والدِّراية فهمٌ عميق: (ففَهَّمناها سليمان)، والفهم العميق استغراقٌ بالأمثلة الوفيرة التي تصطفُّ وراء آية قرآنية ما، وعلى سبيل المثال: علِّموا أولادكم الآيات التي غَدَت شواهد كقوله تعالى: (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، واستشهد بها، بل انطق بها قويةً كلَّما رأيت متحاورين أو متناقشين أو ما يشبه ذلك، و كقوله تعالى: (ألا يعلم مَنْ خلق وهو اللطيف الخبير) فقلها كلمَّا عجزتَ عن فهم حكمة خلق أو حكم أو... فإنكم إن فعلتم ذلك تلقَّت الأجيال عنكم الشَّواهد مُسلِّمةً بها شكلاً ومضموناً، وإلا فأروني كيف جاء الإعجاب بالأمثال الصينية أو الحِكَم اليابانية، وحسبك أن تحفظ بعضاً منها لتكون أقرب إلى أن تُدعَى مُثقَّفاً.
يا أيها الموجهون: نحن ندعو إلى القرآن لأننا ندعو إلى انسان أمينٍ واعٍ صالحٍ سَوِيٍّ وفيٍّ مُنصِف ولا ندعو إلى القرآن لأننا نريد مَنْ يحفظ فحسب، فجُلُّ الصَّحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا حافظين ولكنهم كانوا واعين ربانيِّين.
حلب
10/9/2017
محمود عكام
التعليقات