وكلُّ المواطن على المواطن حرام، وكلُّ الدَّولة على الدَّولة حرام، فما لقومي لا يَسمعون ولا يفكِّرون، فإن قالَ قائل: وهل "الكِيانُ الغاصِب" دولةٌ جارة ؟ أجبتُ بأنَّه كيانٌ جائرٌ غاصبٌ معتدٍ أثيمٌ لعينٌ. وعلى الدُّول التي تُعاديه (لمعاداته) أن تأتِلف لتواجه عنفوانه وصَلَفه وظلمه واعتداءاته...

لكنَّ المشكلة أن هذه الدول (عربية وإسلامية) قرَّرت تقديم خدمة له فتناحرت وتباغضت وتقاتلت وأنهكَ بعضها بعضاً وقالت بلسان حال له: فلتسلم قدراتك وقواك، وقد كفيناك أنفسنا بأنفسنا، واتخذ القرارات المناسبة لك والمعزِّزة لوجودك، وها هو ذا (الأمريكي المتصهين) يعلن القدس عاصمة لك، وصمت أكثرنا إلا شعوبنا و... و...

فيا أيها العرب، ويا أيها المسلمون: كلُّكم على كلِّكم حرام دماؤكم وأعراضكم وأراضيكم، وإلا فأنتم شركاء الكِيان الغاصب بالإثم والزُّور والبهتان. وقد بلَّغت، واللهم فاشهد.

حلب

26/1/2018

د. محمود عكام