وأعني بالحقيقة روحَه وكُنهَه، وما روحُه وكُنهُه إلا الحياة الطيِّبة، والطيبة هي الكريمة العادلة لجميع الناس على أساسٍ من احترامٍ مُتبادل، واعترافٍ إنساني متقابل، وإرسال واستقبال الكلمة النَّظيفة الجادَّة النَّافعة للوصول إلى غاية هي السَّلام القائم على التَّعارف والتَّآلف والتعاون: (يا أيها الناس ادخُلوا في السِّلم كافَّة)، (وجعلناكُم شُعوباً وقبائل لتعارفوا)، أما الحربُ فعابرةٌ طارئة مكروهة مرفوضة، ولا تكون إلا ضرورة والضرورة تُقدَّر بقدرها، فإن اعتدى أحدٌ على أحد دُفع اعتداءُ المعتدي باعتداءٍ مثلِه دون زيادة مع الحضِّ على النُّقصان: (وأن تعفوا أقربُ للتقوى). فيا أيها الباحثون عن حضارة الإسلام تبغُونَها واقعاً: هيَّا إلى الإنسانِ كرِّموه وقدِّروه وصونوا دمَه وحريَّته ومالَه وكرامتَه. وليعلم الجميع: أنَّ المسلم الحقيقي هو مَن سَلِم النَّاسُ من لسانه ويده كما ورد عن سيِّد أهل الأرض محمد صلى الله عليه وسلم، فهل بعد هذا كله من مجالٍ للحديث عن قتلٍ وسفكِ دماء ونسبته إلى الدِّين الحنيف ؟! فاللهم رُدَّ الإنسانيَّة – اليوم – إلى رُشدها وهي تبحث عن السَّلام والأمان والطمأنينة في كلِّ بقاع الأرض ولا سيما في الشَّرق الذي قال عنه الفرنسي المسلم عبد الواحد يحيى: "مِنَ الشَّرق تهبُّ أنسام الروح". وحسبنا الله ونعم الوكيل.
حلب
2/4/2018
محمود عكام
التعليقات