والفتنة عَمَاءٌ وخَفَاءٌ أو تَعمية وتَخفية وتَمويه، فلا يُعرف فيها الخطأ من الصَّواب، ولا الباطل من الحق، وليُعلن كلٌّ وجهته ورأيه دونما غُموض عبر الكلمة الجادَّة البينة وبعدها فليبدأ الحوار الحرُّ بين الأطراف التي تسعى إلى إقناع غيرها بضرورة تعميم أفكارها ورُؤاها وتطبيقها لأنها أجدَى من سِواها في تقديم ما ينفع المجتمع للناس: (ادعُ إلى سبيلِ ربِّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، (وإن جادَلوك فقل الله أعلم بما تعملون). والجِدال هنا من باب المشاكلة لأن الجدال - في الأصل – مرفوض، لكنهم إن أصرُّوا عليه فجادِلهم، أي حاورهم مبتغياً الوصول إلى الحقيقة من وراء هذا الحوار كقول الله جل شأنه: (ومكروا ومكر الله...) والمهم أن تسود الكلمة دون السِّلاح، وأن نلجأ إلى الحوار دون القتال وما يُحصَّل بالكلمة والحوار من مكاسب فكرية لا يمكن أبداً أن يُحقِّقه السِّلاح فليعلم الناس: (قل هذه سبيلي أدع إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني...).
حلب
20/4/2018
محمود عكام
التعليقات