آخر تحديث: السبت 27 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
ثقافة الاستقامة

ثقافة الاستقامة

تاريخ الإضافة: 2018/05/17 | عدد المشاهدات: 764
New Page 1

بالأمس: كانت كلمة الامتداح: "مستقيم"، فإن سألتَ عن تاجرٍ لتشاركه أو طبيبٍ ليداويك أو مسؤول لتطمئنَّ إليه: فالجوابُ المنتَظر المنشود: مستقيم، ولعلَّ المعنى اللغوي لهذه الكلمة هو: طالبٌ وساعٍ بجد من أجل الإقامة على الخط الصحيح والثبات على ذلك. والخطُّ الصحيح في كل ميدان بيّن واضح: "الحلالُ بيِّن والحرام بيِّن" وقد دعمت وضوحه الشرائع السماوية فسطرته وجعلته في كتب مقدَّسة أنزلها الرحمن الرحيم، وخاتمها وآخرها القرآن الكريم: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)، فهيَّا لتُعاير سَيرَك على مسار القرآن فاستقِم به وعليه، وليكُن هذا الكتاب معيارك ومقياسك وميزانك.

وقد جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قائلاً: قُلْ لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحداً بعدك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قل: آمنت بالله ثم استقم"، قل بحقٍّ وقوة: آمنتُ بالله الخالق ثم استقِم على ما أمرك به هذا الخالق. (فاستقم كما أُمِرتَ)، وهو نفس خطاب المولى جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم.

واليوم: لم نَعُدْ نسمعُ امتداحاً بالاستقامة، فهل غابت هذه الثقافة العظيمة لتحلَّ محلَّها ثقافة الاستعلاء والاستهتار والاستهلاك ؟!

فيا أيها الناس جميعاً: أعيدوا ثقافة الاستقامة بتحرِّي الاستقامة عملاً وسلوكاً في مختلف الميادين والمجالات: الصناعية والزراعية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية والسياسية والدينية، وليُوصِ كلٌّ منَّا الآخر بها قائلاً: استقِمْ يا أخي، وإن أنتم استقمتم أسقاكم مولاكم ماءً غدقاً ونفع بكم وأعلى شأنكم ورفع درجاتكم… ورحمكم. استقيموا يرحمكم الله.

حلب

17/5/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق