آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
تحدِّيات طالبُ العلم

تحدِّيات طالبُ العلم

تاريخ الإضافة: 2018/06/25 | عدد المشاهدات: 726
New Page 1

أ- المناصب والشُّهرة والمشيخة:

وبعد أن درس هذا الشاب مختلف فنون العلوم الشَّرعية من فقهٍ وأصولٍ وحديثٍ ولغةٍ وسواها، وبلغ في الدِّراسة كتب الانتهاء وإذْ به يرمي كلَّ ذلك تحت منصبٍ وظيفي يظلُّ هائماً به مفتوناً بطلَبه لا تهدأ خواطره ولا يبرُدُ دمُه إلا إذا نجحَ بالفوز بالمنصب وأضحى آمراً ناهياً، له أُبَّهة وصيتٌ مؤقَّت يفخَرُ به على أقرانه وزملائه، وتمرُّ الأيام وينسى الفقه والتَّفسير والأصول، ويمدُّ عينه أكثر فأكثر إلى حياةِ التَّرف، فإذا هو يتردَّى في هوَّة الأطماع من سيئٍ إلى أسوأ، ويُلحَقُ بالمنصِب الوظيفي الفتَّان – بل قَدْ يفوقه في الاستهواء – الشُّهرة والسُّمعة وصناعة المشيخة وهكذا...

ولكننا نستثني – هنا- صاحبَ الهمَّة العالية الذي يواجه هذا التَّحدي ويكسره، فابنُ حَجَر العَسقلاني كان يتولَّى منصِبَ القضاء في مصر ومع ذلك فقد قدَّم للمكتبة أروعَ ما فيها، وكذلك الشُّوكاني الذي تولَّى منصِب القضاء العام في اليمن وما منعه ذلك من تقديم مؤلفاتٍ نافعة ناجعة ملأت الدنيا.

ب- الفُتور والكَسل:

ويا له من مرضٍ خطرٍ إذ يستفحِلُ ويغفل عنه الأساتيذ والمربُّون، وسببُ هذا المرض: الصُّعوبة التي يلقاها الطَّالب والذي أُجبَر على الطَّلب دون رغبةٍ جامحة منه، وثانيها: الشَّغفُ بالأمور السَّطحية البسيطة التي لا تتطلَّبُ جهداً، ويأتي هذا الشَّغف من إهمالِ المربِّين وتقصيرهم في المتابعة والملاحظة بالرِّفق والإصرار. فاللهمَّ رُدَّ طلاب العلم إليك رداً جميلاً.

حلب

25/6/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق