أما العلم فقِوامها، وأما التَّيسير فسِمتها وحالها، ولا انحياز عن هذين الركنين إطلاقا، ولا يظنَّن ظانٌّ أننا نريد بالعلم الشرعي فحسب، بل ما نعنيه أيضاً هو العلم بأحوال المستفتي (مكاناً وزماناً ونفساً وعقلاً وتفكيراً) إضافة لمعرفة الحكم الشرعي العام لمثل هذه القضية ومن ثم نجتهد في تطبيق وتنزيل الحكم على الواقعة المستهدفة (موضوع الفتوى) بأمانه ووفاء.
وأما التيسير: فاختيار الأنسب والأوفق، والاختيار لا يمتُّ إلى التَّساهل أو التسيُّب بصلة، وأول ما تجب مراعاته في المناسبة والملائمة: إيمان متين وخلق حميد وصيانة لحقوق الإنسان الأساسية (الحياة والرأي والكلمة...) وقد يختلف شكل التيسير في مسألتين متماثلتين لإنسانين مختلفين (سنَّاً و تفكيراً و مكانة و...).
ولعل القارئ الكريم سيلحظ ذلك في فتاوى دار الإفتاء في حلب.
فاللهم هيِّئ لنا من أمرنا رشداً، واجعلنا هادين مهديِّين.
حلب
4/7/2018
محمود عكام
التعليقات