آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
د. عكام: أصحاب دكاكين الفتوى يبيعون دينهم بدنياهم/ جريدة تشرين

د. عكام: أصحاب دكاكين الفتوى يبيعون دينهم بدنياهم/ جريدة تشرين

تاريخ الإضافة: 2013/04/24 | عدد المشاهدات: 3347

د. عكام: أصحاب دكاكين الفتوى يبيعون دينهم بدنياهم/ جريدة تشرين

نشرت جريدة تشرين حواراً مع الدكتور الشيخ محمود عكام بتاريخ 24/4/2013 حول الفتوى والمفتين، وفيما يلي نص الحوار:

في زمن التناقضات والعجائب الذي نعيش فيه, لم يعد المرء يستغرب شيئاً مما يراه أو يسمعه, فالتغيير والتحريف والخروج عن المألوف أصبح يطول كل الأشياء من حولنا بما فيها القيم والأخلاق التي تربَّت مجتمعاتنا عليها, هذه القيم والأخلاق التي أصبحت في مهب رياح الفتاوى الدينية التي تحللها في مكان وتحرمها في مكان آخر تبعاً لأهواء وغايات مطلقيها.

فهم إنساني

هذه النقاط وغيرها من التساؤلات التي تشغل هاجس وبال الكثيرين منا كانت محور وقفتنا مع الدكتور محمود عكام مفتي محافظة حلب, الذي أشار إلى أن الفتاوى هي توثيق يتطلب أمانة, وتيسير يتطلب معرفة وحكمة.. وعن التعريف الدقيق لها قال: إن الفتوى رأيٌ انساني نتج عن تماس التفكير الجاد بالنصوص الشرعية الأصيلة من قرآن كريم وسنة نبوية صحيحة, ويمكن أن نقول بدل الرأي الإنساني بأنها فهم إنساني, وما سميت الفتوى فتوى إلا لأنها فهم فتيٌّ يدلُّ على الجِدّة ومراعاة الحال الراهنة زماناً ومكاناً... كما يمكن أن نعرف الفتوى أيضاً بأنها اجتهاد في التعرّف على مراد الشارع في القضية المطروحة إقراراً أو إنكاراً, قبولاً أو رفضاً.

على المفتي رؤية الصواب

وأضاف د. عكام قائلاً: إن التمعُّن في هذا التعريف يوضح لنا أموراً عدة أولها يبين أن هذه الفتوى مادامت فهماً إنسانياً فهي تقبل الخطأ والصواب, فما بال من يفتي إذاً يحرم على الآخرين مخالفته, أو يمنعهم أصلاً من أن يفتوا, ففتواهم, حسب زعمهم, رفعت الأقلام وجفَّت الصحف وهذا ما لا يجوز أن يكون.

ثاني هذه الأمور التي نستوضحها من تعريف الفتوى أنه يتحتَّم على المفتي دراسة موضوع الفتوى, أي القضية المطروحة «دراسة واعية» والاطّلاع على جوانبها وظرفها الزماني والمكاني والابتعاد عن العاطفة التي تستخفُّ بالإنسان وتحول بينه وبين رؤية الصواب المنشودة.. كما أنه لا يجوز لأي مُفتٍ أن يقصر الحقيقة والصواب على فتواه, كما أنَّ عليه إذا وجد نفسه غير قادر على إعطاء الحكم المطلوب في القضية المطروحة نتيجة عدم إلمامه بالظروف أو عدم تمكنه من الاستنباط أو عدم إحاطته بالنصوص ذات الصلة بالموضوع, أن يقول وبكل جرأة لا أدري, وبذلك تكون عين الحكمة والعقل, وإلا فهو متّبع هواه أو هوى من اشتراه بدراهم معدودات, فالجرأة مطلوبة في الشخص المفتي, فالفتوى أمانة ومسؤولية لأنها توقيع عن رب العالمين, فهل يدرك المفتون اليوم هذا أم أنهم أصبحوا أصحاب دكاكين للفتوى يبيعون دينهم بدنياهم أو بدنيا غيرهم ولهؤلاء نقول, إن عليهم أن يتمهَّلوا فيما يطلقون من فتاوى وليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدا فيه الخير ومنه المنفعة والفائدة.

الرفق والرحمة لا المشقّة والتعب

ورداً على سؤاله عن أهم دلائل صحة الفتوى وشرعيتها وصدقيتها قال د. عكام: إن من أهم الدلائل على ذلك اتّصاف الفتوى بالتيسير والرفق ورفع الحرج, لأن هذه السمات حاكمة على الشريعة بأسرها, وهي روحها وقوامها وفي هذا يقول الله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) فإن غابت عن الفتوى مهما كان موضوعها صفات الرفق والرحمة واليسر واحترام الإنسان, وحضرت فيها المشقة والعنت والعسر والشدة والعنف, فعلينا أن نعلم بأن هذه الفتوى تجافي الدين وهو يجافيها وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" ...

الإسلام جاء لحماية الإنسان

وختم د. عكام حديثه بمناشدة كل من يفتي وكل من يدرس وكل من يعلم ويدعو, بأنه إذا أراد إيصال الإسلام إلى القلوب والعقول فعليه أن يعمل ويجتهد على التأكيد عبر فتاويه على تبيان رسالة الإسلام الرحموية وأن هذه الرسالة جاءت لحماية الإنسان ورعايته وتكريمه وتقديره وصيانة دمه وماله وعرضه, وأن المسلم هو من سلم المسلمون والناس من لسانه ويده, والمؤمن هو من أمنه المؤمنون والناس على أموالهم ودمائهم وأعراضهم.. إذاً, فأين أنتم ذاهبون؟!!

لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

http://tishreen.news.sy/tishreen/public/read/285836

التعليقات

شاركنا بتعليق