4/11/1996 العدد 225
كثيرة هي التحديات التي
تواجه الأمة الإسلامية اليوم، وأهمها تحدي الهوية والوجود ، فإلى أي مدى
نستطيع الانطلاق من هويتنا الإسلامية ؟ وكيف نثبت للبشرية جمعاءَ روعة
ديننا الإسلامي، وحلَّه لمشكلات الإنسان ؟
إنها همومٌ وأشجان ننطلق منها لمحاورة الدكتور محمود عكام ابن حلب الشهباء،
وخطيب جامع التوحيد المشهور، وأستاذ مادة الشريعة الإسلامية في كلية
الحقوق، وأستاذ في قسم دبلوم التأهيل التربوي في جامعة حلب حالياً . وهو
كما يُعرف عنه في مدينته، مجددٌ أصيلُ الانتماء ومعاصرُ التكوين، واعٍ
لضرورة التعامل مع النص الإسلامي بروح العصر، ومعرفة مَطالب وحاجات الأمة،
والاستفادة من الدراسات والعلوم الأخرى في فهمه، مع الاستعانة بجهود
السابقين فهو يقول : " لسنا من أولئك الذين يتحدثون عن كل مفردات النص
وفهومه السابقة على أنها تراث لنحافظ عليه برمته، ولسنا من أولئك الرافضين
لكل ما نتج عن النص سابقاً على أنه قديمٌ ينبغي التخلي عنه، ولكني أدعو إلى
التكامل في الطرح، وذلك بالتزام النص مصدراً لفكرنا، وتحديد معالم هذا النص
وتبيانه، ثم العمل على تنزيله وفق العصر الذي نعيشه، بأدوات سابقة، وأخرى
لاحقة مستجدة، فما يسمى اليوم بالأركيولوجي، والأنتروبولوجي، والألسنية،
ينبغي الاستفادة منها، واستيعاب العصر من خلالها، فهي دراسات إنسانية ونحن
مع الإنسان وما يلامسه " . التقيناه وكان لنا معه الحوار التالي :
الأمان : في ضوء التطورات والتغيرات العلمية الحديثة، على مختلف المستويات
والأصعدة، كيف ينظر الإسلام إلى ذلك ؟ وهل يمكن للمسلم أن يجد لنفسه مكاناً
للإبداع، وأن يساهم في هذه التطورات العلمية ؟
د.عكام : أولاً، لابد من شكركم ودعاء إلى الله أن يسدّد خطاكم في مسعاكم
الصحفي الجاد، في سبيل كل تنوير وتطوير .
إن بين العلم والإسلام صلة طريق وغاية، إن العلم يوصل إلى الإيمان بالله،
والإيمان بالله يوصل إلى ضرورة الأخذ عن الله، عبر رسل يبلغون ورسالات
تُؤدَّى، والإسلام واثقٌ كل الثقة أن الإنسان إذا ازداد علمه ازداد إسلامه
لله: ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) فاطر/28، ولطالما طالب القرآن
الكريم الذين كفروا ولم يسلموا بمستندات علمية لما يقولون)قل هل عندكم من
علم فتخرجوه لنا ) الأنعام/148، ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
البقرة/111. ودعا المسلمين، بالمقابل، إلى الازدياد من العلم: ( وقل رب
زدني علماً ) طه/114 . ولست أشك في أن القرآن الكريم يحوي بذور العلوم
كافةً وجذورها، ومن هنا كانت " بانوراما " واسعةٌ جداً في عصرنا الراهن،
عصر التقنية، والاختراع، والتطور، والإبداع . فهناك من أسلم لأنه اكتشف في
القرآن أمراً يمسُّ أصل الهندسة، وهو مهندسٌ فخضع وأذعن ، وهناك عالم
الاجتماع الذي وجد بغيته في " كتاب الإسلام " أعني القرآن الكريم ، وثالثٌ
دُهش إذ سمع آيةً من كتاب الله تناولت أدق تخصصات الفلك، وهو من أربابه
ورواده ، وأنا أختزن في ذاكرتي شواهد كثيرة، لعلها تُسكب على صفحات قرطاس
خاص، فالقرآن يدعو- وبكل اختصار - الناس إلى أن يقيموا حياتهم على أسس
علمية، وقواعد منطقية: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) الزمر/9،
ولا يرضى لأتباعه، ولا للناس كافةً أن يعرضوا عن منهج العلم، ليعيشوا في
فوضى الوهم، وصراع التُرَّهات، التي لا تستند إلى ثوابت العلم، وأركان
الفكر الصحيح .
أَقبلْ،يا سائلي، على الإسلام بعقل، مستخدماً أدوات العلم، تجد مأربك
ومُنَاك . فالإسلام الذي أنجب الصديق، والفاروق، والمرتضى، والبصري،
والشافعي، وابن رشد، والبيروني، والفارابي، والرازي، وابن حيان، وابن
مسكويه، والعطار، والطهطاوي، وعبده، والكواكبي، وبخيت، وشلتوت، والخميني،
وشريعتي، والسباعي، وسواهم، ما أظنه يعقم اليوم، أو يقف في مواجهة العلم .
وكل الذي نستطيع قوله هنا : رحم الله امرءاً قاس الأمور بنظائرها، وأعرضَ
عن قياسات متنافرة، فالإسلام ليس هو الدين الذي أرعب الغرب في القرون
الوسطى، إذ أعدم العلماء، وشتت المفكرين، وأباح دماء العقلاء . تلك
خطيئاتهم أجرموا بها فما ذنبنا ؟! وهل نقاس عليهم ؟! ساء ما يحكمون .
الأمان : تتكاثر اليوم الحركات الإسلامية، كردة فعل عن الوضع العربي
المتردي، فيصفها البعض، لذلك، بالتطرف، بل ربما وصلت بعضها إلى التطرف
والعنف . فما أسباب نشوئها ؟ وما موقف الإسلام من بعض ما ينتج عن بعضها من
عنف ؟
د.عكام : تكاثر الحركات الدينية يعبر، بإطلاقه، عن حاجة الإنسان إلى الدين،
وأنَّ هذا الإنسان لا غنى له عن العلاقة بالذي خلقه فسوَّاه وقدّره، لاسيما
بعد فشل تجارب المبادئ الأرضية، من يمين ويسار ومشتقاتهما ، أما كون هذه
الحركات متطرفة؛ فالتطرف له أسبابه ودوافعه وما هو إلا ردة الفعل الذي
يساوي الفعل في القوة، ويعاكسه في الاتجاه، وكلنا يعرف أن شدة الضغط تولد
الانفجار، وأن الإفراط وليد التفريط، وأن المصادرات الهائجة تحرك كوامن
المواجهات العابسة الغاشمة، وهيهات مع الحوار المتوازن أن يولد تطرف . إنه
الغرب الذي بدأ فكان صاحب الخطأ والخطل، وذلك منذ أن قامت فكرة "
الاستعمارية " في ذهنه، وجنَّد رجال فكر مأجورين، يشوهون للناس تاريخهم،
ويسفهون ديانتهم، ويبرزون ضرورة وجود المستعمر الغربي وصياً عليهم، لكي
يُقوِّم اعوجاجهم على حد الزعم . وتتابع الأمر يوم ربض المستعمر بعد "
التشويه " على صدر أمة من الناس فترة من الزمان، لا ذنب لهم ولا جريرة، إلا
عشق الحرية الفطري . ظلمٌ قوبل بتطرف، وتشويه قابله تزمت، وعدوان واعتداء
ناصبه إرهاب، ووسط معتدل ضائع بينهما، يتنادى اليوم لرفع تجاوزهما وتعديهما
. لقد عاش الناس بعد الاستعمار حالة قابلية له، أدت إلى تبنِّي أمور صدرت
عنه، ولم يوافقها الإسلام، حتى إذا ما قام " مسلم " ينادي برفض هذه الأمور،
وإزاحتها عن ساح سلوكنا، وبلغة حوارية هادئة، اتُّهم بالتزمت ليسكت، أو
بالتعصب ليخفي صوته، وبدأت المناورة إلى أن انتهت ببحور دم، أو بقطعان من
المحقرين المنبوذين . نعم، إن مبدأ ردة الفعل مرفوض، فنحن أصحاب فعل، له
أسسه، وقواعده، وانطلاقه، وأهدافه، ونرفض التطرف والتزمت، ولسان حالنا
مصبوغ بصبغة قوله تعالى : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا
هو أقرب للتقوى ) المائدة/8 . وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " ليس منا
من دعا إلى عصبية " . وبقول علي رضي الله عنه: " إخواننا بغوا علينا "
حينما سُئل عن " الخوارج " وهم من أسقوه الكأس مراً .
الأمان : تحظى المرأة باهتمام عال في الإسلام، فهي شقيقة الرجل، ما دورها
في المجتمع كما رسمه الإسلام ؟ وهل ما نجده من الحدِّ من حريتها وإبعادها
عن العلم والعمل، وبالتالي إلغاء دورها الاجتماعي، هل لهذا كله علاقة
بالإسلام، كما يصور ذلك البعض ؟
د.عكام : طبعاً لابد لكل صاحب فكرة من مستند ومتكأ، من أجل أن يعتمد عليه،
ليقدم فكرته للناس، ولأن الدِّين له أثره وتأثيره عند الناس، يُلجأ إليه
ويعتمد . والمرأة دائماً " رمز " ومن خلالها يُنظر إلى المبدأ، ومن خلالها
يحكم على طبيعة المبدأ أو المذهب، وبناءً على مبدأ الفعل وردة الفعل الذي
تحدثنا عنه آنفاً، فقد خضعت أحكام المرأة له، ولازالت . ولو أننا استمعنا
إلى كل ما جاء عنها وحولها، من كل دعاة المذاهب على اختلاف توجهاتهم،
وقارنَّا بين كل ما سطروه وسجلوه، لرأينا - ولست متعصباً - أن الإسلام أحسن
في توصيفها، وأجاد في توظيفها ، ولكن ما ذنب الإسلام، إن كانت الظروف
التاريخية للمسلمين قد أوقعتهم في معادلات الفعل ورد الفعل ؟ فانقادوا لها،
وكادوا أن يستسلموا لمقولاتها، لولا نداءاتُ إصلاح كانت تعلو وتصدح هنا
وهناك، تنادي هؤلاء، وتحثهم على ضرورة إعادة الأخذ عن مصادر الإسلام
الأساسية، من كتاب وسنة، فيما يتعلق بالمرأة ، وعن سواها، وبما عداها .
المرأة في الإسلام - يا سائلي - شقيقة الرجل ، كما قال النبي صلى الله عليه
وآله وسلم : " إنما النساء شقائق الرجال " . والمرأة عالمةٌ عاملة : ( أني
لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) آل عمران/195 . والمرأة لها دورها
الاجتماعي العظيم، فهي البنت الناعمة، والأخت الداعمة، والأم الراعية،
والأخت الحاضنة، والجدة المؤنسة، ولكل ذلك دليله وبرهانه . فما بال من
تزمتوا يُشوِّهون ؟! وما بال من جهلوا أو تجاهلوا يصدقون ويصرون على
التشويه صفة أساسية للإسلام، ونحن نقول لهم غير ذلك، مع الدليل والبرهان ؟!
يا ناس، المرأة في الإسلام حاملةُ أمانة، ومكلفة بالوصول إلى سدة الخلافة،
ومخاطَبةٌ لتكون على أعلى نقطةِ امتداد التكليف، دون حاجز أو حاجب . هذه
محكمات، وما سوى ذلك متشابهات، ويجب رد الأخيرة إلى الأولى وهاكم الأمثلة
من واقع التاريخ نستعرضها : خديجة، وفاطمة، وعائشة، وسكينة، وخولة، أرأيتم
على إحداهن الفكر المتزمت، أو الفكر المتهم ؟! ألا ساء ما يحكمون، متزمتين،
ومتجاهلين معادين .
الأمان : لكن لابد للمرأة، إذ تمارس دورها في المجتمع، من الاختلاط بالرجل
في الجامعة والعمل، فما موقف الإسلام من ذلك ؟
د.عكام : كل ما يمكن قوله في هذا المضمار أن الإسلام يسعى إلى تثبيت الطهر،
والعفاف، والنظافة، والأناقة الداخلية، والخارجية، وعلى من يطلب ذلك أن
يسعى إلى إيجاد الظروف، والمناخات التي توفر هذا، وتضمن ذلك، بغض النظر عن
شكلية محددة، أو أسلوبية معينة ، وحين تمتد العين من طرف إلى طرف بخيوط
خيانة، وحبائل فجور، جاء القرآن الكريم ليقول: ( قل للمؤمنين يغضوا من
أبصارهم ويحفظوا فروجهم )، (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن )
النور/31-32 . فإذا ما انتفت بيقين هذه الفوارق الفاسدة، فانظروا . ومن ذا
الذي يمنع نظرة قاض إلى وجه متخاصمة، أو نظرة أستاذ إلى وجه تلميذة ، أو
نظرة معلم إلى وجه طالبة، أو نظرة خاطب إلى وجه مخطوبة، أو نظرة شاهد إلى
وجه متهمة ؟! وحين نذكر الاختلاط الممنوع، نذكر أيضاً اختلاطاً يسفر عما لا
يزيد المجتمع إلا فساداً، من مجون، وفجور، وضياع حياء، وسفح أمانة ، أما
إذا كان الاختلاط يؤدي إلى تثبيت الصفات المطلوبة، من طهر، وعفاف، ونقاء،
وأمان، فدونكموه . أَوَ ليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع إلى
المجاهدين المجاهدات، وخطب فيهم يحضهم على مقارعة العدو، والتمسك بأهداب
الحق والتعامل الإنساني ؟!
أَوَ ليس في تاريخنا من خَطبتْ، ودرَّست، وكان من الحاضرين رجال ؟! ثم هناك
أيضاً من درَّس وتكلم، وكان في الحاضرين نساء . لعلنا إذ نذكر الاختلاط
اليوم، نذكر صوراً مزرية، ولوحات تطبيقية فاسدة، ولكن ماذا عسانا أن نفعل
إن كان التطبيق ضاراً ؟ ونحترز فنقول: هناك فرق بين الاختلاط والخلوة، إذ
الثانية خطيرة، ولا تدخل في ساح حوارنا، ونحن نتحدث عن الاختلاط .
الأمان : ما مفهوم الحجاب في الإسلام ، وما دوره في حياة المرأة ، وما أثره
على دورها الاجتماعي ؟
د.عكام : الحجاب : تخلٍّ مبدئي عما يتنافى مع الفضيلة، والعفاف، والطهر،
وعما يُخلُّ بالآداب، وتحليةٌ بالصفات الفاضلة . الحجاب : لباس يرمز إلى
قيم، وشكل يعبر عن مضمون، وهيئة تُراد لضمان حقائق إنسانية ثابتة . وعلى
هذا، فالحجاب لا يعني عزلاً أو إلغاء دور، كما يحب تصويره بعض المغرضين،
ولكنه دعوة إلى إتقان العمل، وإتقان الدور . فمَن عمل بمعزل عن الهوى نجح،
ومن دخل الحياة من أبواب الفضيلة فاز ونحن نقول للتي تتقن شكلية الحجاب، إذ
توافق فيه الشرع دون الهوى أيضاً : أتقني مضمونه، وحافظي على الارتقاء في
سلم الإنتاج الاجتماعي الفاعل، وتذكري دائماً سيدات سبقنك، لازلن مثلاً
يُحتذى في العلم ، والجهاد، والحركة، والريادة . وإياك أن تجعلي من حـجابك
عادةً مـمقوتةً، أو علامة تنطع منفر، أو ردة فعل، تُقلعين من خلاله عما
يفيد المجتمع، ويطور الإنسان، فخير الحياة قيمةٌ تُستمد من السماء، يحرسها
أهل الأرض .
الأمان : المعروف أن الإسلام دينٌ يصلح لكل زمان ومكان، وقد أفسح المجال
للاجتهاد في كثير من الوقائع ومستجدات كل عصر من العصور على امتداد
التاريخ، فإلى أي مدى يمكن الاجتهاد في النص القرآني والسنة النبوية ؟
د.عكام : إني لأعجب ممن يسأل هذا السؤال، وهو يرى ما أنتجه العقل المسلم،
عبر قرون متوالية، نتيجة اجتهاداته الكثيرة الكبيرة، في القرآن والسنة
الشريفة ، وهل أَبعَدَنا عن الاجتهاد إلا تقاعسنا، وتكاسلنا، وعدم معرفتنا
أدواته ؟ وما مَثلنا إلا مثل من أقعده كسله عن النصر، فزعم النصر محذوراً،
أو الظفر ممنوعاً، وراح يتهم من يخوض ميادينه، ويسلك سبله، حتى يبقى في
حالة اجترار لنصر سابق ، أو ظفر طال عليه الأمد . هيا فاجتهد، وافهم،
وافقه، وبادر، وتدبر، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم :" أفضل العبادة
الفقه " . الاجتهاد حالة تدبرية مطلوبة، والإعراض عنها إعراض عن أهم ما
طُلب من العقلاء فعلُه : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
محمد/24 . وليس هناك حدود يقف العقل عندها، فلا يتجاوز، وهو يستطيع ، وإذا
كان الاجتهاد بذلاً للجهود، واستنفاداً للطاقة،فأي حدود إذاً ، وأي قيود ؟
وأنا أقول هنا : إن مصادرنا هي القرآن الكريم، والسنة الصحيحة، والعقل الذي
تكوَّن من مقاسات كلام الله، الذي خلق العقل، ويعلم منتهاه وبُعده .
الأمان : تتزايد اليوم موجة رفض الآخر بين الحركات الإسلامية والمذاهب،
ويتراجع الفكر المتنور المحاور، ما السبب في ذلك ؟
د.عكام : إن وضعاً نعيشه، وآلاماً تفتك فينا، وحالةً متردية تسيطر غيومها
السوداء الداكنة علينا، لا يمكن أن تُنشئ سوى هذه النتائج، وكل إجابة سابقة
من هذه المقابلة تساهم في إغناء إجابة هذا السؤال، فالجهل المسيطر على
عقولنا، والعداوة المعشعشة فينا تجاه ديننا، والضغوط التي تصدر عن بعض منا
على بعض منا، والظلم الذي يمارس على ساحتنا، والتمرد الذي لا سبب له إلا حب
التسلط، والقهر الذي يُمارس منا علينا، كل ذلك - يا سائلي - مكونات تربة
تُنبت تطرفاً، وتخنق تنوراً، وتبيد تطوراً .
أخيراً : شكراً لكم يا صحافة اليوم، إذ تساهمون في إيصال الفكر، وفتح موائد
الحوار بين أطراف في عالمنا، وتغنون تطلعات التعرف فينا على ما في صدور
أرباب الكلمة، وتسعون، دون خوف أو مجاملة، لرعاية الإنسان . وأجزل التقدير
لك أيتها الصحيفة " الأمان " على لقائك، هذا ودمتِ معطاءةً في محافل
التنوير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
التعليقات