آخر تحديث: الجمعة 26 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
حماية المفقودين وموتى الحرب (في الشريعة الإسلامية)

حماية المفقودين وموتى الحرب (في الشريعة الإسلامية)

تاريخ الإضافة: 2018/07/16 | عدد المشاهدات: 672
New Page 1

حماية المفقودين: يجب على كل طرفٍ من أطراف النزاع (المتحاربة) أن يقوم بالبحث عن الأشخاص الذي أخطَرَهُ خصمه بفقدهم في موعدٍ لا يَتجاوز انتهاء الأعمال القتالية بطريقٍ ما (مباشر أو غير مباشر) وهذا ما يُقرُّه الدِّين الحنيف، فالرسول صلى الله عليه وسلم أخذ يسألُ عن جندِه بعدَ معركة "أُحُد" وكلَّف أصحابه بالبحث عن الصحابة الذين حضروا المعركة لمعرفة مصير كل منهم، ومن المعلوم أنَّ فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بيانٌ وتشريع.

حماية المَوتى: للميت حُرمته مَنْ كان، فالمثلة بالجثَّة مَنهيٌّ عنها نهياً قاطعاً ولو كانت جُثَّة العدو المقاتل، وها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوصِي أمراء السَّرايا عامة بقوله: "سِيرُوا باسم الله، لا تمثِّلوا ولا تغدُروا ولا تقتُلوا وَليداً"كما يتعيَّنُ دفنُ جثث العدو ومُراعاة البيانات الخاصَّة بشخصيَّته حتى يمكن الاستدلال عليه، وقد روَى الدَّارُقطني عن يَعلى بن مُرَّة يقول: "سافرتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرَ مرَّة، فما رأيتُه يمرُّ بجيفة إنسان (جثته) فيُجاوزها حتى يأمر بدفنها لا يسأل أمسلمٌ هو أم كافر". ولا يوجد دليل يمنع من مساعدة الأعداء في التَّعرُّف على موتاهم ونقلهم إلى ديارهم ودفنهم، وهذا ما ذهب إليه أئمةٌ لهم اعتبارهم الفقهي الرفيع. وعلى كلٍّ: فروحُ الشَّريعة الإسلامية وقواعدها العامَّة ومقاصدها تتَّسع لكل اتفاقية (في السلم أو في الحرب) تصبُّ في مصبِّ احترام الإنسان وتكريمه، ولن ننسى – في هذا المجال – قيامَ النبي صلى الله عليه وسلم لجنازةٍ مرَّت أمامه ووقوفه لها احتراماً وتقديراً، فقيل له: يا رسول الله: إنها يهودي ! فأجاب وكلُّه رحمة ورفق ولطف: "أوَليست نفساً". فيا دُعاةَ الإنسانيَّة هلمُّوا إلى الإنسان تكريماً واحتراماً وصِيانةً ورعاية (دماً ومالاً وعرضاً وحرية).

حلب

16/7/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق