آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
انبذوا التطرف أينما كان

انبذوا التطرف أينما كان

تاريخ الإضافة: 2018/11/15 | عدد المشاهدات: 651

قال لي: هل سمعتَ ما قالَ فلانٌ عن فلان "ضارب الجذور في التاريخ"  قلتُ: وماذا قال ؟ قال: وصَفَهُ بالمروق والزندقة والدَّجل و... فقلت: وهل الجميع مجمعون على ذلك ؟ فأجاب: لا، وألف لا. بل ثمة من يعتقد بعظمته في العلم وحسن تزوُّده بالتقوى، ونظافة كلامه من أن يُداخله كذبٌ أو تزوير. فقلتُ: هنا تكمُن المشكلة، وصدق الله تعالى: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ). يا صاحبي: الحضارةُ لا تقومُ على شتمِ الحضارات ولكنَّها تقومُ على تحمُّل شَتمِ أشباهِ الحضارات، يا صاحبي ما كانَ الشَّتمُ ليبني ولا اللعن ليرضي، وإلا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ". يا صاحبي: الأمة التي تفرغ شحنات عواطفها في اللَّعن والسبِّ والشتم أمةٌ بَعُدت الشُّقة بينها وبين الرقي والتقدم والازدهار. يا صاحبي: لقد قال القرآنُ كلمته في هذا الشأن: (ادعُ إلى سبيل ربك بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ). وتابعَ فقال: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ. وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ. إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ). ألا ما أعظمَ التوجيه الإلهي ومن بعده التوجيه النبوي حين قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب الرفق في الأمر كله"، وقال: "مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرمِ الخيْرَ كُلَّهُ"، وقال: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ". هي دعوةٌ لمواجهة التطرُّف بالرِّفق والعاقبة لمن رفَق شاءَ مَنْ شاءَ وأبى مَنْ أبى.

حلب

15/11/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق