آخر تحديث: الجمعة 26 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
الفتوى أمانة الأمانات

الفتوى أمانة الأمانات

تاريخ الإضافة: 2018/12/13 | عدد المشاهدات: 547

الفتوى أمانة، وكأنَّ الله قد استودعَ لدى المفُتي الأحكام "الفتاوى" والإجابات الشَّرعية وقال له: أعطِ هذه الفتوى أو ذاكَ الحكم إلى فلانٍ دون فلان، فإن خالفَ ولم يُعطِ كلاً ما استُودِع عنده له فقد خان، ولهذا تأكَّد أيها المفتي من سؤالِ المستفتي وتبيَّن نيَّته واعرِف ظرفَه وما حفَّ تصرُّفه "القولي أو العملي" الذي جاء يسألُ عن حكمه وعن مقولة الشرع فيه، كما لا بُدَّ لك من امتحانِ ملَكَاته العقلية بشكلٍ غير مُباشر، فالتَّكليف مَنوطٌ بالعقل أصلاً واكتمالاً، وثمة درجات في امتلاك القدرات هبوطاً أو صعوداً "أما الهبوط: فهناك المجنون ذو الجُنون المطبق، وآخر ذو الجنون المتقطِّع وهناك المعتوه والسفيه..."، "وأما الصعود فثمة العاقل والرَّاشد والرَّشيد والألمعي واللماح..."، وإذ تُجيب فما عليكَ إلا التأكُّد من أن المستفتي تلقَّى وفهم الفتوى عينَها تلكَ التي صدرت عنك. فكثيراً ما يدَّعي السائل أنه فهم الجواب لكنه - في الحقيقة - غيرُ ذلك .وثالثاً: لا بدَّ للمُفتي من أن يكون موجِّهاً، فلا يكفي منه فقط تبيان الأحكام "حَدَّاً" "حرام، جائز، واجب..." بل عليه أن يُغلِّف الأحكام بالأخلاق، فيا أيها السَّائل عن حكم صلاة الضحى: اعلم أنَّها سُنَّة فَصلِّها، وحافظ عليها، وتحرَّ الخُشوع والإخلاص، ولا تنسَ أن تدعو للمسلمين وأنت تُقيمُها وللبلدِ ولأولياء الأمور وهكذا... ولقد أتيت بهذا مثلاً بسيطاً لأتركَ للمُفتين التصوُّر رَحباً والرَّسم واسعاً وهم يفتون في الأموال والمواريث والزواج والطلاق وسائر مناحي الحياة. وباختصار: الفتوى حُكم وخُلُق وإخلاص، إذن هي أمانة الأمانات حَقَّاً، فهل من مجيب ؟!

حلب

13/12/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق