1548196732.jpgهو شيخ تكاملت فيه الصِّفات بعد تزاحمها أيُها يحرز المرتبة الألصق به رحمه الله، فهو الصُّوفي الرَّشيد والمدرِّس الألمعي الودود والنَّحوي ذو اللسان السَّديد والفقيه والأصولي وصاحب التفسير للقرآن المجيد، والأهمُّ من ذلك كلِّه هو إنسانٌ نبيلٌ طيفُه طيف أمان وطمأنينة، فهل من مزيد ؟!
عرفتُه مدرِّساً في ثانويات حلب، وكان لي إخوة يدرسون في بعضها، ولطالما حدَّثوني عن إعجابهم بالمدرِّس الذكي النابهة "محمد نذير حامد" وبدرسه الماتع الجامع، ولطالما أجبتُهم بأنِّي أعرفه، وأقولها بالفم الملآن، لأنَّه شيخٌ وأنتسبُ معه إلى عالم "المشيخة" التي تعني دراسةً وعلماً شريفاً وإيماناً متيناً، وسأحرص – وهكذا أخفي في نفسي - على أن أكون مثله ومعه ومع أمثاله. نعم، أعرفه لأني كنتُ أحضر بين الفينه والأخرى موالد وأذكار "الكلتاوية" بعد صلاة الجمعة التي يقيمها السيِّد النَّبهان رضي الله عنه.
وأذكُر أنِّي زرتُه في بيته "حي سيف الدولة" بصحبة تلميذه في ثانوية فلسطين الصديق العزيز "عاطف البيانوني" وهو الذي كان يحدِّثني عنه بفرطِ إعجاب، ولا زلتُ أذكر أنَّه كان يومها - أعني شيخنا محمد نذير حامد - يبني بيديه سور بيته "الإضافي"، وحينها أدركتُ أنَّه لم يكن متكاملاً من حيث العلوم الإنسانية والشَّرعية والآلة، بل هو هو إنسان متكامل حياتياً.
فليرحمك مولانا جلَّ شأنه، ولتطب حيَّاً وميتاً، وإنا لشاهدون على حمدك ربك وشكرك إياه، يا أيها النَّقي التَّقي الخفي.
حلب
22/1/2019
محمود عكام
التعليقات