هي مُباركة فعلاً، ولكنَّنا نحتاج ُإلى توضيح أمرين: الأول: معنى البركة، والثاني: ما الشَّام حدوداً وجغرافية ؟
أما الأول: فالبركة خيرٌ وفيرٌ من أمرٍ صغير أو قليل، وإن شئتَ قل: عطاءٌ جزيلٌ من شيءٍ بسيط: فاللهمَّ بارك لنا في عُمرنا، يعني: اجعل اللهمَّ سنوات عمرنا المحدود تعطي من النفع والخير ما تعطيه سنواتٌ كثيرة وكثيرة جداً، وكل سنة بعطائها تعادل عشراً وهكذا. وكذلك دعاؤنا: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا: أي هيِّئ يا ربنا من هذا الذي رزقتنا إياه (وهو قليل من حيث الظاهر) ما يكفي حاجاتنا ورغباتنا ومطالبنا عامَّها وخاصَّها، ما تمسُّ إليه الحاجة وما تطلبه الرفاهية المشروعة.
وأما الثاني: فالشام التي هي: سورية والأردن ولبنان وفلسطين (فلسطين كلها) وأراضٍ هي مدن تركية اليوم على الحدود السورية ولواء اسكندرون، ويُضاف إليها عند بعضهم منطقة الجوف والحدود الشَّمالية في المملكة العربية السعودية.
والسؤال هنا: هل البركة من لوازم الجغرافية أم إنها من لوازم (الديمغرافية) السكان ؟ والصحيح أنها من لوازمهما معاً، فالجغرافية تضمُّ القُدس (بيت المقدس) والجامع الأموي وبيت لحم والحرم الإبراهيمي وقبة الصخرة وحائط البراق.... وأما السُّكان: فأهم ما يَسِمُهم: الشَّهامة والكرامة والكرم والرفعة والعزة والوفاء. وسَلُوا التَّاريخ أيها الباحثون، وأنتم يا أيها الراهنون في هذه البلاد: محِّصُوا أنفسكم، وأعيدوا صِفاتكم وسِماتكم، والله معكم ويتولاكم.
حلب
18/3/2019
محمود عكام
التعليقات