ما شبعت بعدُ من إيجاد وتوليد خلافات تفرِّقها وتشتِّتها وتمزقها: من طائفية إلى مذهبية إل حزبية إلى قومية إلى عرقية، والمهم أن لا تستقرَّ ولا تستقلّ، يضربُ بعضهم رقاب بعض، ويستعدي بعضهم بعدوهم الحقيق على بعض فيخسرون ويكسب، وتسيل دماؤهم هدراً برخص ويحتفظ بدمه في عروقه ليغذي به فكراً مفرِّقاً يدِّخره لأجيالنا القادمة التي يبغيها مفككة متنازعة متصارعة تباح أرضها وتستباح ثرواتها (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً).

عجيب أمر هذه الأمة: التي تمتلك مهابط الوحي ومنازل الكتب المقدسة ومعارج الأنبياء، لكنها تظل سادرة في خط مجافٍ وتيار معاكس واتجاه مناهض، فإلى متى ؟!!

عجيب أمر هذه الأمة: داؤها منها ودواؤها فيها وما تشعر، وتحسب أنها جرم مهين وأمة وضيعة وفيها انطوت كل مقومات الحضارة والحياة والرقي والمجد والأمان والأمن، لكنها استسلمت وما أسلمت واستكانت وما آمنت. فاللهم رُدَّها إلى ما أردتها أن تكون عليه وعياً ورشداً يا رب العالمين.

حلب

15/11/2019

د. محمود عكام