من لم يدعُ لوطنه وبلده فهو إلى العقوق أقرب، ومن لا وطنَ له يحميه فليسَ بذي مبدأ وإن ادَّعاه، ومن خان وطنه فاستعدَى عليه أعداءه فقد خانَ الأمانة التي حُمِّلها، ومن كان يعُدُّ وطنه (فندقاً) فعليه أن يعلم أنه سيكون آخر الأمر شريداً طريداً، ومن اعتاشَ على حساب وطنه وبلده متاجراً ومتآمراً فهو الخائن الأفظع، ومن آذى مواطناً آخر أو جافاه أو ظلمه أو عامله بالسوء والاحتكار والهجران والبغضاء بغير سبب مشروع فلا وطنيَّة عنده، وهو في الفساد يتقلَّب، ومن أساءَ إلى حجر الوطن أو شجره أو سمائه أو أرضه أو بنائه أو أنهاره أو عملته أو صناعته أو زراعته أو اقتصاده أو تربيته أو بحثه العلمي أو... فهو المفسِد الذي غضبَ الله عليه، ومن دافعَ عمَّن يدافع عن وطنه فهو الشَّريف، ومن أساء إلى المدافع عن الوطن فهو الخسيس، ومَنْ، ومَنْ، ومَنْ... وبقية ذلك مُستَودعٌ في الفطرة فاستنطقوها تُخبركم وتُحدثكم: (فطرةَ الله التي فطرَ النَّاسَ عليها).

حلب

2/2/2020

محمود عكام