هي ليلة الشَّرف والتقدير، هي ليلة القرآن الكريم نزل فيها من اللوح المحفوظ ليكون حيث شاء الله ثم تنزَّل تنجيماً على قلبِ محمد صلى الله عليه وسلم لينطق به لسانه الحق: بالصدق والوفاء. هي ليلة خير من ألف شهر ما دامت ليلة القرآن، وهل تشرف الليالي والأيام والسنوات إلا بالقرآن العظيم، هي خير من ألف شهر لأنها أنارت بنور القرآن سائر الليالي، فيا أهل القبلة: كونوا على يقين بأنكم شُرِّفتم وعُظِّمتم بالقرآن، فقد قدَّر الرحمن الرحيم جل شأنه أن تكونوا ذوي رفعة وعطاء طيب وسادة تقومون على رعاية الإنسانية وحمايتها إن أنتم التزمتم هذا الكتاب تلاوة وقراءة وتدبراً عبر فهوم صحيحة نبيلة مستظلة بظل فهم وحكمة سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، فاللهم اجعلنا ممن قدَّر الرحمن عليهم هذا القَدَر المشرِّف فحملوا الأمانة بوفاء وصدق وإيمان، وأكدوا ذلك بتكريم الإنسان وتقديره وصيانة حريته ودمه وكرامته وحقوقه، وحقاً فجر ليلة القدر خير من ألف ألف فجر.

حلب

18/5/2020

محمود عكام