آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
مجتمعُ الرَّحمة ومجتمعُ النِّقمة

مجتمعُ الرَّحمة ومجتمعُ النِّقمة

تاريخ الإضافة: 2020/08/09 | عدد المشاهدات: 672

 

المجتمعُ مجتمعان: مجتمعُ رحمةٍ ومجتمعُ نِقمة، أما الأول فعناوينُه: تَباذلٌ وتَراحمٌ وتَضامنٌ وتَناصحٌ وتَكَاملٌ واحترامٌ وتَعاونٌ ونشرٌ للحسنات وإشاعةُ المودَّة ومعرفةُ الحقوق والواجبات، أما مجتمعُ النِّقمة: فاستهزاءٌ واستهلاكٌ وتنافرٌ وتحاسُدٌ وتَباغضٌ ونشرُ السَّيئة وكِتمانُ الحسنة والتَّشهيرُ والاستهتارُ وانتهاكُ الأَعراض وعدمُ معرفةِ كُلِّ فردٍ حدودَه وتطاولُ الصَّغيرِ على الكبيرِ واحتقارُ الكبيرِ للصَّغير والسُّخرية وإشاعةُ البَغضاء...

فيا أيها النَّاس: ما بَالُنا حَوَّلنا مجتمعَنا من مجتمعِ رحمةٍ إلى مجتمعِ نِقمة، وها هي ذي وسائلُ التَّواصل الاجتماعي شاهدةٌ على ذلك. هذا يُكَذِّبُ ذاك، وفلانٌ ينعَتُ فُلاناً بالسِّماتِ المنحطَّة، ولا تكادُ تَجِدُ إلا مُعجَباً برأيه مُستَخِفَّاً بالآخَرين مُعتَبراً نفسَه الأفهم والأنبه والأرقى، ومَن عَدَاه لا يَكادُونَ يفقهون حَديثاً، حتى وَصَلَ الأمرُ إلى أنَّ منسوبَ الثَّقافة يتناسبُ طَرداً مع التَّسفيهِ والسُّبابِ والشَّتم والاعتداء على الأعراضِ وتمزيقِ اللُّحمةِ الوَطنية...

والخلاصةُ: إِنْ أردتم الخَلاصَ فهيَّا إلى الرَّحمة: (ارحَمُوا مَنْ في الأرضِ يرحَمكم مَنْ في السَّماء).

حلب

9/8/2020

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق