آخر تحديث: الجمعة 29 مارس 2024
عكام


كتب و مؤلفات

   
الإسلام والإنسان

الإسلام والإنسان

تاريخ الإضافة: | عدد المشاهدات: 6076

هذا الكتاب هو أول جزء من أجزاء سلسلة " سبل النهوض " ، وهو نواة دراسة " إناسية - أنتربولوجية " تفوق الدراسات الأخرى ، إذ تتجاوز الإنسان إلى علاقاته الأساسية بالله الخالق المكون، ولا تقتصر على دراسته في بعده الشهودي الواحد ، كما تفعل الدراسات " الإناسية - الأنتربولوجية " الأخرى ، فليس الإنسان هو الأصل ، وإن كان المرئي ، وإنما هو التابع للتجليات الذاتية للوجود المطلق الفعال لما يريد ، ولا يخفى علينا أن موضوع الإنسان إنما هو قضية مهمة جداً ، فالمدنية الحديثة إنما أقامت بناءها الفكري على نظرية أصالة الإنسان ، أي نظرية تقديس الإنسان التي ظهرت كرد فعل لعلائق في عصر سابق ، إذ أن المشكلة كانت تكمن في المذاهب القديمة والأديان حطمت شخصية الإنسان ، وحملته على أن يقدم نفسه قرباناً للآلهة ، كانت تُغري الإنسان بأن يتخلى عن إرادته في مقابل إرادة الإله ، والظهور بمظهر العاجز ، كانت تدفع الإنسان أن يتطلع عن طريق الدعاء والتوسل والتضرع لتحقيق ما يصبو إليه من الآلهة .
وجاءت المقدمة لتبين تعريفاً للمتعاطفين : الإسلام والإنسان تميز بالرصانة والمتانة .
فالإسلام : دين سماوي يمثله القرآن الكريم المنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأحاديث هذا النبي العظيم ، وهما معاً يشكلان نصه الأصلي ، هذا النص غطّى كل الإنسان فكان كاملاً ، وكل الناس فكان تاماً ، فما في الإنسان جانب إلا وله نصيب في هذا النص من خلال فهوم كامنة فيه واستنباطات محتملة الانبثاق عنه ، يطالها أربابها وينالها طلابها .
وإن أردنا المقارنة بين هذا التعريف وغيره من التعريفات للإسلام التي في مجملها تقول : الإسلام هو الدين المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، الشامل لك جوانب الحياة الذي كتابه القرآن الكريم . ونجد أن التعريفات الأخرى قد أخطأت من ناحيتين :
أ- الإسلام هو الدين السماوي القديم منذ عهد آدم عليه السلام ، وهو الدين المنزل على كل الأنبياء والمرسلين ، لكنه اكتمل وانتصر على يد نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ( وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون ) وسليمان قال : ( وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين ) .
ب - قصروا نص الدين الإسلامي على القرآن تعريفاً ، وإن كانوا معترفين بشمولية النص للقرآن الكريم والحديث الشريف في شروحهم بعد ذلك إقراراً ، فضعفت بسبب هذا ا÷مية التعريف وفاعليته ، وهذا ما تلافاه مؤلفنا بقوله : " هو دين سماوي يمثله القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وهما معاً يشكلان نصه الأصلي " ، ثم أضاف موضوع التمام والكمال في هذا التعريف .
أما تعريف الإنسان فهو : كائن حي موجود بالاضطرار ، متميز عن بقية الكائنات الحية بآلية المعرفة وقدرة الاختيار ، أُهّل بهذا للتكليف ، فكان الأول في النوع خلقاً ومكانة من حيث التصنيف . وقد شمل هذا التعريف وجمع بين ماهية الإنسان ومكانته والغرض من وجوده ، وبين مناط التكليف بقوله : " متميز عن بقية الكائنات الحية بآلية المعرفة وقدرة الاختيار ، أُهّل بهذا للتكليف " .
ثم تعريف الدين الذي هو عند الدكتور محمود عكام : وفاء إرادي رمزي لدَيْن ثبت في ذمة المخلوق تجاه الخالق نتيجة الخلق والإيجاد ، وإسباغ ما تميز به على بقية المخلوقات من صفات .
أما موضوع الكتاب فتتقاسمه ثلاثة بحوث :
الأول : الإنسان كما يصفه الإسلام : فالإنسان يبحث عما يجد فيه وصفه حقيقة ، والقرآن هو الذي قدّم لك أيها الإنسان وصفك ووظيفتك . فاحديث عن الإنسان جاء : أ - خَلقاً : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) ، ب- وصفات : وخلق الإنسان ضعيفاً ، ( خلق الإنسان من عجل ) ، وغير ذلك من الصفات : اليأس والغرور والكفر وقدرة والعلم والمعرفة . ج- ومآلاً : فهو مبعوث مسؤول محاسب : ( أيحسب ألن نجمع عظامه ) ، ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) ، ثم يستقرئ ذكر الإنسان في الحديث الشريف فيجده لا يعدو كونه ابن آدم أصلاً ، أودع الفطرة ، وأُهّل للتكليف ، فوصف بالإنسانية .
الثاني : الإنسان كما يريده الإسلام : فهو يريده إنساناً ، تأهيلاً ، ووصفاً ، وعبداً تحققاً ووصولاً ، وخليفة وظيفة وسعياً وقياماً ينتج عن إعلان الحاكمية لله والولاء له .
الثالث : التكليف طريقاً لتحقيق المطلوب : يرسم المؤلف الهدف المنشود بدقة ومتانة فيبين : أشكال التكليف من أمر ونهي ، حيث النهي لحماية الإنسان من كل ما يعيقه عن تحقيق هدفه المرتضى ، والأمر رعاية له لتحقيق هدفه ومطلبه المحمود ، فالتكليف بين حماية ورعاية ينير للإنسان الطريق ، ويأخذ بيده إلى مرفأ الأمان . ويبين محل التكليف : حيث يحيط التكليف بتصور المكلف وسلوكه ، فمفردات الأمر والنهي التي تتعلق بالسلوك إنما تُكوِّن الإسلام بالنعنى الأخص أو الشريعة .
خاتمة وثمرات :
- نداء لحماية إنسان الإسلام من شرور نفسه ، ومكائد شيطان الإنس والجن .
- دعوة لنا لنكون واقعيين في دعوتنا إلى إنسان الإسلام ، بعيداً عن مثالية جوفاء وخزعبلات خرقاء .

التعليقات

شاركنا بتعليق