آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
واجباتنا تجاه القرآن الكريم/ قناة نور الشام الفضائية

واجباتنا تجاه القرآن الكريم/ قناة نور الشام الفضائية

تاريخ الإضافة: 2012/07/25 | عدد المشاهدات: 3155

الإنسان بين حقٍ وواجب، وعلى الإنسان أن يدرك أنَّ عليه واجباً وأن له حقاً. والناس حيال الحق والواجب ثلاثة أصناف:

فمن قام بواجبه وطالب بحقه فهو عادل، ومن قام بواجبه وتغاضى وتناسى حقه فهو فاضل، ومن لم يقم بواجبه وطالب بحقه ولم يتغاضَ عن حقه وألحَّ على طلبه حقه فهو غافل.

ما يجب علينا أن نتعرَّف على واجباتنا من أجل أن نقوم بها لا من أجل نحفظها حفظاً نظرياً وذهنياً فحسب. واليوم نريد أن نتعرف على واجباتنا نحو القرآن الكريم الذي قال عنه ربي عز وجل: ﴿إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم﴾، وقال عنه أيضاً: ﴿وبالحق أنزلناه وبالحق نزل﴾، وقال أيضاً: ﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه﴾.

واجباتنا نحو القرآن الكريم أمور هي:

أولاً: التلاوة، والتلاوة تعني إحسان النطق: ﴿يتلونه حق تلاوته﴾ يُحسنون نطقه، أن تجوِّده، أن تقرأه على الصفة التي كان يقرأه عليها محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك جبريل عن رب العزة جلت قدرته. التلاوة التي هي التجويد ومراعاة مخارج الحروف وصفاتها:

والأخذ بالتجويد حتمٌ لازمُ من لم يُجوِّد القرانَ آثمُ

ثانياً: القراءة: والفرق بين التلاوة والقراءة أن التلاوة إحسان النطق، أما القراءة فإحسان الفهم. وحين قال الله عز وجل: ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾ أي عليك أن تُحسِن فهمَ هذا الكتاب الذي أنزله الله على نبيه عليه الصلاة والسلام. ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علَّم بالقلم. علَّم الإنسان ما لم يعلم﴾، ﴿اقرأ وربك الأكرم﴾ الذي سيتكرَّم عليك ليُعلِّمك وأنت تقرأ. أن تفهم هذا الذي تقرأ: ﴿علَّم الإنسان ما لم يعلم﴾ من خلال القراءة ومن خلال فهمِ ما يقرأ. ولذلك نتمنى ونرغب ونريد ونطلب من المسلمين وهم يتلون القرآن الكريم أن يتعرفوا على المعاني التي يقرؤون، لأنني أسمع الناس يقرؤون القرآن لكنهم لا ينتبهون إلى معانيه، وإنما ينتبهون فقط إلى تجويده، إلى الواجب الأول عليهم نحوه، ينتبهون فقط إلى التلاوة، أما إحسان الفهم فلا.

ثالثا: التدبر، وهو إحسان التطبيق: ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها﴾ تدبُّر القرآن يعني أن تحسن تطبيقه، لأنك إن تلوتَ وقرأتَ ولم تتدبر فستكون هذه التلاوة والقراءة حجةً عليك. بعد التلاوة والقراءة عليك بالتدبّر، بإحسان التطبيق، ومن هنا فهمتُ العبارة التي قالها أبو عبد الرحمن السلمي: "حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن أنهم ما كانوا يقرأون آيةً من كتاب الله إلا ويتعلَّمون ما فيها من العلم والعمل، قال فتعلَّمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً". عليك أن تتلو وتقرأ وتتدبر، فإن فعلت ذلك فأنت تقوم بواجباتك نحو القرآن الكريم، ولذلك لا يكون التدبر تدبراً كاملاً وحقيقياً إلا عندما تجلس مع غيرك وتتواصى معه على تطبيقه: ﴿وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾، (وما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليه السكينة وغشيتهم الرحمة وحفَّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).

فيا أيها المسلمون: القرآنَ القرآن، قوموا بواجباتكم نحوه.

رابعاً: الإجلال والتقدير للمصحف الشريف، علينا أن نُجِلَّه ونقدره ونقبله ونظهر احترامنا له أمام أولادنا وأجيالنا، لأن هذا المصحف يحوي كلام الله عز وجل. ألا تُقدِّر أنت رسالةً وصلتك من ولدك أو والدك أو أستاذك، ألا تضعها على رأسك بعد أن تقبلها، فما بالك وأنت تقرأ كتاباً حوى كلام الله عز وجل، كلام المنعم المتفضل، الذي أوجدك وأمدَّك. فيها إلى احترام القرآن، إلى تبجيله وتقديره وتقبيله، فهذا من الواجبات علينا.

اللهم اجعلنا ممن يقوم بواجباته نحو القرآن الكريم خير قيام بسِرِّ القرآن الكريم، وبسِرِّ من أُنزل عليه القرآن الكريم، إنك سميع مجيب.

لمشاهدة هذه الحلقة على يوتيوب لطفاً اضغط هنا

 

التعليقات

شاركنا بتعليق