أما بعد ، أيها الإخوة
المؤمنون :
لو أننا سألنا العالم اليوم متجلياً بدول أو بمنظمات أو بأحزاب أو بجماعات أو
بحركات أو بأمم ، لو سألنا هذا العالم بمفرداته التي ذكرت ، بل لو أننا سألنا
كلَّ تجلٍّ من تجليات العالم التي نوَّهت إليها ، لو سألناها عن رسالتها ، لو
سألنا المنظمة والدولة والأمة والحضارة في عالمنا اليوم عن رسالتها في الحياة
لقالت ولكان الجواب موحداً : إن رسالتها الحق والسلام ، وأظنكم توافقونني على
هذا ، فما من أحد في عالمنا الكبير اليوم من خلال التجليات التي ذكرت إلا سيجيب
هذا الجواب عندما نسأله عن مهمته ورسالته ، يريد الحق ونشر السلام ، ولكن -
أيها الإخوة - ترى هل نصدق نحن الذين نعيش في هذا العالم أفراداً - أنا أسائل
الأفراد ليس فقط في منطقة ما ولكن في كل مناطق العالم - هل نصدق هذا ؟! ما
أظننا أيضاً نصدق هذا الذي يقال عبر اللسان والإعلام والكلام بأن هذا العالم من
خلال منظماته ودوله وأممه يريد السلام والحق ويبغى نشر السلام وإحقاق الحق ،
نشعر بأن ما يقال في واد ، وأن ما يُفعل وما ينتشر في واد آخر ، فلأنهم قالوا
بأنهم يريدون السلام والحق ، فنحن نرى أن الرعب يسيطر علينا ، على حاضرنا ،
ويتناول جزءاً كبيراً من مستقبلنا ، نرى أن الخوف أضحى خبزَنا ، نرى أن الرعبَ
يخيم شبحُه على العالم ، نرى كلمة الحرب تتداول أكثر بمئات المرات من كلمات
السلام ليس في المحافل وإنما في الميدان في الواقع ، كلمة الحرب على كل شفة ،
نرتقب حرباً على العراق ، في فلسطين حرب ضد أهل فلسطين ، في آسيا - شرق آسيا -
حرب على الإرهاب ، بيننا ، بين دولنا العربية والإسلامية التأهب للحرب بين
جماعاتنا لا تكاد تسلم جماعة من جماعة من توجس إعلان الحرب فيما بينها لا تكاد
تسلم حركة من حركة ، لا تكاد تسلم فئة من فئة ، ولا أمة من أمة ، كلنا يخاف ،
كلنا يخشى من كلنا ، وبعد هذا كيف تريدوننا أن نصدق بأن الرسالة التي تحملها
الأمم والدول والمنظمات هي رسالة حق وسلام .
أيها الإخوة : القضية من خلال هذه النقطة خطيرة جداً ، خطر ببالي وأنا أنظر هذا
المشهد أو هذه المشهدية أن أقول لِمَ ؟ ما المانع ؟ ما الموانع التي تمنع هذا
العالم بتجلياته المتعددة من أن يقبل الحق ؟ من أن يتابع نشر السلام الذي
ادّعاه في محافل عامة ، وادعاه في مواطن عامة . خطر ببالي أن أُقَسِّم العالم ،
وأن أتصور أو أتقصَّى أو أن آخذ مانعاً يمنع كل قسم من الحق ؟
العالم يقسم من حيث تجلياته إلى حكام ودول كبرى ، وإلى دول صغيرة ، وإلى شعوب
مُضلَّلة ، وأنا بهذا التقسيم لا أُعَمِّم على العالم كله ، فهنالك نقاط ضوء هي
موطن ومكمن أمل . والسؤال : ما الذي يمنع الحكام والمسؤولين من أن يقبلوا الحق
ممارسة ، من أن ينشروا السلام ، من أن يعتنقوا الحق ؟! وجدت بعد تفكير أن
المانع لدى الحكام بشكل عام في كل العالم هو اتباع الهوى ، والله عز وجل يقول (
فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) إن هؤلاء المسؤولين
- ولا أقصد بهم الحكام فقط ، بل أقصد بالمسؤولين كل مسؤول يُسأَل عن اثنين أو
عن أحد في دائرة أو مدرسة أو في مديرية أو في جامع أو بيت أو في كنيسة أو
مستشفى أو مستوصف ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) إن اتباع الهوى لدى
هؤلاء هو المانع من الحق ، من أن يصلوا إلى الحق وأن يمارسوه ، من أن ينشروا
السلام ، ونقول لهؤلاء : إياكم والهوى ، وقد ورد عن المصطفى صلى الله عليه وآله
وسلم كما جاء في مسند الإمام أحمد : " من أحب دنياه ( أي هوى دنياه ) أضر
بآخرته ، ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى " الهوى فانٍ
والحق باقٍ ، اتباع الهوى يرديك في الدنيا وفي الآخرة ، لكن إحقاق الحق ولو كان
من خلال مسار التضحية يُعليك في الدنيا ويجعلك في الآخرة فائزاً .
سَحرة فرعون لم يتبعوا الهوى عندما آمنوا ، كانوا قبل الإيمان متبعين للهوى ،
وكانوا يقومون بالسحر إرضاءً لفرعون وهواه ، كانوا جنود هوى وجنود باطل ، لكنهم
لما قالوا الكلمة التي نكررها باستمرار وما أروعها من كلمة ، قال لهم فرعون : (
آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم
من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى ) كان الجواب :
( لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه
الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر
والله خير وأبقى ) هذا صنف من الناس يمنعه عن الحق اتباعه الهوى .
أما القسم الثاني فهو الشعوب المضللة وما أكثرها ، ولا أخصّ مكاناً دون مكان ،
بل هي في أماكن مختلفة من العالم في الغرب كما في الشرق ، في العرب كما في
العجم ، في الشمال كما في الجنوب ، هذه الشعوب المضللة يمنعها من الحق الجهل ،
فهي تجادل ولكن ( بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ) وقال ربي عز وجل : (
وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوماً تجهلون ) هذه الشعوب لا تريد أن تتعلم
من غير المنافذ التي تقدمها لها حكامها . إن وسائل الإعلام هي التي يقدم من
خلالها الحكام العلم لهؤلاء الشعوب ، ويقولون لهم زوراً وبهتاناً : إياكم أن
تتلقوا العلم من غير هذه النافذة ، ويستكين هؤلاء ، تستكين هذه الشعوب وتعيش
جاهلة وتصدر أحكاماً تدل على جهلها وتعبّر عن جهلها . هذا قسم ثانٍ وتجلٍ ثانٍ
من تجليات العالم ، وأما الدول العظمى وعلى رأسها أمريكا اليوم هي تدَّعي الحق
وتدعي السلام ، لكننا ومن غير تحامل - ومن باب الوصف - نسأل : هل يوافق فعلها
قولها ؟! وهل هي منسجمة في حالها مع أقوالها وادعاءاتها ؟! في كل يوم تصريح
نريد أن نحارب ، سنقضي على كذا ، نريد أن نقمع الحركة الفلانية ، نريد أن ...
نريد أن ... يرسلون الجيوش إلى بلادنا ، الجندي تلو الجندي ، الطائرة تلو
الطائرة ، القاذفة تلو القاذفة ، حاملة الطائرات تلو الحاملة ، وهكذا .. أنتم
ترسلون جنوداً ، وهؤلاء الجنود أَمِن أجل السلام هم أم للحرب ؟! هم للحق أم
لنصرة الباطل ؟! لماذا تعاميتم عن إرسال جنودكم هؤلاء إلى منطقة اسمها فلسطين ،
وأنتم ترون بأم أعينكم دماءً تسيل ، دماءً مظلومة ، دماءً ضائعة ، دماء لا
جريرة لها إلا أنها تريد الدفاع عن حقها . هذه الدول العظمى يمنعها عن الحق وعن
قبوله استكبار ، والله عز وجل يقول : ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون
جهنم داخرين ) ولئن سألتني عن معنى الاستكبار قلت : إن الاستكبار هو طلب الكبر
المعنوي ، طلب الكبر المعنوي من غير مقومات لهذا الكبر ، فإذا كان الإنسان أو
الجماعة أو الدولة تطلب الكبر المعنوي من غير مقومات فهذا عين الكبر وعين
الاستكبار . تذكرت - أيها الإخوة - وأنا أقول هذا المانع تذكرت قوله تعالى على
لسان فرعون ، وفرعون يمثّل قمة استكبار كان ولا يزال ، فهناك فراعنة كثر . قال
فرعون مستكبراً وقد منعه استكباره من أن ينقاد لحقٍ جليٍّ ظهر على يدي موسى
الذي أرسله الله نبياً رسولاً من أولي العزم ( قال يا أيها الملأ ما علمت لكم
من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحاً لعلي أطلع إلى إله
موسى وإني لأظنه كاذباً ) هذا لسان حال أمريكا والدول العظمى المستكبرة ، لذلك
أحبذ أن نطلق على الدول العظمى التي تجانب الحق دول الاستكبار ، أي تريد أن
تكبر بغير مقومات ، وهذا هو الاستكبار المذموم الذي قال عنه ربي : ( إن الذين
يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) واستكبر فرعون هو جنوده في الأرض
بغير الحق كما تفعل الدول العظمى ، واستكبر هو وجنوده الذين بلغوا اليوم أكثر
من سبعين ألف جندي أمريكي في دول الخليج . الاستكبار هو الذي يمنع الدول العظمى
من أن تمارس الحق الذي تدعيه في محافلها المعنوية بالإنسانية زوراً وبهتاناً .
وإذا ما انتقلت إلى القسم الأخير من تجليات العالم لأقول الدول الصغيرة
والمنظمات التي تبتدئ من منظمة الأمم المتحدة وتنتهي إلى آخر أو إلى أقل منظمة
موجودة على وجه هذه البسيطة ، هذا القسم الرابع من العالم من خلال تقسيماتنا ،
هؤلاء الذين يمنعهم عن قبول الحق وممارسته هو الخوف ، فهم يخافون من المستكبر ،
لأنه استخف بهم فأطاعوه ، ولو أنهم حولوا كمية الخوف من المستكبر ، بل حولوا
نصف هذه الكمية باتجاه الخالق فخافوه عن حق وعلم لَنَصَرهم الله وأعزهم ، لكن
أمريكا وهم يخافونها ، لكن الدول العظمى المستكبرة وهم يخافونها لن تُعِزَّهم ،
وستبقيهم في الذل والهوان . سيكونون في أحسن أحوالهم في شكل هامان الذي كان
أجيراً من الدرجة الأولى عند فرعون ، وقد سمعنا ما قال له فرعون ( يا هامان
فأوقد لي على الطين فاجعل لي صرحاً لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً )
.
أيتها الدول الصغيرة - هكذا تخاطبهم أمريكا - اجعلوا بلادكم مواطن لي ،
ومنطلقات من أجل استكباري ، من أجل حربي اللا عادلة ، من أجل انطلاقة ظالمة ،
وإذا سألنا الدول الصغيرة هذه لم لا تقولون الحق ؟ أجابوا بحالهم - فهم لا
يستطيعون الكلام بلسانهم - : الخوف . فهم ترتعد فرائصهم ، تراهم وقد ملئوا
رعباً وطحنهم الخوف ، سرى فيهم من قمة رأسهم إلى أعصابهم في أسفل قدمهم ، سرى
فيهم واستحكم ، وكأنهم لم يقرؤوا عبر التاريخ وعبر تاريخنا بالذات قوله تعالى :
( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ) ، وأنا لا أقول بأنهم لم يقرؤوا
القراءة اللفظية ، فقد قرؤوا هذا على شاشات التلفاز ، ويقرؤونه في بدء
احتفالاتهم ولكنهم لم يقرؤوه متدبرين ، لم يقرؤوا القراءة التي تحولهم إلى
معتبرين ، إلى واقعيين مجتهدين مناضلين ، لم يقرؤوا التاريخ للاعتبار ، ولم
يقرؤوا النصوص من أجل أن يفكروا ، لكنهم قرؤوا بحال جد خائفة ، بحال الخوف
والذعر والقهر ، لأن القهر والخوف هما السببان القابعان وراء عدم سعيهم للحق (
الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله ) .
الدول الصغيرة والمنظمات الكبيرة ، لأن المنظمات الكبيرة هي في حكم الدول
الصغيرة إن لم تكن هذه المنظمات بدءاً من منظمة الأمم المتحدة وانتهاءً بأقل
وأصغر منظمة قد تحولت إلى تابع ذليل مقهور للدول المستكبرة ، وأضحى همها
المحافظة على ماديتها من أجل أن تبقى المنظمة منظمة ومن أجل أن يبقى رئيس
المنظمة رئيس المنظمة ، ومن أجل أن يبقى أفراد المنظمة أفراد المنظمة ، وأن
يبقى المسؤولون في المنظمة مسؤولين في المنظمة . من أجل هذا يريدون الحفاظ
عليها لا على أغراضها التي أنشئت من أجل تحقيقها ، وحلت محل كل ذلك الحفاظ على
الهيكلية المادية وعلى الامتيازات الشكلية والامتيازات الشكلية فقط . هذه
الأمور هي التي بقيت من تلك المنظمات ومن تلك الدول الصغيرة . همُّ رئيس الدولة
الصغيرة أن يبقى رئيساً ، أما أن يحقق أغراض الدولة ، أن يحقق غاياتها وأهدافها
فهذا ما غاب عن ذهنه وغاب عن قلمه وعن تفكيره . المهم أن يبقى الرئيس رئيساً ،
وأن يبقى المسؤول مسؤولاً في تلك الدول الصغيرة والمنظمات الكبيرة ، وبعد ذلك
إن دخلت قوى الاستكبار بلاد هؤلاء أو لم تدخل فالقضية سِيَّان ، لا تحرموني
رئاسة الدولة ، ولا تحرموني ملكية الدولة ، ولا تحرموني إمارة الدولة ، ولا
تحرموني أن أكون مسؤولاً أولاً ، وافعلوا ما شئتم فأنتم أسيادنا وأسياد العالم
.
أيها الإخوة : نسينا أننا مؤمنون بالقدر ، لا أخاطب المسلمين فحسب ، لأن
الإيمان بالقدر لدى كل المؤمنين في العالم من مسيحيين وغيرهم ، ومن مسلمين من
باب أولى . نسينا أنه " ما قدر لماضغيك أن يمضغاه لا بد وأن يمضغاه " . " ويحك
كله بعز و لاتأكله بذل " . نسينا : " واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما
أصابك لم يكن ليخطئك " نسينا : " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء
لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك
إلا بشيء قد كتبه الله عليك " نسينا القدر الذي هو حافز للشجاعة وحافز للإقدام
وحافز للتصدي للباطل " ولتأطِرُنَّه على الحق أطراً " نسينا القدر على أنه حافز
للرجولة ، للدفاع عن الحق للهجوم على الباطل ، وراح القدر بحسب فهمنا حافز خنوع
وذل ، لعل قائلاً في النهاية يقول : وأين الأمل ؟ الأمل - ولا أريد أن أصغر
مواطنه ولا مكامنه ، ولا أريد أن أختزل بؤره ، ولا أن أحدده بمساحات صغيرة ،
الأمل في العالم كله ، كما أن اليأس في العالم كله . الأمل في هؤلاء الذين
ذكرتهم من أجل أن يستفيقوا ، الأمل في بقايا خير ، في كل فئة من هذه الفئات ،
الأمل في بعض حكام لم يصبهم كثير ظلام ، ولم يصبهم وابل ضلال ، الأمل في بعض
حكام وبعض شعوب وبعض دول كبيرة وبعض دول صغيرة . لا أريد أن أكون مثالي التفكير
أو نظري التفكير لأقول الأمل في شخصين أو ثلاثة ، أو في حركة أو حركتين ، أو في
جماعة أو جماعتين ، أو في منطقة أو منطقتين دون مناطق أخرى ، الأمل كما اليأس
من الكل " عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله " هكذا قال عليه وآله
الصلاة والسلام حينما جاءه ملك الجبال وقد جاء به سيدنا جبريل يا محمد هذا ملك
الجبال فمره أن يطبق عليهم الأخشبين . قال . لا ، عسى الله أن يخرج منهم أو من
أصلابهم من يعبد الله . الأمل في بقايا من هؤلاء جميعاً ، في بقايا حكام ،
وبقايا شعوب ، وبقايا منظمات ، وبقايا دول صغيرة .
أخاطب هؤلاء الذين ألمح فيهم الأمل ، أخاطبهم وأنا لا أعرفهم وإنما ألمح فيهم
الأمل على سبيل المشاع ، لقد غطى عليهم أهل اليأس لكنني أخاطبهم من غير أن أعرف
وجوههم وأن أتبين هيأتهم ، أخاطب هؤلاء فأقول لهم : يا هؤلاء ! يا بقايا الخير
في كل هذه الفئات ! لا تقتلوا الأمل فإنكم إن قتلتم الأمل ووقفتم مع البقية مع
أهل اليأس فقد قضيتم على العالم كله . الأمل فيكم يا هؤلاء ، أنا لا أعرفكم
لكنني لا أنكر أنه من المُحتمل جداً وليس على سبيل الاحتمال البعيد بل على سبيل
الاحتمال القريب لا أيأس من أن هنالك في الحكام من يريد الخير لكنه يحتاج إلى
تشجيع وتحفيز ، وهناك من الدول من تريد الخير لكنها تحتاج إلى تحفيز وتشجيع ،
فلنكن نحن الشعوب الذين نرى في أنفسنا بوارق خير فلنكن أعواناً لهؤلاء الذين
يتمظهرون بمظهر الضعف وينتظرون منا دعماً بالقوة فإننا إن كنا معهم اشتدت قوتهم
واشتدت أعوادهم وغدوا على إظهار الحق قادرين ، لكننا إن ابتعدنا عنهم ورميناهم
جانباً فسيضعفون وأرجو الله أن لا يتلاشوا ، أرجو الله أن نكون أعواناً لبقايا
الخير في هذه التجليات التي ذكرتها .
فاللهم يا ربنا يا إلهنا يا رجانا وفقنا من أجل أن ندعم الحق وأهله ، وفقنا من
أجل أن ننادي في الكون كله بحالنا وقالنا إنا مع الحق . اللهم أيدنا بتأييدٍ من
عندك لنقول لأهل الحق الذين لم يظهروا إنا معكم فاظهروا ولن يظهركم كلامنا ،
ولكن أسأل الله أن يجعل كلامنا مقوٍ لكم بقوة من عنده ، بصوت منه ليقول لعباده
الذين ينتظرون الظهور والخروج ( إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب
الذين كفروا الرعب ) . اللهم كن معنا ولا تكن علينا ، نعم من يسأل أنت ونعم
النصير أنت ، أقول هذا القول وأستغفر الله .
التعليقات