بحضور عدد من الأدباء والكتاب والمثقفين أعضاء اتحاد الكتاب العرب، وفي مقدمتهم رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب الأستاذ عبدو محمد، والأستاذ الدكتور عمر الدقاق، والأستاذ الدكتور عبد الكريم الأشتر. ألقى الدكتور الشيخ محمود عكام محاضرة بعنوان: مداخل ترشيدية للتمييز ما بين الحق والباطل في مقر فرع الاتحاد بحلب، يوم الثلاثاء 14/10/2006.
وقد قدّم الأستاذ الدكتور عمر الدقاق، الرئيس الأسبق لفرع اتحاد الكتاب العرب وعميد كلية الآداب الأسبق بجامعة حلب ، لمحاضرة الدكتور عكام بقوله:
يسرني بل يشرفني أن أتولى في هذه الأمسية الكريمة تقديم الأستاذ الدكتور محمود عكام.
لا شك في أننا جميعاً نعرف من هو الدكتور محمود عكام، لكن معرفتي به الوثيقة والقديمة تؤهلني لأن أذكر بعض التفصيلات عن هذا الرجل الكبير الذي تعتز به حلب، بل سورية، بل ديار العروبة والإسلام.
شاءت الأقدار أن أتعرف إلى الدكتور عكام في مدينة باريس، عندما كنت بصدد دراسة البحث العلمي في هذه المدينة، وكان الدكتور عكام يهيئ أطروحته للدكتوراة التي تتعلق بالتشريع الإسلامي، وكان من المفارقات أن يحدثني صديق قديم ومفكر كبير هو الأستاذ محمد أركون عن الدكتور عكام وأن يعطيني لمحة عنه، وأن يخبرني عن سيرته الحميدة وموهبته وعلمه وكيف أسلم على يديه عدد من الفرنسيين.
وحين عاد الدكتور عكام إلى حلب عُين في الأوقاف، وكنت أتساءل: هل هذا هو الموقع المناسب له، ثم تولى الخطابة في جامع التوحيد الكبير، وهناك لمع نجمه من خلال خطبه التي تتناول الواقع بعلمية وفهم، ولكم أن تطالعوا صفحات من كتاب: فكر ومنبر، الذي يضم مختارات من خطبه تلك.
من طبيعتنا أننا نحب أن نصنف الناس، فهذا تقدمي وهذا رجعي، وهذا بعثي وهذا شيوعي، وهذا تقليدي وهذا إسلامي، فأين نضع الدكتور عكام في غمار هذه التصنيفات ؟ هل نعده من الفقهاء ؟ من علماء الدين ؟ من كبار المفتين ؟ من الكُتَّاب ؟ من المحاضرين ؟ من الأئمة والخطباء ؟ أعتقد أنه كل ذلك إلى حد بعيد.
لكني أعتبر الدكتور عكام أولاً مفكراً إسلامياً، هو رجل فكر بالدرجة الأولى قبل أن يكون عالم دين، رجلٌ يُعمل فكره في المنقول ويعطي هامشاً عريضاً للمعقول، فهو صاحب فكر منفتح. ولا أشك في أن حياته لبضع سنوات في باريس في قلب أوربا، في قلب الحضارة أيضاً، قد زادت من انفتاحه الفكري، وقد سبقه إلى ذلك كل من الإمام محمد عبده وشكيب أرسلان ومحمد كرد علي، الذين نظروا إلى الغرب نظرة موضوعية، فعاد بقدر كبير من التفاعل الحضاري والثقافي وبدأ عمله في قضايا بلده.
في كل حين يطلع علينا الدكتور عكام بكتاب جديد أو بكراس صغير، وكان من آخر ما أصدر كتاب بعنوان: وقد وضعت الحرب أوزارها فماذا بعد ؟.
إنه يعيش حياتنا تماماً، بكل رؤية واضحة، وها هو يقول فيه: لا للتفجير. نعم للتعمير. وهي مقولة تعبر عن رؤيته المستقبلية الحكيمة.
كما يتابع الدكتور عكام من خلال زاوية الفتاوى في جريدة الجماهير مناقشة المسائل الهامة التي تمس الحياة، ولا أَدَلَّ على ذلك من فتواه الأخيرة حول حكم معايدة غير المسلمين وتهنئتهم في أعيادهم ومناسباتهم المختلفة.
أيضاً مما أذكره عن هذا الرجل، رجل الفكر كما قلت، أنه عندما أتاني خبر وفاة الأستاذ الدكتور نعيم اليافي، وكنت مسافراً حينها، حزنت لذلك كثيراً، ولكن ما أثلج صدري تلك المقالة التي كتبها الدكتور عكام عنه، وتحدث فيها عن هذا الناقد الكبير حديثاً إيجابياً، وكانت بالنسبة لي مفاجأة سعيدة، حيث استطاع الدكتور عكام أن يجد النقاط المشتركة بينهما وأن ينصف هذا الرجل الكبير، رغم ما بين الدكتور عكام والأستاذ اليافي من اختلاف كبير، وهذا دليل على أن الدكتور عكام رجل حوار وعلم.
هذا هو الدكتور عكام، فما أحوجنا إلى أمثاله في هذا العصر، ممن مشوا في طريق التقارب والتعايش، ولعلي أذكر بعض من عرفتهم من هؤلاء كالشيخ الطنطاوي ورفيق العظم وغيرهما كثير...
بعد ذلك ألقى الدكتور الشيخ محمود عكام محاضرته، فشكر في بدايتها اتحاد الكتاب على دعوته، وأثنى على ما تفضل به الدكتور الدقاق في تقديمه مما يعبر عن فهمه وأدبه وفضله، ثم تحدث محدداً ثمانية مداخل ترشيدية يحتاجها الشباب للتمييز ما بين الحق والباطل. وهي:
أ- تعميق المسؤولية.
ب- ثنائية الحق والباطل.
ج- حكمة وراء الرسل والكتب.
د- الحق إثبات والباطل نكران.
هـ- التاريخ للاختيار.
و- ملامح الإنسان الصالح والمجتمع الصالح.
ز- على بصيرة.
ح- معايير الطفولة معايير صحيحة.
وفي نهاية المحاضرة قدم عدد من أعضاء اتحاد الكتاب مداخلات أغنوا بها موضوع المحاضرة وشكروا فيها الدكتور عكام على تلبية دعوتهم.
التعليقات