آخر تحديث: الجمعة 26 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
يا هجرة الخير أثمرتِ

يا هجرة الخير أثمرتِ

تاريخ الإضافة: 2003/03/07 | عدد المشاهدات: 2802

أيها الاخوة المؤمنون : منذ يومين عشنا ذكرى الهجرة , هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة , وقلت في نفسي وأنا أعيش ذكرى الهجرة سيكون تعليقي عليها في خطبة الجمعة إن شاء الله ضمن ثلاثة محاور .
المحور الأول : عاهدت نفسي أن أُنبّه نفسي وأنصح إخواني بقراءة قصة الهجرة , وقلت حبذا لو أن المسلمين قرؤوا سيرة الهجرة بإمعان ولم يعتمدوا على سماعها وتعلمها فقط على المنابر أو من أجهزة التلفاز أو من المذياع , لأنك إذا قرأتها أنت بنفسك من الكتب المعتمدة الموثّقة ستجد نفسك متحركاً نحو خير تحركت إليه الهجرة , وستجد نفسك نشطاً من أجل أن تتلمس دروس الهجرة , وستجد نفسك أيضاً ساعياً من أجل أن تكون على خُطى صاحب الهجرة , لذلك أنصحكم أيها الاخوة في هذه الأيام أن تقرؤوا الهجرة , أن تقرؤوا سيرتها , أن تقرؤوا قصتها , ففيها دروسٌ ما بعدها دروس , فيها عِظاتٌ ما بعدها عِظات , فيها عبر ما بعدها عبر, وكل ما فيها من دروس وعظات وعبر تصب في مصب نفعكم , تصبُّ في مصب قوتكم المنشودة , في مصب وحدتكم , في مصب دعمكم لمبدئكم , في مصب ازدياد الإيمان في قلوبكم ، في مصب السعي الحثيث الجادِّ لنصرة دين الله الذي أضحى - أي دين الله - أضحى ينادي بكل أسىً : من أنصاري إلى الله ؟ وليس ثمة من يجيبه إلا القلة القليلة . ديننا ينادي من أنصاري إلى الله , ينادي المسلمين , شبابَهم , رجالَهم , نساءَهم , طلابَهم , علماءَهم , رؤساءَهم , ملوكَهم : من أنصاري إلى الله ؟ وفي نصرة الإسلام نصرتنا , وفي عزة الإسلام عزتنا , وفي رفعة الإسلام رفعتنا , وفي هيبة الإسلام هيبتنا , فهل نحن - أيها الإخوة - من خلال القراءة والتطبيق لسيرة النبي الكريم فهل نحن على استعداد من أجل أن نجيب الإسلام الذي ينادينا من أنصاري إلى الله ؟! هل نحن على استعداد من أجل أن نقول له نحن أنصارك إلى الله أيضاً ؟! .
أيها الاخوة : ضمن هذا المحور لا يسعني إلا أن أوجه رسالة إلى ملوك العرب ورؤساء العرب والمسلمين الذين اجتمعوا في قمتين متواليتين متتاليتين لأقول لهم : إذا كنتم تريدون النجاح ، وإذا كنتم تريدون النُصرة ، وإذا كنتم تريدون دَحْرَ الإثم والبغي فلا بد من طريق واحدة , لابد من الإسلام شئتم أم أبيتم , وِشئنا أم أبينا .
اقرؤوا أيها الرؤساء , أيها الملوك اقرؤوا قصة الهجرة , تتلمذوا على الهجرة النبوية الشريفة , تحدَّثوا فيما بينكم وبين شعوبكم , وفي مؤتمراتكم عن الهجرة , تحدثوا عن المهاجر العظيم سيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام وإلا فنهايات المؤتمرات هي كما هي ,لا تصب في مصبِّ وحدة , ولا تصب في مَصَبِّ لقاء , بل تُعَمِّق التفرقة كما رأيتم ورأينا , وتعمق التشرذم , وتحمل الشعوب إصر التثبيط , فالشعوب عندما ترى هذا الذي رأته تثبط وتحبط , وكما قال بعض المحللين تجلد بكلمات من يتكلم في مؤتمرات القمة .
ولابد من أن نكون موضوعيين بعض الشيء حينما نتحدث عن كلمة سوريا في مؤتمر قمة شرم الشيخ فربما تكون استثناءً . هذا هو المحور الأول .
أما المحور الثاني : الهجرة وقد ربطت سنتنا بها , نحن حينما نؤرخ نقول اليوم 1/ محرم من السنة الهجرية , حينما يربط التاريخ بقيمة , حينما يربط التاريخ بفضيلة , لا يربط تاريخنا بشخص , ولا يربط تاريخنا برجل , وإنما يربط بقيمة , يربط بفضيلة , القيمة هي قيمة الهجرة , والفضيلة هي فضيلة الهجرة .
ترى لمَ رُبط التاريخ بالهجرة , بقيمة , بفكرة ؟! من أجل أن يعيش الإنسان في كل يوم حينما يذكر هذا التاريخ , من أجل أن يعيش هذه القيمة , من أجل أن يعيش هذه الفضيلة , من أجل أن يعيش هذه الفكرة , ففي كل يوم يذكر الهجرة من خلال ثلاثمئه وستين يوماً , في كل يوم يذكر الهجرة اليوم الأول في السنة الهجرية في سنة الهجرة , والثاني والثالث والرابع والخامس حتى تعيش الهجرة أنت , وتسألني كيف أعيش الهجرة ؟ أقول تعيش الهجرة انتقالاً , لابد من أن تنتقل , والرسول عليه وآله الصلاة والسلام قال - وهذا تمهيد لمفهوم الانتقال والهجرة - : " من تساوى يوماه فهو مغبون " إذا كان أمسك كيومك هذا فأنت مغبون حتى ولو كان اليومين جيدين فأنت مغبون , لأنك لم تعش الهجرة , لم تعش الفضيلة , فضيلة الهجرة , لم تعش قيمة الهجرة التي تعني انتقالاً إيجابيا , والانتقال الذي ينبغي أن نعيش هو الانتقال من سيئ إلى حسن , ماذا كنا عليه بالأمس كنا متشرذمين , فهل خطونا خطوة نحو الوحدة ولو بخطوة , كنا مبعثرين فهل خطونا خطوة نحو اللقاء , كنا مقصرين في عبادتنا , في علاقاتنا , فهل خطونا خطوة تنظيرية أو عملية نحو العبادة الخالصة لله نحو المعرفة الصائبة لدين الله , الانتقال من سيئ إلى حسن , وهاهم أناس من بني جلدتنا يحدثوننا عن انتقال من سيئ إلى أسوء , فنحن نعيش الهجرة سلباً , ونعيش التحول تدهوراً ، وبدلاً من أن ننتقل من سيء إلى أحسن فنحن ننتقل من سيء إلى أسوء ، ولا أريد أن أضرب مثالاً فالأمثلة كثيرة أمامكم فدونكموها ، خذوها من أبسط أمر إلى أعظم أمر ، لا أريد أن أحدثكم عن سيئات ، نعيش ارتداداً وانتكاساً فيها من سيء إلى أسوء ، انظروا طلابنا - وأنا لا أعمم - انظروا موظفينا ، انظروا أوضاعنا ، انظروا علاقاتنا بقرآننا ، بإسلامنا ، بربنا ، بديننا ، انظروا ولا أريد أن أكرِّس الحديث عن السلب ، لكنني أتحول مباشرة لأعيش الهجرة في كلامي من سيء إلى حسن ، ومن حسن إلى أحسن . وقد قلت لكم حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول فيه كما جاء في الطبراني : " إذا أتى عليَّ يوم لا أزداد فيه علماً فلا بورك لي في شمس ذلك اليوم " نريد الهجرة انتقالاً ، تحولاً إيجابياً من سيء إلى حسن ، ومن حسن إلى أحسن ، ومن أحسن إلى الأحسن ، وهكذا . وكما قال ذلك الشاعر : وما للترقي انتهاءُ .
المحور الثالث وأريد أن آخذ من الهجرة أركانها لأُسقِطها على واقعنا كما رأيتها أركان ، الركن الأول : توصيف العدو . ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وَصَّف العدو ( قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون ) أعداؤكم هم الكفار المقاتلون ( قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون . ولا أنتم عابدون ما أعبد . ولا أنا عابد ما عبدتم . ولا أنتم عابدون ما أعبد . لكم دينكم ولي دين ) ، ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ) توصيف العدو : فالمشركون الذين يغتالون الإيمان في قلوب المؤمنين هم أعداء . توصيف العدو هو الركن الأول ، وأنا أقول اليوم علينا أن نُوَصِّف العدو ، فإذا قَصَّرنا في توصيفه وَسَمنا بالعداوة ربما أقرباء لنا .
أيها الإخوة : أنا أراهن – وإن كان الرهن محظوراً – أراهن أننا حتى اليوم مصابون بمرض الاختلاط في الذهن من عدونا الذي يعادينا ، من الذي يعادي الخير فينا ، يعادي الفضيلة فينا . لا زال الأمر مختلطاً علينا فبعض منا يظن أن عدونا هو بعضٌ منا وهم المسلمون ، أو بعضٌ من المسلمين ، وعلينا أن نقاتلهم ، وبعض منا يقول بأن عدونا هو جارنا ، وبعض وَبعض وبَعض ، وأنا لا أريد أن أتكلم بكل ما يجيش في صدري لأنه كما قال النبي عليه وآله الصلاة والسلام : " خاطبوا الناس على قدر عقولهم " وتعلمون أن ثَمَة عقول لا تدرك أبعاد الكلمات قد تفسرها تفسيراً يتضايق مع الإنسانية ، لذلك أكتفي بإشارات وأترك للأحرار تفسير الإشارة . نحن نحتاج إلى توصيف عدونا ، ومما لا شك فيه أن عدونا إسرائيل ، مما لا شك فيه أن عدونا كل من يقدم خدمة لإسرائيل ولو كان من بني جلدتنا ، إن عدونا كل من يساهم في استمرار وبقاء إسرائيل إن بأسلوب مباشر أو غير مباشر . ويجب أن نمحص ذلك ونتأكد من ذلك عدونا هو كل من يساهم في إيجاد البغضاء نحو المسلمين بأسلوب أو بآخر . عدونا عنوانه إسرائيل ، وإسرائيل لا نقتصر بذكرها وبدلالتها على أولئك اليهود الصهيونيين فهم مع من معهم ممن يساعدهم ويعاونهم ويدعمهم بإرادة مستقلة هم أعداء للإسلام والمسلمين ، وحينما أقول هم أعداء للإسلام والمسلمين ، أعني أنهم أعداء للفضيلة والخير والإنسانية بكل ما يمكن أن يسمى بعنوان لفضيلة أو خير في العالم كله .
أما الركن الثاني : فالابتعاد عن العدو . الابتعاد هو المفاصلة المكانية والزمانية ( لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم ) إذا مررتم بديار الفسق والفجور فأسرعوا ، المفاصلة والابتعاد ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أُذِن له بالهجرة بالابتعاد ، ابتعد عن هؤلاء المشركين ، فلعل هؤلاء يقومون بإيذاء المسلمين ، ولعل بعض المسلمين لم يتمكن الإيمان في قلوبهم فلربما تأثروا فابتعد يا محمد عنهم . جاء الإذن بالهجرة من رب العزة جلت قدرته لنبيه وللمؤمنين والمسلمين ( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) هذا الابتعاد من أجل حماية الدين ، حماية العقيدة ، حماية المبدأ ، حماية الموقف ، هذا الابتعاد تدليل وبرهان على أن الإنسان إنما هو من أجا المبدأ وأن المبدأ هو الغالي ويضحي الإنسان بالبلد ، والتضحية بالبلد ليست قضية سهلة ، فالبلد عِرض والبلد غالٍ ، ولكن سيبذل الإنسان ما بوسعه مضحياً من أجل مبدئه ، ورسول الله عليه وآله الصلاة والسلام ، علمنا كيف نحب بلدنا " والله إنك أحب بلاد الله عندي ، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت " هكذا قال النبي عليه وآله الصلاة والسلام لمكة المكرمة وهو يودعها لأن من فيها يريد تسفيه هذا النبي ، ويريد إيذاء المسلمين ، ويريد تشكيك المسلمين ، جاء الإذن بالهجرة فهاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا أريد أن أحكي سيرة الهجرة وإنما أريدكم أن تقرؤوها بتفاصيلها ، تقرؤوها من كتبها الموثقة حتى نتمعن ونشعر بمسؤولية الهجرة التي يجب أن نعيشها ، هجرة الانتقال من سيء إلى حسن ، ومن حسن إلى أحسن ، اقرؤوها وتدبروها . ويذكرني ركن الابتعاد بابتعاد إخوتنا في فلسطين عن أراضيهم ، فقد هُجِّروا وهاجروا ، لكن هذا الابتعاد لا يعني تنازلاً ، فمكة بقيت في قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليعود إليها ، لأنها ليست بلد المشركين ، ولأنها ليست بلد الضالين ، وإنما هي بلد المسلمين ، بلد الأحرار ، فلئن ابتعدنا عنك يا مكة – هذا لسان حال المهاجرين – لئن ابتعدنا عنك ليس من أجل أن نترككِ أبداً ، ولكن من أجل تكوين وبناء ، ثم نعود يا مكة فاتحين ، وقد عاد رسول الله فاتحاً إلى مكة ، وأنا أقول لإخوتنا في فلسطين ، لإخوتنا المُهَجَّرين والمهاجرين : أنا أعلم أنكم لن تتنازلوا عن فلسطين وأنكم لن تتركوا فلسطين ، وما ترككم فلسطين إلا كترك سيدنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مكة المكرمة وهي أحب بلاد الله عنده ، وستعودون إليها فاتحين إن شاء الله ، ولكن ستعودون بإيمان وإعداد من قِبل كل المسلمين ، ففلسطين ليست قضية فلسطين ، وإنما هي عنوان قضية الإسلام والمسلمين ، فلسطين قضية كل المسلمين ، فلسطين قضية العرب ، إن حرر العرب فلسطين انتشر الإسلام في العالم ، إن حرر المسلمون فلسطين انتشر الإسلام في العالم ، وإن استسلم العرب فعدلوا عن فلسطين فالإسلام – وأنا لا أحكي عن الإسلام المجرد ، وإنما عن الإسلام الذي يمثله المسلمون – إن عدل المسلمون عن فلسطين فسيذوقون كؤوس الذل تباعاً ، وسيذوقون كؤوس الهوان ، وسيشربون الخنوع شرباً كشربهم الهِيم .
أما الركن الثالث للهجرة فالقدرة على الإبعاد ، قدرة على إبعاد من أبعدونا ، على إبعاد من أخرجونا . ذهب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة فأعدَّ العدة وبنى دولة المدينة على أسس من العدل والتآخي ، على أسس من هذا الدين ، وليسمع العالم ، ولتسمع الدنيا ، وليسمع كل المسؤولين : إن هذه الإنسانية لا يخلصها مما هي فيه إلا دين الله ، إلا الإسلام ، والإسلام اسم لكل الأديان ، لكن دين القرآن دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان خاتم الأديان ، وبالتالي هو دين لكل الديانات ، لكل أصحاب الديانات السابقين ، وقلت من على هذا المنبر منذ أكثر من شهرين : إن غير المسلمين من أصحاب الديانات إذا ما أرادوا اتباعاً حقيقياً لدياناتهم فما عليهم إلا أن يقولوا : لا إله إلا الله محمد رسول الله . هذه قطعيات ما أعتقد أن ثمة خلافاً إذا ما عمل العقل حول ذلك ، فإذا أنكر من أنكر نبوة محمد عليه وآله الصلاة والسلام فجوابنا لِمَ ؟ وإذا ما أثبت نبوة محمد فنقول له : إذاً : أنت من المسلمين . لأنه من قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله فهو مسلم بلا شك ، وهو مؤمن بالقرآن الكريم ، وبنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم . قوة الإبعاد هي الركن الثالث ، ورسول الله بعدما أعد العدة وبنى الدولة وحوَّل الجماعة إلى مجتمع ، وحوَّل الأفراد إلى جماعة ، والجماعة إلى مجتمع ، عاد إلى مكة فاتحاً وقد أبعد عن مسيرة الدولة المدنية – أي في المدينة – أبعد الكفار عن طريق من يريد الخير والهداية ، أبعدهم في بدر ، وأبعدهم في أحد ، وأبعدهم في الخندق وفي كل الغزوات ، وتوجت الغزوات بفتح مكة فعاد إلى مكة فاتحاً ، ليتحقق الإبعاد من النقطة التي أبعد منها وفيها عاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحول الكعبة أصنام ، فحمل عوداً بيده وراح يرمي هذه الأصنام بالعود الذي بيده وهو يقول : ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ) أمل يرتسم أمامنا ، وإن كنا نبكيه ، نبكي الأمل ، هل سنعود إلى فلسطين ونحمل عوداً بيدنا ، وليحمله مَن يحمله ليس المهم . هل سنعود إلى فلسطين نرمي وننكش فيه أصنام الصهيونية ، نجمة داوود التي لا علاقة لداوود بها ، هل سنعود وبيدنا العود لنقول : ( وقل جاء الحق وزهق الباطل ) أمل ، لكننا نشعر بفجوة كبيرة ، وبِبَوْنٍ شاسع بيننا وبينه ، لكننا لن نفقده ، لن نفقد الأمل ، إننا أمة أَمِلة ، والإنسان محكوم بالأمل كما يقال ، لن نفقد الأمل والأمل في جهاد المجاهدين ودعاء الصالحين ، الأمل في حركة بناءة نشطة ، الأمل في أولئك الذين قال عنهم نبينا المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " أين هم يا رسول الله ؟ قال : " في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس " ونحن معنيون ، فنحن في أكناف بيت المقدس ، وليس الأمر مقتصراً على من يحمل جنسية فلسطينية ، نحن من نعيش في أكناف بيت المقدس ، وإلا إذا كان الأمر مقصوراً على الفلسطينيين أو من يحمل ورقة فلسطينية ، فقد أسأنا الفهم ، ولقد ابتعدنا .
أعود في النهاية لأقول : يا أيها المسلمون ! إلى هجرة ، إلى قراءة ، إلى هجرة في العمل ، إلى هجرة في القول ، إلى هجرة في الحركة من السيء إلى الحسن ، ومن الحسن إلى الأحسن ، وأدعو الله بعد تهنئتي إياكم بعيد رأس السنة الهجرية ، أدعو الله عز وجل أن لا يفقدنا الأمل بإبعاد أهل الشر عن ديار المسلمين ، وأرض المسلمين في المقدس ، وفي كل أكناف بيت المقدس ، وفي الجزيرة العربية ، وفي كل مكان . أسأل الله أن لا يفقدنا أمل الانتصار ، وأن يحيينا على الأمل به بمغفرة من عنده ، وبنصر من عنده ، يا ربنا وقفنا ببابك ندعوك فلا تخيب رجائنا ، رد المسلمين قادة وشعوباً إلى دينك رداً جميلاً يا رب العالمين . اللهم إنك تعلم أننا إذا نتكلم لا نتكلم إلا بدافع إرادة الخير لأمتنا ، لشعوبنا ، للقادة ، للمسؤولين ، لسنا ضد أحد ، ولسنا من الشتامين ، ولسنا من المهاجمين ، ولكننا يحكمنا ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله ) اللهم وفقنا لذلك ، أقول هذا القول وأستغفر الله .

التعليقات

شاركنا بتعليق