أما بعد ، أيها الإخوة
المؤمنون :
لا شك في أننا جميعاً في هذا اليوم يريد الواحد منا حينما يدخل المسجد لصلاة
الجمعة أن يسمع حديثاً عما يجري في العراق ، فيما حول العراق ، ما يجري للأمة
العربية ، للأمة الإسلامية . لا شك في أن واجباً ملقىً على أعناقنا حيال هذا
الأمر ، ولكن آمل وبشيء من الهدوء أن نتعامل مع هذا الحدث وبشيء من الموضوعية
مع أنفسنا وبشيء من الاعتبار ، ولنترك التفاعلات السريعة التي ننتظرها من
الرئيس ، من الخطيب ، من المدرس ، لنترك هذه التفاعلات السريعة ، وكأن الواحد
منا يظن أنه في خطبة الجمعة ستعود الأمور إلى أنصبتها ، وعلى الخطيب ، أو على
الرئيس ، أو على الوزير أن يتكلم كلاماً بحيث يعيد الأمر إلى نصابه . إن دل هذا
على شيء فإنما يدل على أننا لم نكن نعمل من قبل ، وفي علم النفس الاجتماعي يقال
: من كان كسولاً وجاءته فرصة يعمل فيها غيره يريد أن يعوِّض كل ما فاته يوم كان
كسولاً في هذه اللحظة التي يعمل فيها غيره ولا يعمل هو . ونحن شئنا أم أبينا
أمة كسولة ، أمة لا تعمل ، ولكننا ننتظر فجوات في عمل غيرنا لننفذ من خلال هذه
الفجوات ، ليس بعملنا ، وإنما بتسلط ألسنتنا ، فعسى ولعل أن يكون هذا النفاذ من
خلال هذه الفجوات يوصلنا إلى نصر مؤزر ، ولن يكون هذا ، لأن ذلك يخالف سنة الله
في الكون .
آمل أن تدفعنا الأحداث لشيء من التفكير فيما يجب علينا فعله ، لا فيما نريد أن
نسمعه ، على كل واحد منا حيث كان : على الرئيس ، على الوزير ، على الخطيب ، على
التاجر ، على العامل ، وأرجو أن لا يفكر الواحد منا في عمل غيره ، وأن لا يعاتب
غيره على تقصيره وينسى نفسه ، أرجو أن لا ينسى الواحد منا نفسه ليتذكر غيره
فتلك مصيبة وقعنا فيها منذ زمن طويل ، ينسى الواحد منا واجبه ويتذكر واجب غيره
، ويلح على غيره ، فإن لم يكن الإلحاح ناجعاً ، ربما توجه إليه بالشتم ، يشتم
غيره من أجل أن يقوم غيره بواجبه ، ومن الذي يحدد واجب غيره ( هذا الشخص الكسول
) الذي نسي واجبه هو يريد أن يرسم واجب غيره ، وأن يضع في واجب غيره واجبه هو ،
فعسى أن يقوم غيره بواجب الغير وبواجب هذا الكسول ويبقى هذا الشخص بمعزل عن
الحدث وعن التفاعل العملي فيه ليبقى شاتماً سابَّاً متكلماً بعاطفة أو بغير
عاطفة إلى ما هنالك . سمعت مرة من رجل عامي كلمة قال لي : يا شيخنا ! أنتم
تريدون أن تخرجوا من الأزمة بشكل سليم من دون عمل . أسمع منكم دعاءً تقولون فيه
: اللهم اضرب الكافرين بالكافرين . وأخرجنا من بينهم سالمين ، من غير عمل منكم
، على استراحة ، على ما أنتم عليه ( كما يقال باللهجة العامية ) من غير أن
نتعذب . اللهم اضرب الكافرين بالكافرين وأخرجنا من بينهم سالمين ، وأبقنا
كسولين ، ولا تحرك فينا ساكناً ، واجعلنا من أولئك الذين يشتمون ويلعنون ويسبون
. واعذروني إن قلت هذا بهذه اللهجة لأني أريد فعلاً أن نغتنم الحدث للعبرة ،
لأنني أريد من نفسي فعلاً ، ومن إخوتي ومن أحبتي ومن المواطنين في سورية بشكل
خاص ومن العرب ومن المسلمين في كل بقاع الأرض أريد أن يستيقظوا :
مالي أراكم نياماً في بلهنية |
وقد ترون شهب الحرب قد سطعا |
لقد طمى الخطب وطالت النوائب ، واليوم
اعتُديَ على العراق ، وغداً سيُعتدى على سورية ، وبعد غد سيعتدى على إيران ،
وبعدها سيعتدى على تركيا وعلى الأردن وعلى المنطقة ، وهذا أمر طبعي لأن عدوَّنا
يعمل ويريد أن يتمدد أما نحن أتريدون بكسلنا , أتريدون بخنوعنا , أتريدون بذلنا
, أتريدون بتفرقنا , أن نرد على عمل كبير , أن نرد على جهد عظيم , أن نرد على
تخطيط دقيق هذا غير معقول , أرجو أن ينكفئ الواحد منا على ذاته بعض الساعات
ليخرج بشيء من العِبَر الموضوعية العملية ، نريد أن نكون عمليين ، أن نكون
موضوعيين . وانكفأت فعلاً على نفسي وإذ بي أقول بيني وبين نفسي وأتكلم بشيء من
التحليل ، أنا لست سياسياً ولا أريدكم أن تكونوا سياسيين أي من حيث الاختصاص ،
لا لأن السياسة مرفوضة في ديننا ، فديننا يتحمل السياسة ، ولكن ديننا يدعو كل
إنسان أن يتقن عمله ، وبالتالي على السياسي أن يكون متقناً لشؤون السياسة
والاستراتيجيات العالمية ، وللمداخلات وللموضوعات ، فإن كنت لا تتقن ذلك فإياك
والسياسة ، لا تتكلم ، لأن كلامك في أمر لست مختصاً فيه سيعود عليك بالسوء شئت
أم أبيت .
انكفأت على نفسي وقلت : إن ما جنته أمريكا بعد أحداث أيلول من تعاطف العالم
معها ، لأن هذا الحادث قتل مدنيين في أمريكا ، ولأن أغلب المسلمين في العالم
استنكروا هذا وقالوا نحن ضد الإرهاب ، ولا نريد للمدنيين في أمريكا أن يُقتلوا
، جنت أمريكا بعض المكاسب بعد أحداث أيلول ، لكنها للأسف الشديد راحت تصرف هذه
المكاسب ليحل محلها أشياء تعود عليها بالسمعة السيئة ، وهي ذات سمعة سيئة من
قبل ، لكنها راحت تصرف هذه المكاسب من حيث تدري أولا تدري ليعود الأمر عليها
بالسوء أكثر ، وكنا نتمنى أن لا تقوم أمريكا بهذا العمل لأنه ليس في صالحها
كدولة ، ليس في صالحها كشعب ، وإنما في صالح إسرائيل شئنا أم أبينا .
الأمر الثاني : ناديت أكثر من مائة دولة ، فهناك الآن أكثر من مائة دولة ضد
أمريكا ، من بينهم دول إسلامية وعربية ودول غير إسلامية ، أقول لهذه الدول :
عليكم أن تشكلوا حلفاً - هذه كلمة أرسلها الآن على الهواء لهذه الدول - عليكم
أن تشكلوا حلفاً . دعونا من حلف عدم الانحياز ، دعونا من منظمة المؤتمر
الإسلامي ، دعونا ، دعونا .... أنتم يا من تستنكرون الحرب التي تشنها أمريكا في
أعمالها العدوانية ، أنا أسمع من روسيا تصريحاً يدين فيه أمريكا ، وأسمع من
فرنسا وفنزويلا وأسمع من الدول الإسلامية وأسمع من الدول العربية ، أقول لهذه
الدول : هلَّا شكلتِ حلفاً يسمى بحلف المواجهة أو بحلف أمريكا العدوانية ، لأن
هذه الدول كلها اتفقت على أن أمريكا في حربها هذه كانت آثمة ، كانت مجرمة ،
كانت عدوانية ، ونحن مع هذا القول : إن أراد أحد أن يسجل علينا موقفاً ، فنحن
نقول بملء فينا : نحن ضد الحرب ، ضد هذه الحرب التي تشنها أمريكا المعتدية على
شعبنا في العراق . هذه فكرة أولى .
والفكرة الثانية : كم نادينا بالوحدة في حال الرخاء ؟! أوَ ما سمعتموني وسواي !
كم نادينا بالوحدة بين المسلمين والعرب حال الرخاء ! كم قلنا للمسلمين توحدوا !
كم قلنا للسُّنَّة توحدوا مع الشيعة ، وللشيعة مع السنة ، وللصوفية مع السلفية
! كم قلنا : إن كنا حال الرخاء لم نتوحد فما أظن أننا الآن نمتلك وقتاً من أجل
أن نتوحد حال الشدة ، لأننا سنُقصَف ، وربما سنمحى ! أما وأن الأوان لم يفت كله
، أقول لا زال في القوس منزع ، ولا زال في الميدان فسحة من أجل أن نعيد النظر
في فقه الوحدة فيما بيننا ، فالوحدة مطلب ، وحدتنا جميعاً ، وحدة المسلمين ،
وحدة العرب ، وحدة المواجهين ، يجب علينا أن نتحد لأن الأوان لم يفت بشكل كلي .
الأمر الثالث : كم طلبنا أن نلتجئ إلى الله في الرخاء ليعرفنا في الشدة ! أنت
أيها الإنسان إذا ما أردت أن ترى ما يُعرَض في التلفاز في القنوات الفضائية على
مختلف توجهاتها سترى أنها كلها مشغولة بشيء اسمه الحرب . قلنا أكثر من مرة
للإعلام العربي والإسلامي : لماذا لم تتذكروا ربكم حال الرخاء ؟! لماذا لم
توحدوا البرامج لتصب في مصب وعي الإنسان العربي المسلم ، في سيادة إيمانه ،
فوحّدتكم الحرب الآن في إعلامكم ، وأصبحت القناة التي لا تعرض حال الحرب قناة
مهجورة من قبل الناس ، نحن نقول للأفراد وللقنوات وللرؤساء وللدول وللشعوب : كم
طالبناكم أن تلتجئوا إلى الله في الرخاء حتى يعرفكم ربي في الشدة ، لأن الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة "
وهل هنالك أعظم من هذه الشدة !
أيها الإخوة : إخواننا في الموصل على بعد المئات من الكيلو مترات يُضربون
ويقصفون ، فإن أولئك الذين سيصلون إلى الموصل لن يغفروا لنا ، لن يتركونا ، لئن
ضُرب إخواننا اليوم في الموصل وفي البصرة وفي كركوك وفي بغداد فسنضرب في اليوم
التالي إن لم نستدرك ، إن لم نستيقظ ، إن لم نفق ، إن لم نتوحد ، إن لم نكن مع
بعضنا ، إن لم نترك أساليب التفرقة التي تكاد تكون خبزنا وجبننا – كما يقال –
في كل يوم نتحدث عن تفرقة جديدة ، عن وسيلة يفرق بعضنا الآخر ، في كل يوم هل
تخالفني أنت في نقطة فقهية ، إذاً سأجعل من هذه النقطة آلية تبعدني عنك وتبعدك
عني وهكذا .
الأمر الرابع : بلا شك ستكون هنالك مظاهرات وهذا أمر طيب ، ولكن وكما قلت لكم
منذ سنة تقريباً : أنا لست ضد المظاهرات ، ولكن المظاهرات في الأصل هي احتجاج ،
وإذا كان الاحتجاج أمام من لا يرانا فماذا يفيد هذا الاحتجاج ! أنا لا أقول :
لا نتظاهر ، ولكن أحلل ثم أطرح البديل ، بل الرديف ، أطالبكم بالمظاهرات لأنه
لا يمكن لي أن أعدل عن المظاهرات ، سيما وأن المظاهرات احتجاج أصبحت في عالمنا
العربي والإسلامي تتشابه بالشكل مع المظاهرات التي في أمريكا وفي إنكلترا ،
ولكنها تختلف في المضمون لأنهم يُرَون ولا نُرى ، ولأنهم يتظاهرون وفي أذهانهم
موضوع وفكرة محددة ، أما نحن فنتظاهر بدافع التجمهر ، وكما يقال : ( معهم مَعهم
، وعليهم عَليهم ) لا يعرف المتظاهر لِمَ يتظاهر ، ولا الذي لم يتظاهر لِمَ لم
يتظاهر . أنا مع المظاهرات لكن غيرنا الذي يقوم بالمظاهرات قد لا يملك الأسلوب
الآخر الذي سأتكلم عنه ، الأسلوب الآخر هو : لماذا لا نتظاهر أمام الله عز وجل
وبيده الأمور ، وتسألونني كيف نتظاهر أمام الله ؟ أقول : لِمَ لا يصلي الواحد
منا ركعتين في جوف الليل بنية نصرة إخواننا ورد المعتدين ! نحن نحب الصلاة
الجماعية لأننا نحب أن نُرى ، وإذا كانت الصلاة الجماعية مرصودة من قبل
الكاميرات والمصورين صلينا أكثر ، لكن لما نخلو بربنا ، وربنا فعال مطلق ، لم
لا نتظاهر بصلاة ركعتين كل منا في بيته مخلص لربه ، وليدع في سجوده دعاءً
إجمالياً ، - وكما قلت لكم – لا نريد دعاءً تفصيلياً لأننا لا نعرف التفصيل ،
ندعو بدعاءٍ إجمالي ، نقول : اللهم عليك بالظالمين ، اللهم عليك بالكافرين ،
اللهم عليك بالذين يريدون بالإسلام والمسلمين شراً . فليقل الواحد منا هذا في
صلاته في ركعتي الليل
أتهزأُ بالدعاء وتزدريه |
ولا تدري ما يفعلُ الدعاءُ |
ولعل آخر يقول : وما ينفع الدعاء ،
القضية تحتاج إلى سلاح . نقول : إن كنا لا نملك سلاحاً أَفَنترك الدعاء ؟!
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، فلنتظاهر بالليل عندما يتجلى ربنا عز وجل
ويقول : هل من مستغفر فأغفر له ، هل من مستنصر فأنصره ، هل من مسترزق فأرزقه ،
هل من كذا هل من كذا حتى يطلع الفجر .
آمل أيها الإخوة ، وليأذن لي إخواني المواطنين من اليساريين ، فليأذنوا لي أن
أخاطبهم فأقول : عودوا إلى ساحة الإسلام ، عودوا إلى ساحة الدين ، فساحة الدين
هي ساحة النصر ، هي ساحة الرفعة ، هي ساحة السيادة ، هي ساحة الانتصار ، انتصار
الحق على الباطل ، انتصار المستضعفين على المستكبرين ، عودوا إلى الإسلام
تُنصَروا ، إذ فيه إباؤنا وإباؤكم . أيها الإخوة : فليقدم كل منا فلسين ،
درهمين ، فرنكين ، ليرتين مع المظاهرات ، إن كنتم تريدون المظاهرات فلتكن
مخططاً لها ، فلتكن منظمة ، يتكلم واحد فيها وتأتي وسائل الإعلام وتسمعنا نطالب
بحقنا ، ونكتب في النهاية كتاباً نرفعه إلى الأمم المتحدة ، لنكن منظمين حتى في
مظاهراتنا ، فالله طيب لا يقبل إلا طيباً ، وإذا كان الأمر غير منظم فليس بطيب
.
الأمر الخامس : أنادي الأنظمة الدكتاتورية في كل العالم ، في العالم العربي
والإسلامي ، أقول لها : أما آن لكِ أن تتعظي ؟! وهل هذه الويلات إلا نتيجة أو
من جملة أسبابها الدكتاتوريات على مختلف تشكلات الدول العربية والإسلامية ،
أقول للدكتاتوريات هذه : أما آن لك أن تتعظي ، أما آن لك أن تعيشي الرحمة
والعدل مع الرعية ! ولا تقولي أيتها الأنظمة : إن الشعوب لا تتحمل العدالة
والرحمة ، لأنها شعوب مُنشَطَّة ( من الشَّطَط ) ، لا تقولي إن الشعوب غير
مؤدبة وغير مهذبة ، فشعوبنا وأنا لا أكفلها ، ولكنني أستطيع أن أكفل خمسين
بالمائة . شعوبنا جاهزة أكثر من دول الغرب ، أكثر من شعوب الغرب من أجل أن
تتعامل بالرحمة والعدل والأمان والاستقرار ، ولكن من بيده الأمر عليه أن يعلّم
، طبعاً سيدفع تضحية ، سيدفع ضريبة هذا ، ولكني أقول إلى متى ستظل الأنظمة
الدكتاتورية لا تتعظ ! أما آن الأوان لهؤلاء أن يراجعوا أنفسهم ليحسنوا
علاقاتهم مع شعوبهم بالرحمة والرعاية والعدل والأمان .
أيها الإخوة : الشعب العراقي عزيز علينا ، ولكن لا أريد أن أتكلم بأكثر من جملة
، ألا ترون أن الظلم وقع عليه من القريب أكثر من البعيد :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً |
على المرء من وقع الحسام المهندِ |
أناشد الأنظمة على مختلف تشكلاتها أن تتجه إلى الرعاية بالعدل والرحمة والإحسان ، بعد هذا لا يسعني إلا أن أذكر حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم القائل : " تتداعي عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ! أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله المهابة منكم من قلوب أعدائكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن . قالوا : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت " .
ما أكثر الإخوان حين نعدهم |
ولكنهم في النائبات قليلُ |
وكما قلت لكم منذ أكثر من شهرين غثاء
فعلاً ، لأننا نحن لا نؤمن بعددنا ، وأعيد السؤال الذي طرحته من شهرين : لو قلت
لمسلم : كم عدد المسلمين في العالم اليوم ؟ لقال لي : مليار ، لكنني بعد ذلك إن
سألته سؤالاً تالياً : أتحسب الشيعة من المسلمين ؟ فيقول لي : لا . انهار 400
مليون ، وبقي عدد المسلمين 600 مليون ، أقول : وهل تحسب الصوفية من المسلمين ؟
سيقول لي : لا . انهار منهم أيضاً 400 مليون بقي 200 مليون . أتحسب الفئة
الفلانية أو الطائفة الفلانية أو الجماعة الفلانية أو الشيخ الفلاني ؟ سيقول لي
لا . في النتيجة كم عدد المسلمين في العالم ينظر هذا الإنسان المُحبَط المثبَّط
الذي لا يعرف حتى نفسه ليقول : عدد المسلمين أنا وشيخي والمقربين فقط ، وإن
اقتضى الأمر فسيبعد المقربين ليبقى هو وشيخه ، وبعد ذلك يبقى وحده هو ، أما
الآخرين إن رحمهم فسيقول عنهم فسقة ، وإن لم يرحمهم فلا أسهل من أيقول عنهم
مارقون ورب الكعبة لا أسهل من أن يقول هذا .
في جمعنا هذا المبارك فلنرفع الأيدي إلى رب العزة نقول : اللهم عليك بكل عدو
للإسلام والمسلمين ، اللهم عليك بإسرائيل ، اللهم عليك بأمريكا ، اللهم عليك
بمن يساعد أمريكا ، اللهم عليك بكل معتدٍ على المسلمين في كل بقاع الأرض مَنْ
كان هذا المعتدي حتى ولو كان من المسلمين ، اللهم عليك به فإنه لا يعجزك ، عليك
بأعداء المسلمين كافة ، اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً ، اللهم احفظ إخوتنا
في العراق ، اللهم احفظ شعب العراق ، شعب العراق ، شعب العراق ، اللهم احفظ شعب
العراق ، وانصر شعب العراق يا رب العالمين ، اللهم انصر أطفال العراق ، اللهم
انصر نساء العراق ، اللهم دمر من يريد تدمير شعب العراق ، ومن يريد تدمير نساء
العراق وأطفال العراق ، اللهم عليك به فإن لا يعجزك ، اللهم انصر المسلمين ،
وردهم إلى دينهم رداً جميلاً يا رب العالمين ، أقول هذا القول وأستغفر الله .
التعليقات