آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
العدوان على الشعب العراقي- 2

العدوان على الشعب العراقي- 2

تاريخ الإضافة: 2003/03/28 | عدد المشاهدات: 3374

أما بعد ، أيها الإخوة المؤمنون :
لا يسعنا في البداية إلا أن نقول :

يا من يغيث المغيث

إن لم تغثنا من يغيث

وما لنا رب مغيث

سواك يا رب العباد

والمشركون قد بغوا علينا

إذا أرادوا فتنة أبينا

وقد تداعى جمعهم علينا

طبق الأحاديث التي روينا

فارددهم اللهم خاسرينا

فارددهم اللهم خاسرينا ، فارددهم اللهم خاسرينا ، فارددهم اللهم خاسرينا .
ليس لنا إلا أنت ، ومنك النصر يا رب ، بيدك النصر ، وما النصر إلا من عندك فانصرنا على أعدائنا نصراً مؤزراً ، انصرنا على الشرِّ وأهله ، على السوء وأهله ، على من يكيد لبلاد الإسلام والمسلمين ، يا رب أنت المستعان ، وأنت المأمول وأنت الرجاء فلا تخيب رجاءنا :

فينا صغار رضع

فينا شيوخ ركع

كذا بهـائم رُتَّـع

وأنت للكل مراد

أيها الإخوة : أكرر بعضَ ما قلته في الأسبوع الماضي : لعل هذا الذي يحدث يقدم لنا درساً ينفعنا في دنيانا وأخرانا ، فنحن لسنا ممن يرصد الهدف في الحياة الدنيا فقط ، وإنما لنا أهدافٌ نريد أن نحققها في الدنيا ، وكذلك لنا أهداف نسأل الله أن يوفقنا إليها في الآخرة . أهدافنا في الدنيا أن نمكن في الأرض ، لا لأننا عرب ، لا لأننا ننتمي إلى العرق الفلاني ، أن نمكن في الأرض لا لأننا سوريون ، لا لأننا مُلَوَّنين بلون معين ، ولكن هدفنا أن نُمكن في الأرض لأننا دعاة خير ، لأننا نحمل القرآن ، لأن القرآن هداية للبشرية ، هداية للإنسانية ، نفع لكل من يريد أن ينتفع ، لأن القرآن كتاب الله للإنسان من أجل أن يحقق الإنسان إنسانيته . لذلك لعل هذا الذي يحدث يقدم لنا درساً من أجل أن ننظر وأن نمحِّص أهدافنا في الدنيا وأن نعيد النظر كرة بعد كرة في هدفنا الذي نريد أن يتحقق في الدنيا ، وفي هدفنا الذي نريد أن يتحقق في الآخرة ، ولئن كان هدفنا في الدنيا تمكيناً في الأرض لأننا أصحاب قرآن ، فإن هدفنا في الآخرة أن يدخلنا ربنا الجنة ، وأن ينجينا من النار ، وأن يجعلنا في رضوانه وكرمه ، اللهم وفقنا من أجل أن نأخذ الدرس النافع لنا في كل ما يحدث .
قلت في نفسي : ما الذي أريد أن أخاطب به الناس في مثل هذه الظروف الصعبة ، وما أظن أن أنها أكثر صعوبة من الذي مر منذ خمسين سنة إلى اليوم فنحن لا نكاد ننتهي من مأساة حتى نقع في مأساة أخرى ، ولا نكاد ننتهي من حرب حتى نقع في حرب أخرى ، ولا نكاد ننتهي من مشاكلات بيننا وبين جيرانٍ لنا حتى نقع في مشاكلات بيننا وبين أعداءٍ لنا صريحين ، وهكذا ، أمةٌ تعبت من كثرة المشاكل فأصبحت في إحساسها – لا أعمم – أصبح إحساسها ضعيفاً ومتبلداً ، ولذلك دَعُونا اليوم – وأخاطب الشعوب والحكام – دعونا نتكلم بصراحة أن يبوح الإنسان بما في داخله ، دعونا نتعلّم من هذا الذي يحدث أن نكون صرحاء مع بعضنا ، أن ( نتفاتح ) بيننا وبين بعضنا ، فليدَعنا الحكام ولتَدَعنا الشعوب من أجل أن نقول الذي في داخلنا وأن نقدم هذا الذي نشعر به ، ومن بعض ما جاشت به نفسي أنني قلت ، وأخاطب الشعوب والحكام وآمل ممن يسمع كلامي أن لا ( يُجَيِّر ) مثل هذا الكلام على ترداد لمعارضات سابقة ، فلا ورب الكعبة ، ما في يوم من الأيام أردت أن أكون معارضاً ، ولكنني حرصت في كل حياتي على أن أكون تحت عنوان الإصلاح ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ) الإصلاح لأمتي ، لبلدي ، لحكومتي ، لشعبي ، لكل إنسان أرتبط وإياه برابطة الوطن ، برابطة العروبة والإسلام والجوار ، وما تعوَّدت وهكذا قررت بيني وبين نفسي أن لا أكون شتَّاماً ولا سباباً ولا ناقداً بالمعنى السلبي ولكنني أدعو الله عز وجل أن يوفقني من أجل أن يؤديَ لساني رسالة الإصلاح ، ومن أجل أن يثبت الإيمان في قلبي حتى يدعم الإيمان هذا تلك الرسالة التي تصدر على لساني أو على قلمي .
أيها الحكام ، أيتها الحكومات ، أيتها الشعوب : في إسلامنا فريضةٌ تسمى فريضة الجهاد ، تعالوا معاً من أجل أن نُدخِل هذه الفريضة حَيِّز التنفيذ ، حيز التأصيل والتقعيد ، وأنا أقول : إن لم نُدخل فريضة الجهاد في مثل هذه الأيام حيز التنفيذ فمتى سندخل فريضة الجهاد حيز التنفيذ ؟! لا سيما وأن الحكام والشعوب والحكومات في كل بقاع العالم العربي والإسلامي يقولون عن أنفسهم بأنهم مسلمون ، وأنهم جاهزون لفعل وتطبيق هذا الدين الحنيف ، أفلا يكون هذا الوضع الذي نعيشه دافعاً لعلاقة واقعية تطبيقية واعية مع فريضة الجهاد . ما الذي ننتظره حيال هذه الفريضة ؟ أليس ثَمَّةَ دواعٍ من أجل فريضة الجهاد ؟! هل تريدين أيتها الحكومات العربية والإسلامية أن يخرج الشارع الشعبي لينادي بالجهاد ثم بعد ذلك يتساقط من غير أن ينفذ فريضة الجهاد ومآربه ، هل تريدين أن تبقى الفوضى سائدة ؟! هل تريدين أن يكتفي شعبنا بالكلام والمظاهرات والمواجهات بينه وبين أبنائه وإخوته من قوى الأمن في مختلف بلاد العالم العربي والإسلامي ، هَلَّا حولت هذه المواجهات ليقف رجال الأمن والجيش مع الشعب في مواجهة عدو لدود يتربص بنا الدوائر ؟ هذا الكلام لا ينبع من تحليل سياسي ، فأنا لست سياسياً ولكنني أعيش في هذا المجتمع وأتكلم بما يجيش في صدري وبما أشعر به ، ولا أريد أن أكون مُهَيِّجاً لتحركٍ في فراغ ، كما لا أريد أن أكون إنساناً خيالياً يخاطب الآخرين بما ليس عندهم ، أنا لا أقول للحكومات وللشعوب جاهدوا ، ولكن أقول لهم : فلنسعَ ولنعمل معاً من أجل إدخال فريضة الجهاد حيز التنفيذ ، فعلى العالَم أن يقدموا مشروع تطبيق فريضة الجهاد . وكيف يمكن تطبيق فريضة الجهاد ؟ على السياسي أن يقدم الإطار السياسي الذي يمكن أن يستوعب هذه الفريضة التي فَصَّلها العالمُ بالإسلام ، وعلى المنفذ وعلى الحاكم أن ينادي وأن يفرض فرضاً على الناس أن يتحركوا ضمن التفصيل الديني وضمن الإطار السياسي ، وإلا فما نصنع بتلك الجيوش التي نُعِدها منذ فترة طويلة وما نصنع بتلك المعدات التي نشتريها والتي نعيش حياة التقشف على أساس أننا نبنيها ، نبني جيشنا ونبني قواتنا ونبني معداتنا ونبني عسكرنا . أنا لا أقول انطلقوا الآن بشكل فوضوي ، ولكن هلا كانت هنالك مشاورات بين الشعوب ( بين ممثليهم ) وبين الحكومات بين كل الشعوب العربية والإسلامية وبين كل الحكومات العربية والإسلامية ، ولا نريد لمؤتمرات القمة أن تتكرر فقد ملَّ الناس من مؤتمرات يجتمع فيها الرؤساء يتناقشون ويتخانقون ، لقد مل الناس . نريد مؤتمرات قمة يجتمع فيها الشعوب مع القادة حتى لا يتكلم الاثنان في الفراغ ويستغل العدو هذا الفراغ وهذا الشَّرخ ليحرِّض هؤلاء ضد أولئك وأولئك ضد هؤلاء . هذا ما يمكن أن أقوله أولاً .
ثانياً : اسمحوا لي أن أخاطب أيضاً الإدارة الأمريكية ولا أريد أن أشتمها ولا أريد أن أسبَّها ، لكنني أريد أن أخاطبها بما تدَّعي أنها تريد أن تُخاَطَب من خلاله ألا وهو العقل والمنطق ، وإن كنت أعلم أنها تَذبَح المنطق وتذبح العقل وتذبح المناطق وتذبح العقلاء ، وأنها لا تريد إلا الشراسة والهمجية , لكن أُمرنا في إسلامنا أن نخاطب الناس بالمنطق والفهم والعقل , نقول لهذه الدولة أيتها الدولة الكبيرة : أين الديمقراطية التي تريدين زرعها في بلادنا ؟! أنت تقولين ذلك ولكن هل تُزرَع الديمقراطية في مستنقعات دماء ؟! هل تُزرَع الديمقراطية من زارع غريب عن المنطقة ؟! هل تزرع الديمقراطية بآلية السلاح وبقوة السلاح ؟! هل تزرع الديمقراطية في جثث أطفالنا ، في جثث نسائنا ، في جثث أبنائنا ؟! هل تُزرَع الديمقراطية في النار التي تشتعل في بيوتات إخواننا ؟! هل تزرع الديمقراطية في منازل يسكنها أخواتٍ لنا شريفات عفيفات على حساب عفتهن وشرفهن وكرامتهن ؟! هل تُزرَع الديموقراطية بهذا الشكل ؟! أيتها الدولة التي تدعين الديموقراطية ! ما أظن أنك تريدينها ! كلامنا هذا ليس محضر ادِّعاء ولكنه يستند إلى وقائع ولا يمكن أن نكذب هذه الوقائع ، فقد غدت هذه الوقائع بادية للعيان لا يستطيع إنكارها ذو عينين ولا ذو عين واحدة ، ولا ذو لا عين . لذلك أقول للشعب الأمريكي والبريطاني أقول : إن حكومتكم تخدعكم فثوروا عليها ، وقولوا للناس من خلال ثورتكم : إنكم ديمقراطيون . والديمقراطية الآن تتطلب منكم أيتها الشعوب الأمريكية والبريطانية والمتحالفة حكوماتها مع أمريكا أن تثوروا على حكوماتكم لأنكم بذلك تحققون معنى الديمقراطية ، وتُثبِتون أنكم ديمقراطيون ، فثوروا بأجمعكم ، ولئن كانت بعض بلادنا لا تستطيع أن تثور على ظلم حكامها فلأنها غير ديمقراطية لأنها تخاف ، بينما تقولون أنتم عن أنفسكم أنكم ديمقراطيون فهيا فثوروا على حكوماتكم ، لا سيما – ومن فمكم ندينكم – وأنكم تقولون بأن 70 % لا يريدون الحرب ، وآخر استطلاعات الرأي بينت أن أكثر من 70 % من الشعب الأمريكي والبريطاني يرفضون الحرب ، هيا فثوروا وإنها رسالة مفتوحة لكل الناس في كل العالم .
ثالثاً : الذي تبين وتبدَّى أن القوة المادية ليست هي الفيصل في تحديد المنتصر ، وإنما الأخلاق هي القوة الأولى ، وتأتي بعدها القوة المادية لتكون ثانية في تحديد المنتصر ، وأمريكا اليوم تخوض المعركة بقوة مادية ولذلك لا أتوقع لها الانتصار لأن القوة الأخلاقية إذا ما أقصيت وأبعدت فلن تعطي لذي القوة المادية ملامح الانتصار ولن تعطيه صفة الانتصار ، حتى ولو غلب مادياً . إنما الانتصار يقوم على ركن مادي وعلى ركن أخلاقي ، وأمريكا تخلت عن الركن الأخلاقي تخلياً تاماً ، أمريكا ومن لفَّ لفها ، لذلك ومن النظر إلى سنن الكون أقول : إن أمريكا لن تنتصر ، هكذا يتبدى وهكذا يستبين ، وفي نفس الوقت أتوجه إلى الأمة العربية والإسلامية ، أقول لها : لئن كنت ضعيفة في ميدان الركن المادي والقوة المادية فإنك تملكين استعدادات أقوى بكثير من استعدادات أمريكا في ميدان القوة الأخلاقية ، لأنك أمة القرآن ، وأمة الرسول الأعظم عليه وآله الصلاة والسلام ، فالآنَ الآن ، إلى تجمهرٍ واستعدادٍ في ميدان القوة الأخلاقية ، ولعلكم تسألون عن ميدان القوة الأخلاقية وماذا نعني به ؟ أقول نعني بالقوة الأخلاقية كل الفضائل والقيم ، نعني بالقوة الأخلاقية الصدق والأمانة والكلمة الطيبة والوحدة ، والعلاقة الطيبة فيما بيننا ، نعني أن لا نختلف في تحليلاتنا ليكون الاختلاف سبيلاً إلى بغضنا ، أمريكا تقتلنا ونحن نختلف ويقتل بعضنا بعضاً ، نعني أن لا يقاتل المتظاهرون رجال الأمن ، وأن لا يقاتل رجال الأمن المتظاهرين في بلادنا ، أن لا نقتل شيخاً ، أن لا نقطع شجرة ، أن لا نخون عهداً ، أن لا نتكلم كذباً ، هذه وصايا سيدنا رسول الله إلى أمته لتكون في ميدان الأخلاق قوية ، وإذا كانت في ميدان الأخلاق قوية فقد امتلكت ركنا هاماً يشكل قسيماً هاماً في مقومات النصر والقوة والسيطرة والانتصار .
أيتها الشعوب : نحن بحاجة إلى أن نتخلق بأخلاق الإسلام ، لأننا ونحن نتخلق فإننا نقاتل ، فإننا نمتلك القوة ، يأتيني بعض الشباب يقولون لي : هل نسافر إلى العراق ؟ أقول لهم : سافروا ، ولكن نحن في معركة – وهذا الكلام ليس من باب الهروب من المواجهة المادية – لأن المعركة في تحصين الأخلاق يمكن أن تكون أصعب من المعركة المادية في مواجهة السلاح ، في تحصين القوة المادية ، أفلا ينظر الواحد منا إلى لسانه كم سيجاهد ليضبط لسانه ؟! " ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " قلت لثلة من أصحابي : لعل الله يريد منا ونحن لا نملك فعلاً ما تملكه أمريكا من سلاح ، لكن الله يريد أن يكلفنا بما نعتقده وما هو في مكنتنا ، أن نعبده بالكلمة الصادقة ، أن نعبده بأمانة الكلمة أن نحقق وجودنا من الصدق ، من خلال الفهم ، من خلال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " من خلال الاعتبار الصحيح لحركة القلب الإيمانية ، من خلال هذه الأمور ، وإلا فالشتم سهل ، والسباب سهل ، ويمكن أن تقول كلمة خارجة عن صلب الأخلاق هذا سهل ، لكن الصعب أن تضبط نفسك الآن للتكلم بصدق تعتقده ، ولتتكلم بحقيقة تعتقدها وتبحث عنها . هذا ما يجب أن نعيشه ، وأخاطب الشعوب والحكام بهذا . فلنعاهد ربنا على أن نكون في الحرب وبعد الحرب أخلاقيين ، ومن يدري فلعل الله قد ربط نصرنا على عدونا بمعاهدة بيننا وبين أنفسنا صادقة ، فهل عاهدنا الله أم أننا سندخل تحت قوله تعالى ( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يجحدون ) لعل الله ربط النصر بحسن عهد بيننا وبين أنفسنا ، هذه الأخلاق التي نرومها ونريدها ، أريدها أن تكون موضوع عهد بيننا وبين الله . يا رب عهداً إليك أن نحافظ على الإسلام ديناً ، على الصدق منهجاً ، على الأمانة خلقاً ، على اللسان النظيف ، على القلب النقي الطاهر ، على الوضوح بالارتباط معك ، لعل الله ربط ينصرنا على عدونا بهذا العهد إذا كان عهداً صادقاً ، فهيَّا عاهدوا ربكم أيها الحكام عاهدوا ربكم على أن تكونوا مع شعوبكم أثناء الحرب وبعد الحرب ، على أن تكونوا رحماء أثناء الحرب وبعد الحرب ، على أن تكونوا مسلمين أثناء الحرب وبعدها ، على أن تكونوا منقادين لربكم أثناء الحرب وبعدها ، أيتها الشعوب عاهدي ربك أيضاً على هذا . لعل الله ربط هذا بهذا ، لا سيما وأننا لا نملك قوة مادية وقد عَلَّمنا القرآن أن النصر ليس مرهوناً بقوة مادية مستعلية ، ها نحن نكرر في كل يوم ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) ، ( يرونهم مثليهم رأي العين ، والله يؤيد بنصره من يشاء ) النصر من عند الله .
رابعاً : أتوجه إلى شعب العراق ، أقول : صبراً يا شعب العراق ، فصبراً في مجال الموت صبراً ، يا نساء العراق ! يا مسلمي العراق ! صبراً فإن موعدكم النصر إن شاء الله ، وإني لأعلم أن لسان حالكم يقول : يا رب : إلى من تكلني ؟! إلى عدو يتجهمني ، أم إلى قريب ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي . صبراً يا شعب العراق فالنصر آتٍ بإذن الله ، صبراً أيتها العفيفات الطاهرات ، أيتها المحجبات البريئات ، رأيناكن تتكلمن كلام إيمان ، فبورك الإيمان في قلوبكن ، صبراً يا أطفال العراق فالنصر آتٍ لكم ولإخوتنا في فلسطين التي يجب أن لا ننسَها ، بل هي القضية المركزية الأولى والأساسية ، لأننا قصرنا في فلسطين ضرب أبناؤنا في العراق . صبراً يا شعب العراق ، ويا شعب فلسطين ، أيها الإخوة في فلسطين لن ننساكم ، ولن تنسينا العراق فلسطين ، فأنتم توأمان لا نفرِّق بينكما ، أنتِ يا فلسطين قضيتنا الأساسية المركزية .
نتوجه إلى رب العزة لنقول : يا رب ! نصرَك الذي وعدت . وإن كنا لسنا أهلاً لكننا نطمع بفضلك يا رب العالمين ، نطمع بعطائك يا رب ! ها نحن نعاهدك على أن نكون ال
أوفياء لدينك وشريعتك ، على أن نكون الأوفياء لخيرٍ رأيناه في كتابك ، يا ربنا وفقنا لذلك بجاه محمد وآل محمد ، بجاه آل بيت نبيك ، بجاه الصالحين من عبادك انصرنا على أعدائنا نصراً مؤزراً ، يا مجيب السائلين نتوجه إليك بصاحب الوسيلة والشفاعة أن تنصر الإسلام وتعزَّ المسلمين ، أن تنصر الإسلام وتعز المسلمين ، أن تنصر الإسلام وتعز المسلمين .
أيها الإخوة : لا يسعني إلا أن أدعو لسورية بشكل خاص ، وللعالم العربي والإسلامي بشكل عام ، أن أدعو لسورية قيادة وشعباً لتتابع طريق الالتئام ، ونحن نبارك خطوة كل من يتابع طريق الالتحام الإيجابي بين الشعب وبين الحكومة ، نضع أيدينا على كل من يريد خيراً لسورية ، وللعالم العربي والإسلامي ، ونقول له : سنشد عضدك بنا إن شاء الله ، ونحن معك على طريق الإسلام والهداية ، على طريق اللقاء في ساحة القرآن ، في ساحة الإسلام ، في ساحة الجهاد في سبيل الله ، لا نريد إلا أن يمكننا ربنا في الأرض ، وأن يدخلنا ربنا الجنة ، أسأل الله لسورية كل خير ، وللعالم العربي والإسلامي كل خير ، أسأل الله لفلسطين النصر المؤزر ، أسأل الله للعراق النصر المؤزر . ومن أجل أمر عملي ، تعلمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً " فلنستغفر ولنلزم الاستغفار ، والتزام الاستغفار لا يعني أننا نعدل عن الجهاد ، لا ... إننا نريد جهاداً عنوانه استغفار ، ونريد استغفاراً يمشي إلى جهاد . لا تظنوا أننا حينما ننادي بأمر نعدل عن أمر آخر . كما بدأنا بالجهاد نختم بالاستغفار ليلتقي الأمران ، يا أبناءنا ، يا شعوبنا يا حكامنا : الزموا الاستغفار ، ليكن الاستغفار وِردَكم كل يوم ، فلا أقلَّ من أن تلزم الاستغفار في اليوم مائة مرة ، وليكن الاستغفار بصيغة سيد الاستغفار : " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " لنقل هذا على الأقل مائة مرة في اليوم ، والله من ورائنا ناصر ، والله ناصرنا إن شاء الله ، فالزموا الاستغفار ، (
فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً . يرسل السماء عليكم مدراراً ) الزموا الاستغفار ، استغفروا ربكم في كل ساعة ، في كل دقيقة ، وها نحن نؤكد على مائة مرة في اليوم لسيد الاستغفار ، اللهم اجعلنا من المجاهدين المستغفرين المصلحين الآيبين إلى دينك ، المرتدين إلى دينك رداً جميلاً ، يا رب العالمين ، نعم من يسأل أنت ، ونعم النصير أنت ، أقول هذا القول وأستغفر الله .

التعليقات

شاركنا بتعليق