أما بعد ، أيها
الإخوة المؤمنون :
يتساءل المرء والواحد منا والإنسان فينا حينما نرى أنفسنا في مواجهة أعداءٍ يتربصون
بنا الدوائر ، يريدون أن نكون لهم خانعين ، يتساءل المرء في مثل هذا الحال عن قوة
العدو وعن قوتنا ، ويتساءل أيضاً : ما طبيعة قوة العدو ، وما طبيعة قوتنا ؟ وفي
النهاية : من الذي سينتصر ؟ وإذا ابتدأنا بالجواب عن السؤال الأخير قلنا : إن الذي
سينتصر هو الذي يستجمع القوة . ولا أريد أن أفصِّل في القوة التي تؤهل لنصر ، فلقد
تحدثنا في أسابيع مضت ، لكنني أقول : إن طبيعة قوة العدو تختلف عن طبيعة قوتنا ،
طبيعة قوة العدو مادية وسلاح ، وأما قوتنا - والواقع هو الذي يجيب - قوتنا لا يجب
أن تكون طبيعتها سلاحاً ، فالواقع خلاف ذلك ، فنحن أمة لا نملك من السلاح ، حتى ولو
ملكنا فالسلاح ليس من صنعنا ، وإنما السلاح هو من صنع عدونا ، أمة قوتها ليست في
السلاح ، قوتها ليست في العتاد ، قوتها ليست في هذا الذي يشكل عناصر القوة عند
العدو . إذا كان الأمر كذلك فما طبيعة قوتنا ؟ أعتقد لو أنني طرحت هذا السؤال عليكم
لأجبتم : بأن قوتنا هي الإيمان ، بأن قوتنا هي الوحدة ، بأن قوتنا هي الأخلاق ، أظن
أنكم – أو يغلب على ظني – بأنكم إذا سئلتم هذا السؤال فسيكون هذا هو الجواب . ولكني
أسأل من باب النقد البنَّاء ، هذه عناصر قوتنا كما نقول ، ولكن هل هذه العناصر
قائمة فينا ؟ هل هذه العناصر موجودة في جوانحنا ؟ موجودة في مجتمعنا ؟ موجودة بيننا
؟ هل نحن نستطيع أن نقول عن أنفسنا بأننا أقوياء في عدتنا ، في أخلاقنا ، في وحدتنا
؟! لا أريد أن أجيب ، لكنني أترك أيضاً الجواب لكم ، وأعتقد – ولا أسابقكم ولا
أبادركم – ستقولون : بأن هذه العناصر لا نمتلك منها إلا النسبة القليلة ، إذا كان
الأمر كذلك ، فلماذا لا نبحث عن التقوية في هذه القوة ، ولماذا لا نحاول أن نمتلك
هذه العناصر بشكلها الصحيح ، لا سيما وأن العدو يباغتنا ويداهمنا ، ولا أريد أن
أفصِّل لكم أيضاً ما يفعله العدو بنا في فلسطين ، في العراق ، في سورية ، في لبنان
، في الأردن ، في مصر ، في السودان ، فأنتم تسمعون - والحمد لله - الأخبار صباح
مساء وأصبحنا جميعاً أخصائيين في سماع الأخبار والقنوات في بيوتنا على أشدها ، وما
من بيت إلا وفيه أكثر من خمسين قناة على أضعف تقدير ، ولعلكم – وأظن أن لعل هنا
تفيد اليقين – لعلكم سمعتم عن عزم الحكومة الصهيونية المجرمة على أداء الصلوات في
الحرم القدسي ، ولعلكم سمعتم أيضاً في ذكرى النكبة ، في ذكرى نكبة 1948 أن الحكومة
الإسرائيلية الآن عزمت على أن تؤدي مناسكها اليهودية المزورة في الحرم القدسي ،
وعلى أن يدخل وزير السياحة ليقيم في الحرم القدسي بعضاً من شعائر بني صهيون ،
وسمعتم أيضاً أن الأمريكان في بغداد يتجولون بدباباتهم وهم يتبخترون ، وسمعتم
وسَمعتم . أقول : إسرائيل تفعل ما تفعل ، الحكومة الإسرائيلية الغاشمة تفعل ما تفعل
، الأعداء الأمريكيون يفعلون ما يفعلون ، ونحن : يقوم أناس – لا نريد أن نسميهم ما
داموا مجهولين الآن – يقوم أناس حسب ما نظن من بني جلدتنا بتفجيرات في الرياض في
السعودية ، ترى : هل هذه مواجهة لأعدائنا ؟! أم أن المواجهة يجب أن تكون حيث
العدوُّ في فلسطين ؟ هل هذه المواجهة ناجعة نافعة ؟! لا أجيب . سأحتفظ بجوابي ،
لكني أريد أن أحرِّضكم على الجواب بينكم وبين أنفسكم ، وعلى السعي للبحث عن موضوعية
في مثل هذه الإجابات .
أعود فأقول : إذا كانت عناصر القوة عندنا هي : الإيمان ، الوحدة ، الأخلاق ، فأنا
أريد أن أتكلم عن الوحدة ، ما الذي سيوحدنا ؟ على أي شيء سنتحد ؟ نحن نملك أسساً
توحِّدنا ، هذه الأسس - وباعتبارنا في رحاب شهر ربيع الأول – الإيمان بالله عز وجل
، القرآن الكريم والاعتقاد بأنه الدستور والمنهج ، اتباع سيد الكائنات عليه الصلاة
والسلام . ثلاثة أسس تصلح لوحدة متماسكة ، وتصلح من أجل أن نركض لنستجيب لدعوة
النبي عليه وآله الصلاة والسلام كما جاء في الحديث الصحيح يوم وقف في حجة الوداع
فنادى أمته إلى الوحدة قائلاً : " ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ، وكونوا
عباد الله إخواناً . المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يسلمه ، ولا يخذله ، ولا
يحقره ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه
وماله وعرضه " أسس الوحدة ثلاثة : الإيمان بالله ، التفاعل مع القرآن تطبيقاً
وتنفيذاً ، اتباع النبي عليه وآله الصلاة والسلام .
لماذا الوحدة ؟ لأنها فريضة ، لأن الوحدة فريضة ، لأنها عنصر هام من عناصر قوتنا
لنواجه أعداءنا ، إنها فريضة يا ناس ! وليست نافلة ، وليست أمراً ثانوياً . الوحدة
فريضة ، ودليل فرضيتها قول الله عز وجل : ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ﴾
(آل عمران : 103)
دليل فرضيتها قول الله عز وجل : ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم
والعدوان ﴾ (المائدة :
2) إذاً : نحن نطالب
بالوحدة لأنها فريضة أولاً .
ثانياً : لأنها محبوب الله منا . أوليس الله قد قال : ﴿ إن الله يحب الذين يقاتلون
في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص ﴾
(الصف : 4)
الوحدة محبوب الله منا ، يحب الله الوحدة فينا ، فإذا كنا نؤمن بالله ، ونريد أن
يرضى الله علينا ، فعلينا أن نسعى للوحدة .
ثالثاً : الوحدة نسعى إليها لأنها تعصِمنا من الخطأ . نعم . اجتماعنا ووحدتنا
يعصمنا من الخطأ ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول كما يروي أصحاب
السنن : " يد الله مع الجماعة ، ومن شذَّ شَذ في النار " إذا كانت يد الله مع
الجماعة ، فالجماعة إذاً معصومة من أن ترتكب أخطاء وفواحش ، ومن أن تزل ، ورسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول كما يروي النسائي : " لا تجتمع أمتي على ضلالة "
الوحدة عاصمة لنا من الخطأ ، وإذا أردتم أن تبقوا مخطئين فاستمروا في الفرقة .
رابعاً : نحن نريد الوحدة لأن الوحدة رحمة ، ولأن التفرق قسوة " الراحمون يرحمهم
الرحمن " هكذا قال عليه وآله الصلاة والسلام كما يروي البخاري : " ارحموا من في
الأرض يرحمُكم من في السماء " يرحمُكم من في السماء ، رحمةُ الله مستمرة وليست
مرتبطة برحمتنا لبعضنا ، يرحمُكم : فعل مضارع مرفوع ، وليس مجزوماً بجواب الطلب ،
بالوحدة نتراحم ، لأن الوحدة تفرز رحمة ، لأن الوحدة تعطينا تماسكاً .
أيها الإخوة : أرأيتم إلى إنسان ينطلق في الحياة إذا أحسَّ بأن إخوانه معه ، وبأن
الأمة معه فستكون قوته مضاعفة ، لأنه سينطلق بقوتهم لا بقوته المنفردة ، سينطلق
بقدرتهم لا بقدرته الوحيدة . لقد قرأت مرة عن رجل معروف اسمه سعيد النورسي الشيخ
التركي الذي يسعى للإصلاح ، يوم وقف أمام محكمة تريد أن تدينه بأنه يدعو إلى الله ،
التفت إلى جماعته ومريديه وقال لهم : أريد أن يُنظَر إليكم – وأشار بأصابعه – على
أنكم ألف ومائة وإحدى عشر ( أربع واحدات بجانب بعضها 1111) ولا أريد أن يُنظَر
إليكم على أنكم أربعة أفراد ( 1 ، 1 ، 1 ، 1 ) أي أوجدوا الصلة بينكم والتي تجعل
منكم أرقاماً متكاملة يدعم بعضها بعضاً . الوحدة رحمة والفرقة عذاب ، ولقد روي عن
سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه أنه قال : إياكم والفرقة ، فإنها شقاء ، وعليكم
بالوصال فإنه رحمة . وما أظن أن هنالك أمة أشقى منا اليوم ، وهذه الشقاوة التي
نعيشها اليوم هي نتائج ونتيجة لفرقتنا ، لتمزقنا وتبعثرنا ، لتعصبنا ، ولهذا نعيش
شقاوة ما بعدها شقاوة ، وما أظن أن أحداً في العالم اليوم يغبطنا أو يحسدنا على ما
نحن عليه ، فليس فينا من شيء نُحسَد عليه ، وليس فينا من شيء نُغبَط عليه ، حتى هذه
العناصر عناصر القوة إنما هي شعارات وليست حقائق ، وليست أشياء ثابتة معتنقة قائمة
متجلية فينا ، وإنما هي شعارات وكلمات يقولها الرئيس الفلاني والشيخ الفلاني
والمسؤول الفلاني ، ويصفَّق له وينتهي الحديث عنها وعن تطبيقها بانتهاء هذا التجمع
الذي لا يدلل على لقاء قلبي ولا على قوة ، وإنما يدلل على تجمهر نتيجة لدافع
التجمهر أو لعصى أو لإغراء أو لترهيب ، سَمِّ السبب بما تشاء ، المهم أن السبب ليس
من أجل الوحدة .
أيها الإخوة : حينما ذكرنا أُسَّ الوحدة ولماذا الوحدة نذكر فيه آية ما المراد
بالوحدة ، تعالوا نتحدث عن الأخوة ، فالأخوة هي الوحدة ، والله عز وجل قال : ﴿ إنما
المؤمنون إخوة ﴾
(الحجرات : 10) والأخوة
هي الوحدة ، فماذا تعني كلمة الأخوة ؟ إن الأخوة تعني أمرين لطالما ذكرتهما في
أحاديث مختلفة في الجامعة والمدرسة والمسجد ، الأخوة تعني أمرين : الأمر الأول هو
المحبة ، والمحبة تفرز تعاوناً وتماسكاً وتبادلاً ، فالمحبُّ يضحي ويبذل ويعطي
وينافح عن المحبوب ، الوحدة تعني محبة ، والمحبة تفرز تعاوناً وتضامناً وتضحية
وتباذلاً ، وتعني الوحدة بعد المحبة النصيحة . والنصيحة تفرز نقداً بنَّاءً ، روى
النسائي أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : رحم الله امرءً أهدى إلي عيوبي
. ونحن نريد أن نتهادى العيوب لكي نقوِّمها ونصلحها ، تعالوا نتناصح على أساس من
محبة ، لأن الوحدة تعني محبة تفرز تعاوناً وتعني نصيحة تفرز نقداً ، تفرز علاقة
قائمة على معرفة ، وتفرز علاقة واضحة قائمة على تقديم النقد لبعضنا ، لكننا ما أشد
شطارتنا حينما ينقد الواحد منا أعداءَه ، وما أضعفنا حينما ننقد أنفسنا لأننا نخاف
إن نقدنا أنفسنا أن نظهر أمام الناس بغير المظهر الذي نظهر أمامهم به وهو مظهر
المزيف ، نخشى أن نظهر على حقيقتنا لأن حقيقتنا ضعيفة ومهلهلة ، لا يريد الحاكم أن
يستمع نقداً ، ولا يريد المحكوم أن يستمع نقداً ، ولا يريد الأستاذ أن يستمع نقداً
، ولا يريد الطالب أن يستمع نقداً ، وإذا ما أراد أحدنا أن ينقُد فللأسف الشديد
يستبدل بالنقد السبَّ والشتم ، فنحن أمة لا نعرف النقد ، ولكننا نعرف السب والشتم ،
وقد حدثني بعض أساتذتي عن واحد من الكتاب المصريين المعروفين كتب كتابه حول الشعر
الجاهلي ، وتحدث بما ليس بمقبول عند المسلمين ، وإذ بشيوخ الأزهر آنذاك قاموا
وخطبوا على المساجد وكان هذا الكاتب الذي كتب الكتاب أعمى ( كفيف ) فقام هؤلاء
الشيوخ على المنابر وراحوا يسبون هذا الكاتب ويقولون له يا أعمى ! اذهب وانظر هذا
العمى الذي أنت فيه ، زادك الله عمىً على عمى .... ويسمع هذا الرجل هذا الكلام الذي
يُوجَّه إليه على أنه نقد – هكذا يقولون – وأريد أن أؤكد على أننا استبدلنا بالنقد
السب والشتم حينما نقرر أن ننقد ، وقام رجل آنذاك وهو رجل واعٍ يسمى محمد الخضر
حسين رحمه الله وكان شيخ الأزهر فكتب كتاباً علمياً موضوعياً ونقداً بناءً مما اضطر
هذا الرجل الأعمى الكاتب الأديب المعروف إلى أن يقول على مدرج جامعة القاهرة :
اسمحوا لي أيها الحضور أن أخبركم بأنه يوم كتبت كتابي في الشعر الجاهلي شتمني
الكثيرون ، ولكن الذي نقدني واحد هو الشيخ الخضر الحسين .
أعود فأقول : الوحدة تعني محبة تفرز تعاوناً ، ونصيحة تفرز نقداً بناء . قلت لبعض
إخواني : أرأيتم إلى هذه العبارة الجميلة سيدنا عمر يقول : رحم الله امرءً أهدى
إليَّ عيوبي . كيف تقدم الهدية أنت ؟ تحاول أن تغلِّفها بغلاف جميل وأن تظهرها بشكل
حلو أنيق ، فإذا ما أردت أن تهدي إليَّ عيوبي فليكن بأسلوب جميل تشعرني بالمحبة ،
فليكن بغلاف لطيف كما تسعى من أجل أن تجعل الهدية المادية بغلاف أو لفافة طيبة
جميلة الشكل فعليك أن تقدم الهدية المعنوي بأسلوب جميل وشكل حلو مقبول ، وإلا فليس
هذا الذي تقوله تطبيق لمقولة سيدنا عمر ، لأن سيدنا عمر قال : أهدى ، ولم يقل شتمني
بعيوبي أو قال نشر عيوبي بين الناس ، وإنما قال أهدى ، وعمر رجل عربي فصيح اللسان
منوَّر القلب .
هذه هي الوحدة التي هي في النهاية عنصرٌ هام من عناصر قوتنا ، أتريدون أن تنتصروا ؟
ابحثوا ومحِّصوا قوتكم ، هل تمتلكون القوة ؟ إذا كنتم تمتلكون القوة فستنتصرون ، ما
قوتكم ؟ قوتنا : إيمان ووحدة وأخلاق . هل هذه العناصر قائمة فينا ؟ إذا كان الجواب
نعم فسننتصر ، ولكنني يا أيها الإخوة أقول : الجواب لا . لسنا على مستوىً من
الإيمان نستحق على أساسه النصر ، ولسنا على مستوى من الوحدة نستحق على أساسها النصر
، ولسنا على مستوى من الأخلاق نستحق على أساسه النصر ، وتريدون أن تعرفون شيئاً عن
أخلاقنا ! انظروا شوارعنا ، انظروا ثأرنا ، انظروا إجرامنا ببعضنا ، انظروا
المستشفيات تُقتَحم فيقتل فلان فلاناً طلباً للثأر ، انظروا كيف ندخل المسجد ،
انظروا فوضانا ، انظروا كيف يعيش الرجل منا ، انظروا علاقاتنا بجيراننا ، منذ يومين
مررت بأحد شوارع هذه المدينة ، فرأيت أناساً يفرحون بعرس ، وأين العرس ؟ إنه في
الشارع ، والساعة الثانية عشر ليلاً ، ولا زال العرس في بدايته في حيٍّ سكني ،
والمنشد أمامه المكبر وينشد والآخرون يرددون ، والراقصون يرقصون ، نظرت هؤلاء فقلت
: أنحن أمة الأخلاق ؟! أنحن الذين نرعى الجوار ؟! إذا ما حدثنا إنسان فقال لنا :
كيف تنظرون إلى الجار؟ نقول له : نحن مسلمون ، ونحن نرعى الجار ، ورسول الله قال :
" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " ولكن : هل تعتقدون بأن الناسَ
بُلْهٌ حتى يصدقوكم بمجرد الكلام ! هم لا يصدقوننا بمجرد الكلام ولكن سيقولون لنا :
وأين ما تفعلون مما تقولون ، ولو كانوا يحفظون الآية لقالوها لنا تقريعاً : ﴿ لم
تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ﴾
(الصف : 2)
سيقولون لنا هذا الكلام ، فلماذا يا إخوتي ؟!
أرأيتم إلى الأخلاق التي هي عنصر هام من عناصر القوة . أسأل الله عز وجل أن يوفقنا
لامتلاك عناصر القوة : الإيمان ، الوحدة ، الأخلاق ، وأن نكون قاسين على أنفسنا من
أجل أن نمحصها ، من أجل أن ننظر إيماننا ، من أجل أن ننظر وحدتنا ، من أجل أن ننظر
أخلاقنا ، لأنها عناصر قوتنا ، إن لم نستوفها فسنبقى مخذولين ، وسيبقى الذل عنواننا
، وستدخل أمريكا البلد تلو البلد ، وستتابع إسرائيل احتلالها لدولة بعد دولة ،
ولقطرٍ بعد قطر ، وإلا كيف تريدون أن ننتصر من غير مقومات ؟ لا يمكن هذا . أسأل
الله عز وجل أن يوفقنا لما فيه خير الدنيا والآخرة ، أن يوفقنا لأن نحسن أخلاقنا
فيما بين بعضنا . ما أجمل قول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كما يروي
الترمذي : " اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق
حسن " اللهم اجعلنا كذلك ، نعم من يسأل أنت ، ونعم النصير أنت ، أقول هذا القول
وأستغفر الله .
التعليقات