آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
لماذا نحن مستهدفون ؟

لماذا نحن مستهدفون ؟

تاريخ الإضافة: 2003/10/10 | عدد المشاهدات: 2734

أما بعد ، يا أيها الإخوة المؤمنون :
في أيام صعبة ، وفي أوقات حرجة ، وفي ظروف تتصف بالقسوة ، وأظن أن الأيام والظروف التي وصفناها تحفُّنا ونعيش في رحابها ، وبالتالي يتساءل الإنسان : ما الذي يجب فعله ؟ دولة كبرى تهدد بلدنا ، وعدوان غاشم وكيان آثم يعتدي علينا بشكل مباشر . ما الذي يجب علينا فعله ؟ لا شك في أن كل واحد منا فكَّر في ذلك ، وأنا من جملة من فكر ، فقلت : علينا أن نفحص أمرين اثنين ، أن نفحص علاقتنا بربنا ، ما دمنا نعيش في رحاب شهر فضيل هو شهر شعبان ، علينا أن نفحص علاقتنا بربنا ، وعلينا أن نمحص وأن نفحص علاقتنا بربنا ، لا أريد أن أتحدث عن العلاقة الأولى عن علاقتنا بربنا وأترك كل واحد منا يفحص هذه العلاقة بينه وبين ربه ، وأحب أن أقول : إذا كنت مع ربك قوياً في صلتك به فالله معك ( لا تحزن إن الله معنا )
التوبة : 40 إذا كنت معه ، وإنما أريد الحديث عن علاقتنا ببعضنا ، وهل نشكل مجتمعين ، هل نشكل سداً مانعاً لا يُخترق أم أننا جاهزون للاختراق ، وجاهزون من أجل أن ينفذ من خلالنا من ينفذ ؟! لو سألت نفسي وسألتكم عن عنوان العلاقة فيما بيننا لقلتم وبسرعة : إنها الأُخُوة . الأخوة عنوان لقائنا وعلاقتنا وعلائقنا ورباطنا ، وهذا العنوان لتلك العلاقة لم نضعه نحن ، وإنما الذي وضعه الله جلت قدرته حينما قال : ( إنما المؤمنون إخوة ) الحجرات : 10 ودعانا إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال : " وكونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم " هذه العلاقة التي هي الأخوة ، وقد وردت كلمة الأخوة والأخ والإخوان في القرآن الكريم أكثر من تسعين مرة . ماذا تعني وما مفاعيلها على الواقع ، وما تجسيداتها في الواقع ؟ كيف نشخصها ، كيف نجسدها ، كيف نُوَقعِنها في حاضرنا ؟ تقوم على أمرين ، أو بالأحرى على ركنين : الركن الأول : الحماية ، والركن الثاني : الرعاية .
أما الحماية فتعني أن أحميك ، وأن تحميني من الغش ، فلا غش بيننا ، وكما قال عليه وآله الصلاة والسلام : " من غشنا فليس منا " والحديث في الصحيحين ، وفي رواية : " من غش فليبس منا " أن أحميك وأن تحميني من الغش ، أن أحميك وأن تحميني من الترويع التخويف ، وأؤكد على هذا ، وقد قال عليه وآله الصلاة والسلام كما روى أبو داوود في سننه : " لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً فإن ترويع المسلم إثم عظيم " وقلت على هذا المنبر أكثر من مرة أيضاً : لا نريد أن تكون علاقة السلطة بالشعب علاقة ترويع ، لا نريد لجهة مسؤولة أن تكون مروِّعة للشعب ، ولا نريد للشعب أن يكون مروِّعاً لذاته ، لبعضه ، ولا للدولة أيضاً . نريد أن تكون العلاقة علاقة تأمين ، علاقة تطمين ، لا ترويع ، أن أحميك من التخويف ، من الترويع ، من الرعب ، أنادي كل سِلك في الدولة من أجل أن تكون علاقته علاقة تطمين مع المواطن وأن يبتعد عما يسمى بالترويع ، أن أحميك من الترويع ، أن أحميك من الغش ، أن أحميك من الهجر ، أن لا أهجرك وأن لا تهجرني ، وقد ورد عن النبي عليه وآله الصلاة والسلام كما جاء في صحيح مسلم : " لا يحل لمسم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، ومن هجر أخاه فمات دخل النار " أن أحميك من الاتهام ، وأن تحميني من الاتهام ، وقد جاء في صحيح الإمام البخاري أنه عليه وآله الصلاة والسلام قال : " من قال لأخيه يا كافر أو يا عدو الله إلا حار عليه " أي رجع عليه هذا الوصف . أن أحميك من التحريش وأن تحميني من التحريش ، إن الشيطان هكذا قال عليه وآله الصلاة والسلام كما في صحيح الإمام مسلم : " إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن بالتحريش بينهم " أي اكتفى بأن يحرش بعضهم على بعض ، وبأن يتهم بعضهم بعضاً ، وأن يسوق كل واحد منهم للآخر السمعة غير الطيبة إن الشيطان رضي بذلك وهذا حاصل بيننا ، أن أحميك من الغيبة ، هكذا قال القرآن الكريم ( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه )
الحجرات : 12 أن أحميك وتحميني من النميمة يقول عليه وآله الصلاة والسلام كما جاء في البخاري : " لا يدخل الجنة نمام " وما أكثر ما نعمل ونفعل النميمة فيما بيننا ، فلان ينقل الكلام ليفسد علاقتك بفلان ، وفلان ينقل ليفسد علاقة فلان بك ، وهكذا دواليك ، أن أحميك وأن تحميني من الحقد والغل ( ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ) آل عمران : 10 إذا كان في قلبك غل على مؤمن فما عليك إلا أن تتأكد من صحة إيمانك فإيمانك على شفا جرف هارٍ ، إيمانك أقرب إلى الضياع والتلاشي منه إلى الوجود والازدياد والثبات ، أن أحميك وأن تحميني من كل مكروه ، ولذلك من أجل أن أثبت هذا العنوان الأخوة القائم على ركني الحماية والرعاية علينا أن نتفكر فيما إذا كنا نحمي بعضنا من هذه السيئات ، من هذه القضايا الفاسدة والمفسدة أم لا ؟ وبكل صراحة إني لأجد أننا بعيدون جداً عن أن يحمي أحدنا أخاه ، فنحن بدلاً من أن نحمي إخوتنا وأخوتنا ، بدلاً من أن نحميهم نقوم ليهتك كل واحد منا ستر الآخر ، ليتكلم على الآخر ، ليسيء للآخر ، ليحدث الناس عن سيآت أخيه ، لا من أجل شيء وإنما من أجل سَريان فساد في مجتمعاتنا .
وأما الركن الثاني الذي تقوم عليه الأخوة بعد الحماية الرعاية ، أنا أحميك وأنت تحميني ، أنا أرعاك وأنت ترعاني ، تنصحني ، تزورني ، تعينني ، تعاونني ، تباذلني ، تبذل لي وأبذل لك ، وإلا هل تتوقعون - لا سمح الله - إذا ما حدث أمر ونحن على هذه الحال أن نصمد ؟ لا . لا أرى مقومات الصمود ، فالعلاقات بيننا غير جيدة إن لم أقل سيئة للغاية ، وصلاتنا بيننا فيما بيننا مقطوعة إن لم أقل فاسدة ، وعلاقاتنا فيما بيننا ، فيما بين الدولة والشعب ، فيما بين الشعب والشعب ، فيما بين الشعب والدولة ليست على المستوى المطلوب ، ولذلك نحن جاهزون كما قلت للاختراق ، سنخترق بسهولة إذا كنا على هذه الحال مستمرين وباقين ، وانظروا سنن التاريخ تنبئكم بأن الأمة المتفككة من الداخل لن تصمد ولو لحظة أمام أي هجوم أو تَعدٍّ من الخارج ، ونحن نعيش اليوم التعدي والتحدي ، أن تبذل لي الرعاية أن تعاونني ، وإلا أين نحن من قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى )
المائدة : 2 أين نحن من قول سيدنا المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام عن رب العزة جلت قدرته كما جاء في موطأ الإمام مالك : " طوبى للمتحابين فيَّ ، طوبى للمتزاورين في ، طوبى للمتعاونين في ، طوبى للمتباذلين في " وأين نحن من قول المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام عن رب العزة جلت قدرته كما جاء في الإمام مسلم يوم ينادي الحق يوم القيامة : " أين المتحابون في ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي " سؤال أطرحه : لماذا نُستهدف ؟ الجواب على ذلك : لأننا متفرقون ، لأننا متشتتون ، لأننا غير آمنين فيما بيننا ، لأن الواحد لا يؤمِّن أخاه ، ولأن الواحد لا يؤمن أخاه الآخر ، لأننا متفرقون وعدونا يبحث عن متفرقين ، ويبحث عن مجتمعين ليفرقهم حتى يغتالهم ويستعمرهم ، فما بالكم حينما يجدنا جاهزين ، حين يجدنا متفرقين ، هو يريد أن يفرق ليسود ، وتعلمون أنه رفع شعاراً في بداية القرن ما قبل الماضي فَرِّق تسد ، ولكننا الآن مفرقون ، فهيا أيها المستعمر لتسود فنحن جاهزون ، كنت تسعى على تفريقنا ففرَّقنا أنفسنا من غير سعي منك ، فهيا فكن سيداً علينا ، فرق تسد لأننا متفرقون لذلك يستهدفنا عدونا ، وأمر آخر لأننا مسلمون ، نعم أيها الإخوة ، لأننا مسلمون ولكن للأسف الشديد لا نعطي إسلامنا حقه ( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ) البقرة : 120 سلوا الدستور الأوروبي المعدَّل ، والدستور الأمريكي الآن المعدل ينبئكم عن أن المسلمين مستهدفون من قبل الغرب لأنهم مسلمون ، ولكننا استهدفنا لإسلامنا غير أن علاقتنا مع الإسلام ليست جيدة ، ولكنهم يَستهدفوننا حتى للعنوان ، هل نتخلى عن الإسلام من أجل أن لا نُستهدف ؟ لا ، لا ، ولكن أريد أن نثبت الإسلام وأن ننمي الإسلام فينا ، لأننا إذا استهدفنا على أساس الإسلام وكنا مسلمين أقوياء في ديننا صمدنا ، صمدنا وكنا قوة غير قابلة للاختراق ، ومن كان مسلماً حقاً كان رب الإسلام معه ، وكان الله معه ، وكان الحق معه ، لأن الإسلام دين الحق .
نحن ستهدفون ثالثاً : لأننا نملك ثروات في أرضنا ، لأننا نملك نفطاً ، لأننا نملك حديداُ ، لأننا نملك ونملك ، ولأننا نملك شباباً ، وقلت لكم منذ أكثر من عشر سنوات : إن دوائر المخابرات الأمريكية والأوروبية سجلت في سجلاتها بأنها تخاف من الشباب الذي يتكاثر في المجتمعات الإسلامية . لأن شبابنا كثر ، لأننا نملك طاقة شبابية ، وهل بغير هذا ندافع عن حقنا في فلسطين ، سلاحنا شبابنا في فلسطين ، سلاحنا أولادنا في فلسطين ، قال لهم قائل منهم : إن الأرحام التي تولِّد شباباً مجاهدين منتفضين مصانع لا تستطيعون أن تبنوا مثلها ، ولكن أسائل شباب وطني عن غاياتهم ، عن أهدافهم ، عن وضعهم ؟ أين أنتم يا شبابنا ؟ هل تسخرون هذه الطاقة من أجل الدفاع عن الوطن ، من أجل تنمية الوطن ، من أجل تطوير الوطن ، من أجل الصمود في الوطن ، من أجل علاقة بالله قوية ؟! لأن شبابنا كثيرون . يشكون في أمريكا وفي أوروبا من قلة الشباب ، ولذلك قرأت البارحة أن أوروبا وأمريكا تدعو أناساً من هنا من بني جلدتنا لمجرد اتصافهم بصفة - لا أريد أن أفصح عنها - لمجرد اتصافهم بصفة من أجل أن يكونوا حائزين على الجنسية الأمريكية والأوروبية ، ولكن يشترطون مع هذه الصفة أن يكون هذا الإنسان في سن الشباب . لا أريد أن أرعب أحداً ، ولكن القضية خطرة ، وإذا لم نتلافى التقصير فسنقتحم ، ولا يكفي الادعاء ، ولا يكفي أن نتكلم شعارات ، ولا يكفي أن ندندن ونطنطن بقوة مزعومة ، بل علينا فعلاً أن يتعاون الجميع ، أن يتضافر الجميع ، أن تكون الدولة والشعب على صلة متينة ، أن يتعاون أهل الحكم مع الشعب ، والشعب مع أهل الحكم من أجل وطن قوي ، من أجل وطن مدعوم من الله عز وجل ، من أجل وطن مستقل يأكل ما يزرع ، ويلبس ما يصنع ، وصلته فيما بين أبنائه صلة قائمة على الوفاء ، على الحصانة ، على الرعاية ، على الحماية ، وإلا فالخسارة أمامنا كبيرة ، لا نريد أن نخسر ، نريد أن نتعظ ، نحن لا نريد أن نقاتل أحداً ولكننا نريد أن نقاتل الفرقة التي استحكمت بيننا ، نريد أن نقاتل الجهل الذي انتشر فينا ، نريد أن نقاتل الأمراض المستشرية فينا ، وبعد ذلك يأتي قتالنا عدونا سهلاً ، لأن الأمة التي لا تتماسك في داخلها ، ولا تتعافى في داخلها لا يمكن أن تنتصر على عدوها الخارجي ، الانتصار على العدو الخارجي نتيجة تلقائية لانتصارنا هنا على كل ما يؤذينا ، لتلافي التقصير ، نتيجة حتمية ، ونتيجة تلقائية بفضل الله عز وجل لأن الله قال : ( إن تنصروا الله ينصركم )
محمد : 7 كيف ننصر الله ؟ ننصره بالأخوة فيما بيننا ، لأن الله يريد منا ذلك ، ننصره بالعلم ، لأن الله يريد منا أن نكون على قدر كبير من العلم ، ننصر الله عز وجل من خلال ارتباط قوي به ، لأنه من كان مع الله كان الله معه ، ننصره بالقضاء على كل المفاسد الاجتماعية التي تؤثر على أخلاق شبابنا ، التي تؤثر على أخلاق فتياتنا ، التي تؤثر على أخلاق أطفالنا ، ننصره بكل هذا ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) محمد : 7 ، و ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ) آل عمران : 160 .
أيها الإخوة : المعركة الداخلية مع الفساد ، مع الأمراض ، مع الفرقة ، مع الجهل ، مع الاتهام ، مع التحريش ، مع الغيبة ، مع النميمة ، هي أساس وهي البنية التحتية للنصر على العدو .
نتوجه إلى أمريكا التي تحاول أن تستصدر قانون محاسبة سوريا ، نقول لها : لماذا ؟ تقول : لأننا نساند الإرهاب ، ولأننا نمتلك أسلحة دمار شامل . من نساند ؟ نساند ضعفاء ، نساند أصحاب حق ، نساند أناساً شردوا من أرضهم ، نساند أناساً لهم كل الحق في أرضهم ، وهذا الكلام ليس من باب الادعاء ، وابحثي أيتها الولايات المتحدة ابحثي عن تاريخ فلسطين . هؤلاء المشردون نريد أن نعيدهم إلى بلادهم ، إلى أرضهم ، إلى حقهم . هل هذه المساندة هي مَعَرَّة ، هي تِرَة ؟! لأننا نساند المقاومين ، أو نساند المشردين ، نساند الضعفاء ، وأمريكا تساند المعتدي ، وأمريكا تساند إسرائيل ، وإسرائيل في عرف المؤرخين وفي عرف العقلاء معتدية شئنا أم أبينا ، ولولا اعتقادنا بذلك ما قاتلناها ، نحن لا نقاتل هواية ، ولا نقاتل حباً في القتال ، نحن لا نحب القتال ( وهو كره لكم )
البقرة : 216 هكذا قال الله تعالى ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) البقرة : 216 لا نقاتل حباً في القتال ، ولا يقاتل إخواننا في فلسطين حباً بالقتال ، ولكن يقاتلون لأنهم قوتلوا ، لأنهم شردوا ، لأنهم هوجموا ، لأنهم حوصروا ، لأنهم قتلوا ، لأن نساءهم قتلت واستبيحت ، لأن أراضيهم جرفت ، لأن بيوتهم هدمت ، يقاتلون دفاعاً ، بل أقل الدفاع عن أنفسهم . والأمر الثاني أمريكا قالت : لأننا نملك أسلحة دمار شامل . يا بؤسك يا أمريكا ! هل نحن نملك أسلحة دمار شامل ؟ نحن جاهزون كما قال الناطقون باسم دولتنا ، نحن جاهزون من أجل تفتيش ولكن عليكم أن تفتشوا هذا الكيان الغاصب الآثم ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) سبأ : 24 إن إسرائيل المعتدية هي التي تملك أسلحة دمار شامل ، أما نحن فلا نملك أسلحة دمار شامل بل نحن ندمر بعضنا بعضاً ، بل نحن يدمر الواحد منا الآخر ، أين أسلحة الدمار الشامل ، ولو كان عندك أيتها الولايات المتحدة أدنى دليل صادق لكشفت الأمر ، لكشفت وتحدثت ولكنك تتهمين ، وفي إطار الاتهام فقط تستمرين ، ولا أكثر من اتهام . أنا لا أريد أن أتحدث في السياسة ولكنني أريد أن أوقظ نفسي لأيام ستأتي قد تكون هذه الأيام تحمل إشكاليات وإشكاليات ، نريد أن نتجهز لها ، أن نكون على مستوى الأيام الصعبة القادمة من حيث التماسك ، من حيث التلاحم ، من حيث القوة ، من حيث العلم ، من حيث التطوير ، من حيث التعاون بين الدولة والشعب ، من حيث التباذل ، من حيث الوفاق ، نريد من مسؤولينا أن يعيشوا هموم الشعب ، أن يعيشوا هموم أولئك الناس ، أن يكونوا على تماس لما يعيشه الفرد منا ، حتى نكون لحمة واحدة وكتلة واحدة وأمة واحدة ، ونحترم وبكل وضوح ، نحن نحترم في هذا الوطن كل أبنائه على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم وأديانهم ، لأن هذا الوطن يضم أنواعاً متنوعة وكلهم محترمون ، وكلهم لهم حقوق وواجبات ، لا نفرق بين مواطن وآخر مهما كان دينه ، مهما كان مبدؤه ، مهما كان عرقه ، مهما كان ، لا نفرق بين مواطن وآخر ، وعلى الجميع أن يثبتوا صدق انتمائهم لهذا الوطن من خلال الدفاع عنه ، من خلال تطويره ، من خلال تنميته ، من خلال العمل على ازدهاره ، من خلال التضحية من أجله ، من خلال الوفاء له ، وإلا فالوطن ليس من أجل نفع محض ، وليس من أجل ادعاء وشعار ، وإنما الوطن من أجل عمل ، ومن أجل جهاد ، ومن أجل متابعة ، ومن أجل حصانة ، ومن أجل رعاية ، ومن أجل تضحية إن لزم الأمر ، فالذي يقتل دون عرضه فهو شهيد ، والذي يقتل دون أرضه فهو شهيد . الله أسأل أن يحفظ بلادنا من كل مكروه ، وأن يحفظ سوريا من كل فرقة ، ومن كل تحريش ، ومن كل اتهام ، ومن كل غيبة ، ومن كل نميمة ، أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لنكون إخوة على مستوى الإسلام ، ومواطنين أوفياء على مستوى الوطن ، أسال الله أن يجعلنا من الذين يسعون لخدمة الإنسان ، وبناء الأوطان ، وإرضاء الديان ، نعم من يسأل ربنا ، ونعم النصير إلهنا ، أقول هذا القول وأستغفر الله .

التعليقات

شاركنا بتعليق