آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
ترك الشبهات من دروس رمضان

ترك الشبهات من دروس رمضان

تاريخ الإضافة: 2005/10/14 | عدد المشاهدات: 3711

أما بعد ، أيها الأخوة المؤمنون الصائمون :
يا من صمتم وقمتم ، وأسأل الله أن يجعل صيامكم وقيامكم مقبولاً ، وطوبى لنا إذ قبلنا وإذ نقبل .
أيها الأخوة الصائمون :
لا شك في أن رمضان مدرسة ، هكذا نقول مدرسة تربوية من الطراز الأول ، ويبحث الإنسان في هذه المدرسة عن دروس يحتاجها حتى يتعلمها لتكون له زاداً في حياته ومسيرته ، ومن الدروس التي يمكن أن يَفيد الإنسان منها في رمضان درسٌ على جانب من الأهمية ، هذا الدرس هو – وقبل أن أقوله – أقول إنه درسٌ نافع للشباب ، درس مفيد لأولئك الذين يريدون أن يبنوا أنفسهم وأن يجعلوا من أنفسهم في عِليّين على مستوى العطاء ، هذا الدرس هو من أجل - كما قلت لكم الشباب بشكل خاص ، ومن أجل الإنسان المسلم بشكل عام - لعلي أشير إليه من خلال حديث نبوي شريف ، ولعل الشباب يلمسون هذا الذي سأفصح عنه بعد أن أذكر الحديث الشريف . يقول صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في الترمذي : " لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يَدَع ما لا بأس به حذراً مما به بأس " لعل الفكرة التي أريد إيصالها إليكم وصلت بعض الشيء . أقول تمهيداً للدرس الذي نريد تلقيه : للشر مساحة ، وللخير مساحة . وللمساحة هذه أي لمساحة الخير وجيبة ولمساحة الشر وجيبه . أرأيتم : لو أن إنساناً منا أراد أن يبني كما يفعل الناس اليوم بناءً يترك حول البناء وجيبه هكذا يسميها المهندسون ، والوجيبة هذه عبارة عن سياج وحصانة للبناء ، لمساحة الخير وجيبه ولمساحة الشر وجيبه ، علينا أن ندخل إلى وجيبه مساحة الخير بسرعة ، وعلينا أن لا نقترب من وجيبه مساحة الشر . علينا أن نبتعد عن وجيبه مساحة الشر ، علينا أن لا نهرب فقط من مساحة الشر ولكن علينا أن نهرب من وجيبه مساحة الشر ، علينا أن نحتاط ، بعبارة موجزة علينا أن نحتاط لديننا ، ليس ذلك على سبيل الحِلّ والحُرمة ولكن على سبيل التربية والبناء ، بناء الشخصية ، علينا أن نحتاط ، وعندما أقول علينا أن نحتاط أؤكد الحديث الذي قاله عليه وآله الصلاة والسلام وأكرره : " لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس " فلتكن محتاطاً لدينك أيها الشاب . أنا لا أنهاك عن المباح على سبيل الحل والحرمة ، ولكني أنهاك عن المباح على سبيل الاحتياط لدينك ، لا أنهاك عن السَّهر على سبيل الحل والحرمة فأنت تقول لي بأن السهر حلال ، ولكني أنهاك عن السهر من أجل التربية والبناء ، لأن السهر المباح ، سيؤدي المباح حتماً إلى أمر غير مباح ، لا أنهاك عن اللهو المباح في طريق بناء شخصيتك لأن اللهو المباح هو مباح ، لا أنهاك عنه على سبيل الحل والحرمة ، لا أقول لك إن الحلال حرام ، حاشا لله . لكنني أنهاك عنه من أجل أن تحتاط لدينك على سبيل التربية ، من أجل أن تحافظ على دينك على سبيل التنشئة والتكوين . فلنذكر جميعاً في هذا المقام حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل والمعروف والذي يرويه البخاري ومسلم : " إن الحلال بيِّن ، وإن الحرام بيِّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وأن حِمى الله محارمه " فابتعد عن الشبهات خشية الوقوع في الحرام ، وإياك والشبهات يا أيها الشاب الذي تريد أن تبني نفسك وِفْقَ خط شرع ربك الذي يريد لك في النهاية أن تكون عبداً خليفة صادقاً واعداً ، أن تكون مؤمناً مخلصاً ، أن تكون عاملاً ، أن لا تكون ضائعاً ، أن لا تكون تائهاً ، أن لا تكون مضيعاً ، دع الشبهة والمساحة المباحة كما قلت ليس على أن هذه المساحة حرام ولكن على سبيل أن ذلك مرفوض من أجل تربية حرة قوية متينة لشبابنا ، لأبنائنا ، لجيلنا ، ولا نريد لجيلنا أن يرتَعَ في المباحات فسيؤدي ذلك به إلى أن يدخل مساحة الحرام ، لا نريد لشبابنا أن نترك له مساحة المباح مفتوحة باستمرار ، ولكننا نريد ومن باب التربية وليس من باب الحرام ، فأنا - والعياذ بالله ، وحاشا - لا أحرم الحلال ، ومن يحرم الحلال كمن يحلل الحرام . أتوجه إلى الشباب من أجل الاحتياط التربوي ، فالحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات ، واني قائل لكم : أوَليس الله قد قال :
﴿ كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون البقرة : 183 إن ثمرة الصيام تقوى ، وقد قلت في البداية إن ثمرة الحديث الشريف الذي يرويه الإمام الترمذي : " لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس " أرأيتم إلى العلاقة بين الصيام وبين الاحتياط ؟ إنها علاقة فعله بثمرة والتقوى ثمرة ومن مقتضيات التقوى أن تكون محتاطا في دينك . يروي البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مرة في طريق فرأى تمرة نظيفة فأمسكها بيده الشريفة ، - وهذا مروي في البخاري ومسلم ، انظروا إلى الاحتياط الذي أنشده وأطلبه - فامسكها بيده وقال : " لو لا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها " احتاط لنفسه والأنبياء كما تعلمون عليهم صلوات الله وسلاماته لا يأكلون الصدقة ، فقال : " لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها " أرأيتم إلى الاحتياط في قضية بسيطة جداً ! ربما إذا فصلنا قلنا : هنالك احتمال أن تكون من الصدقة ، وهنالك احتمال أن لا تكون من الصدقة ، لكن الاحتياط دفع سيدي رسول الله من أجل أن يقول ، من أجل أن يبتعد عما لا بأس به حذراً من أن يقع فيما به بأس ، فاحتاطوا لدينكم يا شبابنا ، احتاطوا لأخلاقكم ، احتاطوا لأماناتكم ، احتاطوا لجدّكم ، لعملكم ، لا أريد من شبابنا أن يرتعوا في المباحات ، ولا أريد لشبابنا أن ينساقوا في مساحات المباح ، ولا أريد لشبابنا أن يتركوا لأنفسهم العنان في ميدان المباح ، بل أريد لشبابنا من أجل تكوين قوي متين أن يأخذوا أنفسهم بالشدة ، لا تنظروا أيها الشباب إلى أجيال تكبركم ، لا تنظروا أيها الشباب إلى أناس يتقدمونكم بالسن ولكن انظروا إلى أنفسكم ، لأنكم إن كنتم ترتعون في مساحات المباح فستصلون حتماً إلى مساحات الحرام ، عندما تكونون في سن هذا الذي ترونه الآن في مساحة المباح هو يكبركم بعشر سنوات على سبيل المثال وأنتم ترونه الآن في مساحة المباح وتحتجون به وتقولون هذا رجل دين مسلم وهو في مساحات المباح يعيش ويرتع وينعم فما بالك تنهاني أنا عن أن أرتع كهذا في مساحات المباح ! أقول له : انظر إلى السنوات العشر فستأتي هذه السنوات لترتع في الحرام لأنه يكبرك بعشر سنوات فهل تضمن في خلال هذه السنوات أن تبقى في مساحات المباح أم أن ذلك سيؤدي بك إلى أن تكون في مساحات الحرام ، لأن التساهل يبدأ من درجة المباح ولا يبدأ من درجة الحرام ، هكذا يقول علماء التربية : التساهل يبدأ من الاستهانة بالمباح ليؤدي بذلك إلى الاستهانة بالمحرم أي إلى فعل المحرم .
يروي الإمام أحمد عن وابصة رضي الله وقد جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له النبي : يا وابصة تسألني أم أخبرك بالسؤال الذي تحمله ؟ قال : بل أخبرني يا رسول الله . فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : يا وابصة جئتَ تسأل عن البر ؟ قال : نعم يا رسول الله . قال : البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في نفسك ، وتردّد في صدرك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس ، استفتِ قلبك وإن أفتوك وأفتوك " وفي رواية : " استفتِ قلبك وإن أفتاك المفتون " البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، فافعلوا يا شبابنا ما تطمئن إليه قلوبكم وأنفسكم ولا تعملوا هذا الذي يَحيك في صدروكم ، " والإثم ما حاك في نفسك وتردد في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ، استفتِ قلبك وإن أفتوك " في كل مباح استفتِ قلبك ، لا نريد لهواً ، ولا نريد توسعاً في المطاعم ، أي في المطعم ، في المأكل ، لا نريد توسعاً في الطعام ، لأن التوسع في الطعام المباح سيؤدي بنا إلى أن نرتكب الحرام بعد أن نفقد بعض هذه الألوان من الأطعمة ، كم نتحدث فيما بيننا عن فائدة الصيام على مستوى صحة الجسم وصحة الروح ، ويقول بعضنا لبعض : يا أخي رمضان فرصة لصحة جسمية وروحية ، ولكننا نشعر - هكذا يقول بعضنا على سبيل التسلية ، وكأن هذا الكلام لا يؤثر فيه ولا يجعل من هذا الإنسان إنساناً مرتدعاً بقول هذا الإنسان لأخيه - كم نأكل في رمضان أكثر مما نأكل في غير رمضان ، سبحان الله بدلاً من أن نصوم في رمضان نحن نأكل الآن على الفطور وفي السحور أكثر مما نأكل في غير رمضان ، نذكر هذا الكلام على سبيل التسلية لا أكثر ولا أقل ونحن نشعر بفداحة هذا الذي نفعل ، ولا نرتدع ، ولا نرعوي ، ولا نتنبه ، ولا نعود إلى رشدنا ، كم من قائل منا يقول هذا الكلام لأهله ، لأولاده ، لجيرانه ، لأصدقائه ، احتاطوا أيها المسلمون ، أيها الشباب ، لا أريدك أيها الشاب ، لا أريدك أيتها الفتاة ، لا أريدك غير محتاط وغير محتاطة ، لا تمشين في الشوراع ، لا تذهبن بعد صلاة التراويح إلى جلسات لهو وأنت في سن الشباب لأن ذلك سيؤدي بك حتى ولو كانت - وأنا أتكلم عن جلسات لهو مباحة ، ولا أتكلم عن جلسات لهو محرمة ، فتلك الكلام عنها لا يمسنا لا من قريب ولا من بعيد ، إنما أتكلم ناصحاً الشباب أن لا يذهبوا إلى أمكنه اللهو المباح ، فسيؤدي بهم في طور التربية إلى أن يَلِجوا الحرام ، إلى أن يرتعوا في الحرام . احتاطوا يا أيها الشباب ، وعليكم دائماً أن تحصنوا أنفسكم بالصيام ، فكيف إذا كان هذا الذي تحصنون به أنفسكم سبيلاً إلى المباح الواسع ، ومن ثم سيكون سبيلاً إلى الحرام لا سمح الله .
لقد دعانا رسول الله إلى أن نحصن أنفسنا بالصيام فقال : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " فما بالنا نجعل من الوِجاء طريقاً وسبيلاً وذريعة إلى ارتكاب المباح الواسع ، ومن ثم إلى ارتكاب الحرام . لقد احتاط الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم فكانوا بعد هذا الاحتياط رجالاً ذكرهم الله عز وجل ذكراً حسناً جميلاً في كتابه ، فقال عنهم :
 ﴿ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً
الأحزاب : 23 أعجبتني أبيات للشيخ الرواس يتحدث عن أولئك المؤمنين الذين صدقوا فقال :

ما الفخر إلا للذين تواضعوا          لله و انقطعوا عن الأغيار
    صدقوا له فتنورت أسرارهم           والصدق يبدي النور في الأسرار
عجباً لهم في الليل في خلواتهم          غسلوا الثياب بمدمع مدرار
طلبوا الحبيب بأنفس قدسية             محفوفة الإيراد والإصدار
إني على العهد القديم وحبهم           ديني وكعبة مهجتي ومساري

فيا شبابنا : مَن منكم يقوم في رمضان فيبكي ؟ مَن منكم في رمضان يقوم فيناجي ربه ؟ من منكم في رمضان يقرأ القرآن في الليل والناس في لهو ، ولا أقول والناس نيام ؟ لأن الناس في رمضان بشكل عام للأسف لا ينامون ، من منكم يمسك القرآن في وقت يمسك غيره هنا وهناك لا أقول ما يغضب الله ولكن إما أن يؤدي به إلى ما يغضب الله فيما بعد ؟ يا شبابنا : من منكم في صيامه يطبق حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك " من منكم يا شبابنا يحاسب نفسه عند الإفطار وبعد الإفطار ، يحاسب نفسه كم نظرة نظرها في ما لا يرضي الله ، كم مرة امتدت يده إلى أمر لا يرضي الله عز وجل فيتوب ويبكي ؟ من منا من جلس بينه وبين نفسه واستغفر ربه ؟ لا أريد أن أسأل كل واحد منا لكنني أؤكد مسائلاً وناصحاً : يا شبابنا من منكم له جلسه استغفار بينه وبين نفسه ؟ ولا أريد جلسه استغفار عامة فالجلسات العامة نافعة ولكن يجب أن تؤسس على جلسات خاصة بينك وبين ربك ، أريدك باكياً في محرابك الخاص ، أريدك مستغفراً في محرابك الخاص . إن هذه الجلسات الخاصة مع الله هي التي ستجعل منك في المستقبل إنساناً منشوداً مؤمناً عالي الهمة رفيع المستوى لا يُساوِم على دينه ولا يساوم على عقيدته ولا يساوم على وطنه ولا يساوم على أرضه ولا يساوم على عرضه ، إن هذه الجلسات يا شبابنا هي التي تجعل منك إنساناً رغم كل المغريات لتقول ما قاله قبلك سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام : ﴿ معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي يوسف : 23 معاذ الله إن هذا الاحتياط الذي أطلبه منك هو الذي يجعل منك إنساناً مؤمناً قوياً صلباً تقف أمام كل الدنيا التي تريد أن تجعل منك إنساناً زائغاً تستعلي عليها استعلاء المؤمن الذي أعلاه ربه عز وجل ، هكذا نريدكم أيها الشباب ، لا نريد طاقات مهدورة في مساحات المباح التي لا تنبت إلا ما لا يضر ولا ينفع في أحسن أحوالها ، نريد أن تغرسوا أنفسكم في مساحات تستنبت نافعاً ، يستنبت فيها ما ينفع الناس ، ولا نريد أن تغرسوا أنفسكم في أرض لا يستنبت منها إلا الذي لا يضر ولا ينفع ، وسيكون في النهاية يضر وسيضر في النهاية .
أختم حديثي بقصة عن سيدنا أبي بكر الصديق وقد جاءه مرة غلامه بطعام فأكله سيدنا أبو بكر ، ثم بعد ذلك قال الصديق مستدركاً للغلام : من أين أتيت بهذا الطعام ؟ فقال هذا الطعام هو أجرة كهانة - والكهانة مرفوضة - تكهنت بها في الجاهلية في وقت لم تكن الكهانة محرمة ، هكذا كان يريد أن يقول الغلام لسيده الصديق ، وإذ بسيدنا أبي بكر يضع أصبعه في فمه ويلقي من فمه بكل ما أكل ويبكي ويرفع يديه إلى السماء ويقول : اللهم إني أستغفرك وأعوذ بك مما خالط الأمعاء وبلل العروق . لأن هذا وإن كان مباحاً إلا أنه سيؤدي ربما إلى الحرام ، رفع يديه وقال : اللهم إني أستغفرك وأعوذ بك مما خالط الأمعاء وبلل العروق . أوَ تفعلون مثل هذا يا شبابنا ، أم إننا اتسعنا في مقام الطيبات وحَسِبنا أنها الطيبات التي دُعينا إلى أن تكون أمام أعيننا ، نصبوا إليها . لا يا إخوتي ليست هي هذه الطيبات التي وُعدنا بها ، إنما الطيبات التي ستكون إن شاء الله عند ربنا في جنات الخلد ، ولا أريد لأحد منا أن يقول : أتمنعنا يا شيخنا من الطيبات ؟! نعم يا شبابنا وبكل وضوح : أنا لا أريد لشبابنا طيبات الدنيا حتى لا يقال : أذهبتم طيباتكم في الحياة الدنيا . على سبيل التربية ، على سبيل التكوين ، أنا لا أريد لشبابنا طيبات الدنيا ، وإنما أريد لهم نفوساً كبيرة تكبر بالإسلام ، وتعظم بالإسلام ، وتعظم بالقرآن الكريم ، وتنظر إلى بعيد ، إلى مرضاة الله عز وجل ، وتنظر إلى بناء الأرض ، وبناء الوطن ، فالوطن وبكل بساطه لا يبنيه ولا يحفظه ولا يصونه أناس توسعوا في الطيبات ، إنما الذي يحفظه أناس جادّون وضعوا أمام أعينهم أن يأخذوا أنفسهم بالشدة حتى يبنى الوطن ، وحتى تبنى الأرض ، وبالتالي حتى تكون لهم الجنة عند ربهم التي أعدت للمتقين . اللهم اجعلنا ممن يحتاط في دينه ، اللهم هيئ لشبابنا تربية جادة يسعون من خلالها إلى بناء أنفسهم ومجتمعاتهم وفق ما يرضيك ، نعم من يسأل ربنا ونعم النصير إلهنا ، والحمد لله رب العالمين .

التعليقات

شاركنا بتعليق