آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
حجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

حجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

تاريخ الإضافة: 2005/12/23 | عدد المشاهدات: 3063
أما بعد، أيها الإخوة المؤمنون المسلمون: هذه الأيام وهذه الأشهر هي أشهر الحج، وربي جلت قدرته قال: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) البقرة: 197 لا شك في أن بعضاً منكم قد عقد العزم على أن يؤدي فريضة الحج أو أن يعيد الكرة في أداء هذا الركن العظيم، ولا شك في أن أولئك الذين عقدوا العزم على أن يذهبوا لأداء فريضة الحج لم يذهبوا بعد وسيذهبون بعد، أيام وربما خلال الأسبوع القادم سيذهب معظمهم، لذلك قلت بيني وبين نفسي لأقرأ على أولئك الذين سيذهبون فريضة الحج كما أداها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي نفس الوقت سيستمتع أولئك الذين لم يُكتب لهم الذهاب للحج هذا العام، وما أجمل أن يعيش الإنسان بعض الوقت وهو يقرأ ويعايش حركات ذلك النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو القدوة والأسوة والمرتضى والمعظّم من البشر، وهو الذي يجب أن نتعرف عليه وعلى حركاته وسكناته، على سلوكه وأقواله لأن الإنسان من غير أسوة ضائع، وإذا كانت أسوته غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو تائه حائر. اسمحوا لي أن أحكي لكم وأنقل على مسامعكم حجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح مسلم، وكما رواها جابر رضي الله عنه وأرضاه. قال جابر: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاجّ فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتمَّ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف أصنع – وقد أضحت هذه المرأة نفساء – قال اغتسلي واستثفري بثوبٍ وأحرمي. فصلّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، فأهلَّ بالتوحيد ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) قال جابر رضي الله عنه لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) البقرة: 125 فجعل المقام بينه وبين البيت. ويروى أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ في الركعتين: (قل هو الله أحد) الإخلاص: 1، و (قل يا أيها الكافرون) الكافرون: 1 ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ: (إن الصفا والمروة من شعائر الله) البقرة: 158 أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبّت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طوافه على المروة فقال: لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة – الرسول عليه السلام أهل بالحج دون العمرة لكنه قال من لم يسق الهدي معه فليتحلل على سبيل التمتع، والتمتع أن تقوم بأعمال العمرة وتتحلل من العمرة ثم بعد ذلك تنوي الحج – فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصابعه واحدة في الأخرى وقال دخلت العمرة في الحج (مرتين) لا بل لأبد أبد، وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وآله وسلم – فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: ماذا قلت حين فرضت الحج ؟ أي حين نويت الحج، هل نويت العمرة أم نويت الحج – قال قلت اللهم إني أُهلّ بما أهل به رسولك قال رسول الله : فإن معي الهدي فلا تحل قال فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم مئة، قال فحلَّ الناس كلهم وقصروا إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة، في عرفات، فسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس، وأضحى الوقت وقت الظهر، أمر بالقصواء فرحلت له، أي هيئت له، فأتى بطن الوادي، أي أتى إلى جانب جبل الرحمة في عرفات إلى بطن الوادي بالنسبة إلى جبل الرحمة، فخطب الناس، وهي خطبة عرفة وهي خطبة الوداع كما يسميها علماء السيرة، وقال : "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، وليسمع العالم وعلى رؤوساء الدول وعلى المسؤولين في عالمنا العربي والإسلامي أن يخطبوا هذه الخطبة يوم العيد أمام شعوبهم وأن يعلنوها انتساباً وولاء لسيد البشر محمد عليه وآله الصلاة والسلام، "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، علينا أن نعلن هذا الإعلان، فكل ما يَمُتّ إلى الجاهلية موضوع تحت أقدامنا ولنرفض الجاهلية، والجاهلية عهر، والجاهلية فساد، والجاهلية كَبْت، والجاهلية قتال بين الإخوة، والجاهلية ظلم، والجاهلية اغتيال، والجاهلية ظلم وجور يصدر من الأخ لأخيه ومن المواطن لمواطنه، "ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول رباً أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرّح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، يا أمة الإسلام يا رؤوسائنا يا حكامنا يا قضاتنا يا أبناءنا يا مثقفينا أجدد دعوتي لكم من أجل التزام كتاب الله، فكتاب الله سر نجاحنا، أي تلاوته، أي قراءته، أي اتباعه، أي تدبره، إن كتاب الله سر نجاحنا أوليست الأمم بشكل عام تفخر بدستورها، إن الأمة السويسرية على سبيل المثال تفخر بدستورها أمام الدول الأوربية وهي تطبق دستورها فما بالنا لا نعلن، وأنا أتكلم باسم الرؤوساء والقضاة والحكام فلم لا نعلن وبكل صراحة ولاءنا لدستورنا الذي رضيه الله لنا وهو القرآن، لأن النبي عليه وآله الصلاة والسلام قال في خطبة الوداع: " وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ أتمنى من المسؤولين أن يقفوا أمام شعوبهم وأن يقولوا هذه الكلمة وأن يكونوا صادقين أمام شعوبهم كلها، أتمنى من هؤلاء على اختلاف مساحاتهم وعلى اختلاف مستويات مسؤولياتهم أن يقفوا أمام شعوبهم ويقولوا إنكم ستسألون عنى فماذا أنتم قائلون؟ حتى يتبن لهؤلاء وأن يكون الأمر بكامل الحرية والأريحية فرسول الله قال ذلك بكل قوة وصراحة ويعلم من بعده من سيقف موقف المسؤول أمام الناس وأنتم تسألون عني أمام الله وأمام الناس فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد، (ثلاث مرات) ونريد من شعوبنا أن تقول حينما تسأل من قبل رؤوسائها وأنتم ستسألون عني أتمنى أن تكون إجابات الشعوب: بلّغتَ وأدّيتَ ونصحتَ، لا أن تكون ظلمتَ وجُرتَ ولم تقدم للناس خيراً، أتمنى أن تكون إجابات الشعوب بلغت وأديت ونصحت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد (ثلاث مرات) لأن ألسنة الخلق عندما تكون حرة هي أقلام الحق، ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصلِّ بينهما شيئاً، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس، في يوم عرفة، وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئاً ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – ليتني كنت معك يا سيدي يا رسول الله وأنت تقوم بهذه الفريضة حق القيام، ما أروعك، ما أعظمك، ما أرحمك، ما أبهى قيامك بالفريضة - ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى طلع الفجر – فجر يوم النحر – وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً، فدفع قبل أن تطلع الشمس وأردف الفضل بن عباس حتى أتى بطن محسر فحرك قليلاً، فهو وادي الشيطان كما يقال، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بيده، وكأن في ذلك إشارة إلى أن النبي سيعيش ثلاثاً وستين سنة، ثم أعطى علياً فنحر ما غبر وأشركه في هديه ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأفاض إلى البيت، فطاف طواف الإفاضة، فصلى بمكة الظهر فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلواً فشرب منه. هذه حجة النبي عليه الصلاة والسلام كما رواها جابر رضي الله عنه وأرضاه خروج من المدينة، إحرام حيث الميقات، ثم طواف حول البيت، وسعى من الصفا والمروة، ثم خروج إلى منى يوم التروية، ثم بعد ذلك ذهاب إلى عرفات في فجر يوم عرفات، ثم دعاء في عرفات وبعد غروب شمس يوم عرفة توجه إلى مزدلفة وقضاء الليلة في مزدلفة ليلة يوم النحر يوم العيد ثم بعد ذلك في الفجر هب عليه الصلاة والسلام للصلاة وتوجه إلى المشعر الحرام وتوجه إلى الجمرة الكبرى فرمى سبع حصيات ثم توجه إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بدنه ثم بعد ذلك عاد إلى البيت فطاف الإفاضة وانتهى بذلك الحج وعاد بعدها إلى منى ليرمي جمرات أيام التشريق وأيام النحر. هذه حجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأتها على مسامعكم لأمرين اثنين: الأمر الأول: من أجل أن ترتسم هذه الفريضة بالشكل الصحيح في أذهانكم. الأمر الثاني: أردت من خلال ذلك أن أشوقكم لقراءة سيرة النبي عليه وآله الصلاة والسلام من كتب السيرة الموثوقة وأن يكون ذلك دَيْدناً لكم، وأغتنم كل فرصة كهذه الفرصة من أجل أن أدعوكم لقراءة السيرة على أنفسكم وأمام أولادكم وأمام أزواجكم وأكرر لا أريد الاكتفاء بما تسمعون أو تشاهدون من حلقات دينية في التلفاز أو المذياع ولكني أحضكم على القراءة من الكتاب بتأنٍّ، فالقراءة هي السبيل الوحيد للعلم ولا يمكن أن يكون التلقي من التلفاز أو السماع من المذياع سبيلاً للعلم إنما هو في أحسن أحواله سبيل للاطلاع العام، أما أن يكون سبيلاً للعلم فهذا لم يقل به أحد من علماء النفس ولا من علماء التعلم ولا من علماء المعرفة. أدعوكم إلى القراءة ومن لم يكن على اطلاع بالقراءة فليستمع بأناة لمن يقرأ وليقل لولده، لحفيده، لجاره، لزوجته، لزوجها ليقل: أسمعني حجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسمعني خطبة النبي في حجة الوداع أسمعني ما يتعلق بحركة النبي في غزوة بدر والخندق و... أتمنى ذلك لقد جهلنا ديننا وانعتقنا من مسؤولياتنا المعرفية والعلمية عن ديننا، أتمنى من شبابنا، من رجالنا، أتمنى أن يخصصوا ربع ساعة، نصف ساعة لقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلا وليس الأمر توبيخاً وإلا فادّعاءكم بأنكم من محبي النبي سيبقى ادعاء وربما انقلب تِرَة، والترة بعض الوبال. أحضكم وأحثكم وأناشدكم وأطلب منكم وأرجوكم أن تقرأوا سيرة رسول الله، لقد خلت صدورنا من رسول الله فملأنا صدورنا من سواه أفيجوز هذا ؟! أنا لا أريد أن أنبه أو أوبخ أو أحذر، أنا أريد أن أصف ولعل في الصفة تنبهاً. أرأيتم إلى اهتمامات كثير منا اليوم بشكليات قد لا تكون ضمن خط الترقي الروحي والنفسي الذي ننشده، أرأيتم إلى اهتمامات بعضنا باحتفالات رأس السنة على سبيل المثال، أنا لا أقول احتفلوا أو لا تحتفلوا وإنما أقول لماذا يحتفل منا من يحتفل ولكنه حينما يطلب منه أن يقرأ سيرة النبي يعدل عن ذلك؟ لماذا يا إخوة أتحبون رسول الله؟ الجواب نعم. إذا كنتم تحبون رسول الله فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وأول البراهين تعرف على هذا الذي تحبونه وإلا فسّروا لي ماذا يعني حباً لشخص وأنت لا تعرف هذا الذي تدعي حبه؟ قل لي ما قيمة هذا الحب إن كنت تحب من لا تعرف؟ إن كنت تحب إنساناً عظيماً تعرّف عليه غير المؤمنين به وأنت المؤمن به لم تتعرف! عليه لذلك أكرر مناشدتي ومناداتي وطلبي ورجائي في أن تتعرفوا على النبي محمد عليه الصلاة والسلام لأن التعرف عليه فرض علينا لأن الله قال: (أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون) محمد: تعرفوا على نبيكم فإن في تعرفكم عليه خيراً لكم في الدنيا والآخرة في العقل وفي القلب وفي الروح، اللهم اجعلنا ممن يتعرفون على النبي وممن يحبون النبي وممن يقتدون ويتأسون بالنبي محمد عليه وآله الصلاة والسلام، نعم من يسأل أنت، ونعم النصير، أنت أقول هذا القول واستغفر الله.

التعليقات

احمد عسكر

تاريخ :2007/12/20

اللهم صلى على سيدنا محمد

شاركنا بتعليق