آخر تحديث: السبت 20 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
حوار صحيفة تشرين

حوار صحيفة تشرين

تاريخ الإضافة: 2006/04/13 | عدد المشاهدات: 2342

نشرت صحيفة تشرين الصادرة بدمشق ضمن صفحة ثقافة وفنون بتاريخ: الخميس 13 نيسان 2006 الحوار التالي:


المفكر الإسلامي الدكتور محمود عكام

الثقافة سلوك وعمل وليست تخزين معلومات أو حفظ غرائب

العدل يجلب الاعتدال والحرية تطرد العنف والتطرف

الإسلام لا يعادي الحداثة ما لم تتمرد الحداثة على القيم الثابتة وترفضها


صحيفة تشرين: بمناسبة اختيار حلب عاصمة الثقافة الإسلامية، كيف تنظر إلى هذا الحدث الهام؟

د. محمود: لا شك في أن اختيار حلب عاصمةً للثقافة الإسلامية حدث هام وسار، وسروره آتٍ من أهميته، فهو فرصة من أجل تعميق العناية في حلب، ولفت اهتمام أبنائها والمسؤولين إليها، وتسليط الضوء على العيش المشترك المتناغم بين مواطنيها على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم، وتقديم هذا النموذج إلى العالم كله عبر وسائل الإعلام وأدواته، ومن خلال رؤيته واقعاً حقيقياً من قبل الزوار والرّواد القادمين إلى حلب وقد اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية. ولعلي أؤكد هنا على ضرورة إعادة النظر في معنى الثقافة الإسلامية ليصار إلى إيضاح حدِّها ومدلولها، وأغتنمها فرصة لأذكر تعريفي للثقافة الإسلامية فهي: القدرة على تحويل المعطيات المعرفية القيمية الإسلامية إلى سلوك، فالثقافة - في النهاية - سلوك وحركة وعمل، وليست تخزين معلومات أو حفظ غرائب، أو سرد وقائع. ‏

يا ناس: حلب مدينة عريقة أصيلة متآلفة المواطنين، كان لها دور بارز في تواصل الحضارات ولقاء الشرق والغرب، وهي المدينة الوحيدة التي ترصف على رقعتها الآثار العمرانية المعبرة عن كل العصور غير الإسلامية والعصور الإسلامية بكل تجلياتها. الراشدي والأموي والعباسي والزنكي والمملوكي ووو... وهأنذا أناشد المسؤولين الكبار من أجل لفتة كريمة ذات رعاية وعناية جادتين إلى حلب، وليكن شعارهم هذه السنة: حلب قصدنا في البناء والعمران والتطوير والتحديث والتدعيم والترميم و... والله يحفظ حلب ومن رعى حلب. ‏

صحيفة تشرين: كيف ترى الواقع الإسلامي بشكل عام، من الناحية الفكرية وتطور الدراسات والأبحاث الإسلامية، ومن الناحية التنظيمية للمسلمين في أماكن وجودهم المختلفة؟ ‏

د. محمود: الواقع الإسلامي بشكل عام غير سار ولكنه يحمل تباشير سرور قادماً من خلال ما نراه من نشاط فكري وعلمي وثقافي ودراسي لدى بعض الأفراد وبعض المؤسسات العلمية والإعلامية، فصيحات الإصلاح بدأت تظهر وتتعالى هنا وهناك، إصلاح المؤسسات الدينية والمدارس الشرعية والقوانين العامة و... و.. إصلاح ينصب على المناهج لتكون متسمة بصحة الانتماء للشريعة الإسلامية، وبمواكبتها لروح العصر الراهن وعلى بعض المفاهيم التي خرجت عن دائرة دلالتها الإسلامية الصحيحة بفعل التقاليد والعادات والأعراف لتعود إلى دائرتها القرآنية الحقة والنبوية الموثقة الواعية لكل الإنسان في كل الأزمان. ولعل من أهم المفهومات التي تناولها الإصلاحيون هي: المرأة، الجهاد، التجديد، المواطنة والوطن، والحضارة، والحوار، والتأويل، والتفسير، والثوابت والمتغيرات، والسياسة، والاقتصاد، والوحدة، والأمة، والسلام... وسواها.. ‏

وهاأنذا بدوري أحيل القارئ إلى ما كتبته فيما أصدرته من مؤلفات عن هذه المفاهيم فأذكر له كتابي: (من مقولات الفكر الإسلامي)، و(الإسلام والإنسان)، و(من ذاكرة التمرد)، و(حوار مع الصحافة). وسيجد القارئ في هذه الكتب ما يساعده على رؤية بعض نشاطات الإصلاحيين أو الاطلاع على أنموذج متواضع من عدد من النماذج المنتشرة على مساحة العالم العربي والإسلامي.

أما الناحية التنظيمية فما زالت ضعيفة وسواء أكانوا دولاً أم جماعات أم حركات أم أقليات، وهم بحاجة ماسة إلى خطط معاصرة لتوحيدهم، ومنظمات جادة تضمهم وتجمعهم، وعلى الجميع أن يعمل من أجل تقديم مشروعات وحدوية تعاونية قابلة للتطبيق، والمهم - في نهاية المطاف – الإيمان بضرورة التنظيم والوحدة والاجتماع، ومن هذا الإيمان ينبثق التخطيط والتعقيد والتوصيف وبعدها يتم التنفيذ، وأهم ما يثبت هذا الإيمان ويقويه بيان أن الوحدة فريضة إسلامية لا تقل أهمية ومطلوبية عن فريضة الصلاة، وبيان القواسم العقدية والتشريعية التي سيتم على أساسها توحيد المسلمين، وهي - أي القواسم - واضحة جداً في القرآن الكريم والسنة النبوية وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "من قال آمنت بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن كتاباً، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً كان حقاً على الله أن يدخله الجنة"، فهلا دخلنا جنة الوحدة والتعاون في الدنيا، حتى ننال بجدارة جنة الآخرة.

صحيفة تشرين: كيف تفسر نمو الحركات المتطرفة في العالمين العربي والإسلامي؟!

د. محمود: أن يكون هناك متطرفون في الدين أو في المذهب أو في السياسة فذاك أمر طبيعي جداً، ولم يخل عصر من العصور الإسلامية، ولا عصر من عصور الديانات الأخرى أو المذاهب الأرضية أو المبادئ الإنسانية من متطرفين أو ما يسمى بأهل اليمين في مقابلة أهل اليسار أو الوسط، وإن كان لا بد من بيان سبب نمو التطرف الديني في أيامنا التي نعيشها فهو - أي السبب - مصادرة الحريات المتنوعة من حرية تعبير إلى حرية اعتقاد إلى حرية عمل إلى حرية تفكير إلى.. بل يمكننا القول إن سمة اللاحرية واللا ديمقراطية هي الغالبة في عالمنا العربي والإسلامي. وإذ تغيب الحرية يلجأ المستعبَدون إلى السرية والتطرف والمنازعة بالسلاح والسنان، فالضغط - كما يقال - يولد الانفجار.

أشيعوا أيها الحكام والمسؤولون والآباء والمدرسون الحرية حيثما تكونون وأفسحوا المجال لشعوبكم وأمتكم وأبنائكم وطلابكم وعمالكم من أجل أن يعبروا براحة وأريحية، عندها ستقضون على التطرف، فإذا دخلت الحرية من الباب خرج التطرف من النافذة. والحرية تقتضي الحوار المتكافئ، واستعمال الكفؤ في الوظائف، وتحويل الأحزاب من أحزاب إيديولوجية والتي لا تقبل معها غيرها إلى أحزاب إصلاحية تقبل غيرها شريكاً في وضع برامج الإصلاح. وهناك سبب آخر لنمو التطرف الإسلامي ألا وهو «إسرائيل» التي تمثل تطرف الدولة وإرهاب الدولة وعنف الدولة، ولقد أقر جل عقلاء الدنيا بعدوانيتها واعتداءاتها، ولكنها تراعى ويحافظ عليها من قبل الدول الكبرى، فما معنى هذا؟! وما سر هذا اللغز الكبير؟؟!

والخلاصة: أن الحرية والعدالة، إذا ما طبقتا من قبل القائمين على الأمور محلياً وإقليمياً ودولياً وعالمياً، كفيلان بالقضاء على التطرف والعنف، فالعدل يجلب الاعتدال، والحرية تطرد العنف والتطرف، والفضيلة تهيئ الرشد، والعلم وتيسره لكل الناس يفضي إلى التطور وهكذا..

صحيفة تشرين: يتعرض بعض الباحثين الإسلاميين أحياناً إلى ضغوط وتهديدات بسبب آرائهم ومؤلفاتهم الخاصة بالفكر الإسلامي، كيف تنظر إلى فتاوى التكفير والارتداد عن الدين، ومن هو المخول بإصدارها؟

د. محمود: أولاً: أقول لهؤلاء الباحثين المضغوط عليهم والمضيّق على حريتهم تلك سنة الله في أولئك الذين يجرؤون، وها أنتم أولاء تدفعون الضريبة فلكل شيء ضريبته، وكما قال ابن الفارض: عرّضتَ نفسك للهوى فاستهدف. وأنت بحسب الظاهر أيها الكاتب أو الباحث تضغط على الناس حينما تجرؤ فتنسف عاداتهم وتقاليدهم بل وفهومهم، فها هم - وبوسائلهم - يردون الضغط بالضغط، وحسبي أن أضع أمامك قدوة في ذلك وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يقول للناس: "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا"، وكان الناس يضربونه بالحجارة ويرمونه بالمؤذيات، وبقي صابراً صامداً ﴿أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون﴾. ‏

ثانياً: أنا أدعو هؤلاء الباحثين والكتاب إلى أن لا يلتفتوا إلى الفتاوى القاسية التي تصدر بحقهم، وأن لا يشتغلوا عن كتاباتهم بالاستماع إلى ما يصدر في حقهم من فتاوى من قبل هذا أو ذاك، لكنني أنصحهم أن يعودوا إلى قلوبهم وإلى من ترتاح قلوبهم بأمانة وبصدق، وأظنهم قادرين على انتقاء من يكفل لهم القول الحق الصريح الأديب فيهم فالدين النصيحة، ولا بد لك من ذي مروءة يواسيك ويتوددك وينصحك ويصدقك؛ فالمشكلة أن ثلة من هؤلاء الكتاب يعرضون عن كل الناس ما دام بعضهم أي بعض الناس قدحهم وإياكم أيها الباحثون والقطع بالرأي بل تعودوا قولة مفادها «هكذا أظن» و«ربما كان الأمر كذلك» و«هذا رأيي» ولا تقولوا: «هذه هي الحقيقة» و«نحن نقدم الصواب وننتجه» و.. وما أعظم القرآن يعلمنا الموضوعية حين يقول: «إنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين».

صحيفة تشرين: كيف تصف طبيعة العلاقة بين الإسلام والحداثة؟

د. محمود: العلاقة بين الإسلام والحداثة كالعلاقة بين الكل وبعضه، وهل يرفض الإسلام شيئاً يحض عليه فقد قال القرآن الكريم ﴿والعصر إن الإنسان لفي خسر﴾ وما العصر إلا الوقت الذي يعيش فيه من يقرأ القرآن، فهو عصرك أنت أيها المخاطب الآن، وعصرك أنت أيها القارئ سابقاً ولاحقاً وهكذا، ولعلي أيضاً أذكر الآية التالية الداعية إلى التحديث بأسلوب غير مباشر ﴿بل هم في لَبسٍ من خلق جديد﴾ فالناس يتجدد خلقهم المادي فليتجدد المعنوي أيضاً، وليواكبوا أوقاتهم وليكونوا على مستوى أزمنتهم وعصورهم مستخدمين أدواته ووسائله ومفرزاته. وهيهات أن يعادي الإسلام الحداثة ما لم تتمرد الحداثة على قيم القدامة الثابتة وترفضها، فإن فعلت ذلك عبرت عن عدم مصداقيتها وليداً شرعياً للقدامة التي هي التاريخ والماضي، ويا بؤس الأمم إذا عاشت عصورها يتنكر خلَفها لسَلفها ﴿فخَلَف من بعدهم خلْفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً﴾.

وباختصار: لا حداثة من غير قدامة، ولا قدامة من غير حداثة شريطة انتماء الاثنين إلى الإنسانية الواعية الفضلى العادلة العالمة، فالوعي والفضيلة والعدل والعلم هي الصفات الحاكمة على الحداثة والقدامة بتجليات تتناسب وحال كلها منهما أي القدامة والحداثة.

وها أنذا أيضاً أخاطب الحداثة مذكراً إياها بواجبها نحو القدامة مقتبساً ومستعملاً القياس: ﴿ولا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً﴾، ﴿وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا﴾.

صحيفة تشرين: يشكو الباحثون من كثرة المحظورات والأماكن المغلقة على البحث والاجتهاد.. ما هي الحدود بين الثوابت والمتغيرات؟!

د. محمود: أنا على يقين أن الباحث الجادّ لا يشكو من كثرة المحظورات والأماكن المغلقة، وإنما الذي يشكو هو شبه الباحث أو من يطلب من الناس رخصة أو إذناً في أن يكون باحثاً، ولهذا فهو يسألهم عما يجب طرقه من الموضوعات وعما يجب اجتنابه وتفاديه منها.

يا ناس: الباحث الحق هو من يقتحم ويباشر العمل ويري الناس إنتاجَه ولا يريهم احتجاجه، الباحث الجاد هو الذي يحدد بعمله وبحثه وجده الثوابت من المتغيرات، فما استطاع اقتحامه بعقله وفكره فهو متغير وما لم يستطع البحث فيه وقد حاول بإصرار فهو الثابت والقطعي. ولا يمكن أن يسلم العقل الواعي بالثابت دون أن يختبره بنفسه ليحكم عليه بأنه ثابت، وإلا فهو - أي الأمر المدروس - موضوعه ومحل عمله، قال عنه الناس ما قالوا وحكموا عليه ما حكموا، ووصفوه بما وصفوا. فالثابت هو الثابت دائماً على حكمه ووصفه وطبيعته عبر كل اقتحامات العقول المختلفة المتنوعة التي اتفقت على حكم ووصف واحد؛ وبعبارة أخرى: يا أيها الباحثون أنتم من يقرر بأن هذا ثابت وذلك متغير لأنكم تفرزون هذا عبر التجربة والبحث، وإياكم أن تنتظروا إيحاءً أو تعليماً أو مرسوماً من أناس مثلكم يسخرون قوتهم وسلطتهم ليملون عليكم ثوابتكم ومتغيراتكم، وعندها فليست الثوابت ثوابت وليست المتغيرات متغيرات بل هي فتنة، رحم الله علماءنا وفقهاءنا وأئمتنا الأجلاء سواء أكانوا في عهد الراشدين أم في العهود التالية فقد عملوا وقالوا لمن بعدهم ادرسونا فهل يستفيق باحثون اليوم على هذا الذي استفاق عليه المجددون والمجتهدون السابقون من سلفنا الصالح والأصلح؟!!

صحيفة تشرين: هل توافق على مقولة «إن الإسلام دين ودولة»؟! وما هي مرجعيتها في النصوص؟ ‏

د. محمود: أوافق أو لا أوافق فهذه قضية يجب أن يقال فيها ما ورد بشأنها، ولذلك فأنا أقول محتاطاً: إن الإسلام دين ودنيا أو الإسلام دين الحياة الإنسانية كلها، تولى التفصيل الحكمي في بعض مساحاتها وأجمل في الحكم والمرجعية في بعض المساحات الأخرى. فعندما يتعلق الأمر بعلاقة الإنسان بربه من حيث عبادته المباشرة فصل الإسلام وحدد وبين ووضح لأن الله هو وحده من يحدد طريقة اتجاه العبد إليه وهو يعبده ويطيعه ويتوجه إليه مباشرة، وكذلك فيما يتعلق باعتقاد الإنسان وعقيدته المتعلقة بالغيبيات من إلهيات ونبوات ويوم آخر. أما ما يرتبط ويتصل بعلاقات الإنسان بالإنسان من حيث المال والاقتصاد والسياسة وكل ما يمكن أن يسمى شؤوناً دنيوية فالإسلام وجه توجيها إجمالياً، فقد حدد المصالح العامة التي يجب مراعاتها ووضح المفاسد العامة التي يجب اجتنابها وفيما عدا ذلك ترك للناس حرية التحرك ضمن هاتيك الأطر العامة من مفاسد مجتنبة ومصالح مرعية، وأعني بحرية التحرك التفاعل مع شؤون دنياهم تفاعلاً يتناسب والعصر الذي يعيشونه، وهكذا.. ولتسمح لي بأن أقول قولة توضح رأيي في هذا الشأن وهي: إن الإنسان دين ودولة يستمد ما ورد فيهما أي في الدين والدولة من إسلامه فليتعرف على ما ورد في الإسلام في هذا الشأن وليجتنب الخلط بين ما ورد في الإسلام عبر نصوصه، وما ورد في كتابات فقهاء الإسلام، فالنص إلهي ومقولات الفقهاء بشرية.. فلينتبه إلى هذا.. ‏

صحيفة تشرين: اختلفت الآراء حول مفهوم الجهاد، كيف تعرف الجهاد في الإسلام؟ ‏

د. محمود: الجهاد يا أخي بكل بساطة هو بذل الجهد لإيصال دعوتي إلى الآخر وأعني بدعوتي «الإسلام» والأصل في الجهاد أن يكون فكرياً عقلياً حوارياً وسأتحمل وأنا أبذل الجهد استنكار الآخر واستهجان الآخر وإنكار الآخر وإساءة الآخر وسأصبر وأصابر وسأتابع الدعوة، غير أنني إن منعت قسراً واعتدي على جسمي وقوتلت فلا عليّ بعدها من أن أرد الاعتداء باعتداء بالمثل والقتال، وتتحول طبيعة الجهد حينها من فكرية عقلية إلى مادية قتالية ﴿أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير﴾. نعم حين يأتي من يخرجني من أرضي وداري ظلماً وعدواناً ويعتدي علي ويسرقني و.. و.. فهل عليّ من حرج إنساني أو منطقي إذا ما دافعت عن نفسي ورددت المعتدي بوسيلة هي من جنس الوسيلة التي استخدمها في اعتدائه عليّ، ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾.

وآمل أن يركز القارئ والسامع على كلمة ﴿عدو الله وعدوكم﴾ فالله يمثل الصالح العام وصالح الإنسانية وأمانها واطمئنانها واستقرارها وبعدها فكل يمثل نفسه ودائرته ودولته. على أن الجهاد القتالي لا يباشر فردياً بل لابد من أن يكون عبر الأمة وولي أمرها.. لأنه - أي الجهاد - من النظام العام التابع في تنفيذه لولاية العامة حصراً دون غيرها، وما عدا ذلك فهي حركات وجماعات تخضع للتوصيف القانوني الإسلامي من حيث التسويغ وعدم التسويغ والله أعلم.

في النهاية: لك شكري الجزيل أيها الأخ الفاضل زيد قطريب على هذا اللقاء الساخن والجاد من خلال أسئلتك الواعية والهادفة، والشكر لـ «تشرين» صحيفتي المفضلة في وطننا الغالي سورية والله يتولانا.

حوار زيد قطريب

لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

التعليقات

شاركنا بتعليق