آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


تعـــليقـــــات

   
لا للحرب المفتوحة ولكن..

لا للحرب المفتوحة ولكن..

تاريخ الإضافة: | عدد المشاهدات: 3737

ما كنّا في يوم من الأيام لنبغيَ حرباً، فضلاً عن حرب مفتوحة.

بل منشُودنا في كل آنٍ ومكان سلامٌ مُشرَعُ الأبواب أمام الناس كافة؛ سلامٌ مؤسَّس على عدالة واحترام متبادل، لا يشوبه ظلم، ولا يعكّر صَفوَه عدوان.

لكن المشكلة أن أناساً - وهم من حيث الظاهر أناس، لكنهم في حقيقتهم المعنوية وحوش - أرادوها معَنَا حرباً مفتوحة وقتالاً شرساً، فها نحن أولاء نعلنها حرباً غير مفتوحة، لأننا تعلّمنا أن لا نخرجَ عن تعاليمنا ومبادئنا إذا ما استُجرِرنا، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا تكونوا إمَّعة. تقولون: إن أحسَنَ الناسُ أحسنَّا، وإن ظلموا ظلَمنا. ولكن وطّنوا أنفسكم: إن أحسنَ الناس أن تُحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا".

وبناء على هذا:

لا للحرب المفتوحة، وإن أرادها المعتدي وطلبَها وسلكَ طريقها، وجَهِدَ في ضخِّ أسبابها ودواعيها.

لا وألف لا لحريق يشبُّ ونار تستعر هنا وهناك، لأننا أيضاً مدعوُّون من قِبل القرآن الكريم إلى إطفاء نار الحرب التي يوقدها الظالمون، وليس إلى تسعيرها وإيقادها. قال تعالى: ﴿كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله﴾.

أعداء الإنسانية حرَّاقون سفَّاكون مفسدون، ونحن نطفئ ونحقن الدم ونصلح في الأرض.

تلك هي رسالتنا، رسالة الإسلام العظيم، ورسالة العروبة التي استحقت بخصائصها النبيلة من كرم وشهامة ورحمة أن تكون الحامل الأساس والأول لهذا الدين الحنيف، دين الرحمة والأمان والعطاء.

ولن نستجيب أبداً لإرادات العدو المفسدة الغاشمة. فإن قالوا: هيا إلى حرب مفتوحة. قلنا لهم: لا. بل هيا إلى سلام مفتوح عادل.

حتى إذا جنحوا للسلام المذكور جنَحْنا له. ولكن... إن أبَوا... فسنرد على اعتدائهم، وسنقاوم بكل ما أوتينا من قوة.

فالأصل - يا ناس - الخيرُ يربو في ربوع السلام، والإنسان يسْعَد في رياض العدل، والحقُّ يُبتغَى في ساحات الصدق، والأمانُ ينتشر رايةً على كوكبنا الذي غدا يبدو أحمرَ كريهاً، وقد أراده الله أخضر جميلاً: ﴿أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير﴾ ؟.

إذن اهبطوا منه واتركوه لمن يُحسن إليه ويرعاه.

 

الدكتور محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق