أيها النَّافخون في بُوقِ الحروب لتعلنوها، وفي نيرها لتشعلوها، أنيبوا إلى رُشدكم وعودُوا إلى إنسانيتَّكم، فما من حربٍ نافعة، وإلا لما أطفأها الله على إطلاقها كلما أوقدها أمثالكم، فلا يبغي الحرب إلا الشَّقي، ولا يسعى إليها إلا مَن ارتهن لصالح إبليس الذي أقسم على أن يُفسد ويُضلّ ويفعل ما لا يفعله أولو النهى والهدى.
كل الأنبياء والمرسلين والحكماء والصِّدِّيقون يكرهون الحرب ولا يريدونها ويرفضونها لِما لها من آثار لا تُحمد عقباها على من خاضها ويخوضها ومَن لا يخوضها، وكذلك على الشَّجر والحَجَر والحيوان، ولقد ورد أن الصَّحابة رضي الله عنهم كانوا يتمثَّلون أبيات الشَّاعر الجاهلي امرؤ القيس وهو يذمُّ الحرب ويصفها بكلِّ الصِّفات المنفِّرة:
الحربُ أوَّل ما تكون فتيَّةً تسعى بزينتها لكلِّ جَهولِ
حتى إذا اشتعَلَت وشبَّ ضِرامها ولَّت عجوزاً غير ذاتِ خليلِ
شَمطاء يُنكَر لونها وتغيَّرت مكروهة للشمِّ والتقبيل
فيا مشعليها أطفأكم الله، وأسخن عيونكم.
حلب
4/1/2018
محمود عكام
التعليقات