آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
مزايا أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

مزايا أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

تاريخ الإضافة: 2006/11/24 | عدد المشاهدات: 4880

أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون:

أسمع من بعض الناس يقولون كلمة طيبة، يقولون: الحمد لله الذي أنعم علينا بنبينا محمد، كما أسمع من بعضهم كلمة أخرى يقولون: الحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فعلاً الحمد لله الذي أنعم علينا بسيدنا محمد، والحمد لله الذي جعلنا من أمة سيدنا محمد. ولكنني تساءلت بيني وبين نفسي هل يعلم هذا الذي يقول ما مزايا أمة سيدنا محمد ؟ هل يعلم هذا الذي يدعو ما خصائص أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قلت بيني وبين نفسي أيضاً:  لأحدثن إخوتي في هذا الجامع المبارك عن بعض مزايا أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى إذا ما حمد الله واحد منا على هذه النعمة فليتذكرها، حتى إذا ما تذكرها حمد الله أكثر وشكر الله أكثر وسعى من أجل أن يتصف ويتسم بهذه المزايا التي اتصفت واتسمت بها أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أقول التي اتصفت بها أي التي أكرمها الله عزَّ وجلَّ بالاتصاف بها.

من مزايا هذه الأمة أو المزية الأولى: الله عزَّ وجلَّ رفع الإصر والأغلال عن هذه الأمة وجعل شريعتها يسرة، فقال ربي جلت قدرته: )الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم( المزية الأولى: إن الله عزَّ وجلَّ وجل رفع الإصر والأغلال عن هذه الأمة، ورضي التيسير لهذه الأمة وقال سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في الطبراني بسند صحيح: (إن الله رضي لهذه الأمة اليسر وكره لها العسر) فيسّروا، إن أردتم أن تكونوا في عداد أمة محمد فكونوا أصحاب تيسير لا تعسير، و أصحاب تبشير لا تنفير، لأن نبيكم أمركم قائلاً كما في البخاري ومسلم: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا) أو ليس الله قد قال أيضاً: )لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به( أوليس الله قد قال: )ما جعل عليكم في الدين من حرج( إذاً المزية الأولى رفع الإصر والأغلال، التيسير وعدم التعسير التبشير وعدم التنفير.

أما المزية الثانية: فالرحمة الخاصة لهذه الأمة من رب العزة جلت قدرته، الله عز وجل يقول: )ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله(.

إن الله تولى هذه الأمة برحمة خاصة، قرأت قولاً لابن عباس رضي الله عنه  كما في مسند الإمام أحمد يقول: (أما السابق بالخيرات فيدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله، والمقتصد يدخل الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم) روى النسائي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (يوضع للأنبياء منابر يوم القيامة يجلسون عليها ويبقى منبري لا أجلس عليه فيقال لي: اجلس، فأقول: يا رب عجل حساب أمتي يقول صلى الله عليه وآله وسلم ولا يزال الله يرحم ولازلت أشفع حتى تقول ملائكة العذاب: يا محمد ما تركت لنقمة ربك في أمتك شيئاً).

المزية الثالثة واحفظوا هذا وتذكروا هذا حتى يزداد شكركم لربكم: المزية الثالثة أن الله أكرمنا فجعلنا أمة وسطاً. يقول ربي في القرآن الكريم: )وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً( نحن أمة وسط، والأمة الوسط هي التي تشهد أن الأنبياء السابقين بلغوا الرسالة، يشهدون هذا في الدنيا نحن نشهد في الدنيا ونقول: )لا نفرق بين أحد من رسله( ونشهد ونقول لقد بلغ موسى عليه السلام رسالته ونقول لقد بلغ عيسى عليه السلام رسالته وبلغ إبراهيم عليه السلام أيضاً رسالته وفي يوم القيامة هل تعلمون أننا سنشهد أيضاً ؟ وأن الأنبياء ستطلب منا نحن من ننتمي لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أن نشهد على أن الأنبياء بلغوا رسالات ربهم ؟

جاء في الحديث أنه يقال للرسول يوم القيامة: هل بلغت قومك ؟ فيقول: نعم ربي بلغت قومي، فيقال لقومه: هل بلغكم الرسول الذي أرسل إليكم ؟ فيقولون: لا، ينكرون فيقال لهذا الرسول: ومن يشهد لك بأنك بلغت قومك رسالة ربك ؟ يقول هذا الرسول الذي يشهد لي محمد عليه الصلاة والسلام وأمته، فيقال لمحمد وأمته: هل بلغ الرسول الفلاني رسالة ربه قومه، فتقول أمة محمد نعم. فيقال لهم وما أدراكم ؟ تقول أمة محمد: لقد بلغنا نبينا أن الأنبياء جميعاً بلغوا رسالات ربهم أقوامهم، عندئذ يذكر المؤمنون قول الله عز وجل: )وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً(.

المزية الرابعة: الكمال والتمام: سمعتم كثيراً قول الله عز وجل: )اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً( فما معنى الكمال والتمام ؟ الكمال يعني العموم والشمول، وهذا يعني أيضاً ما من مسألة إنسانية ولا حركة إلا ولها تشريع في ديننا الحنيف في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، الكمال يعني العموم فليس من سلوك بشري ولا من قول يصدر عن الإنسان إلا وله تشريع عندنا، إلا وله حكم في كتاب الله أو في سنة رسول الله، هذا هو الكمال، أما التمام فيعني أن هذا الحكم في الإسلام لهذا الموقف، لهذا القول، أن هذا الحكم هو الأنسب والأفضل لهذا الإنسان لأنه تشريع الله والله أعلم بخلقه من خلقه أنفسهم )ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير( بلى  إنه يعلم.

أريدكم أن تتذكروا أن من مزايا هذه الأمة هذا الذي ذكرت فاذكروا من مزايا هذه الأمة رفع الإصر عنهم والتيسير عليهم ورفض التعسير والتنفير، واذكروا من مزايا هذه الأمة الرحمة الخاصة التي تولى بها ربنا هذه الأمة، واذكروا من مزايا هذه الأمة أن الله جعلها أمة وسطاً، واذكروا من مزايا هذه الأمة أن شريعتها كاملة تامة كاملة لا تترك أمراً إلا وتقدم له حكماً وتامة فهي التي جاءت بأحكام مناسبة أيما مناسبة لهذا الإنسان المخلوق الأسمى، هذا بعض من خصائص ومزايا هذه الأمة، أسأل الله أن يوفقنا من أجل أن نتحقق بها حتى نكون فعلاً جديرين بالانتساب لهذه الأمة المصطفاة، فاللهم وفقنا لذلك يا رب العالمين، نعم من يسأل ربنا ونعم النصير إلهنا أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ: 24/11/2006

التعليقات

شاركنا بتعليق