آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
أعوان السوء وأثرهم السلبي على الأمة والمجتمع

أعوان السوء وأثرهم السلبي على الأمة والمجتمع

تاريخ الإضافة: | عدد المشاهدات: 979
هلا كلمة توضيحية عن أعوان السوء وأثرهم السلبي على الأمة والمجتمع, فإننا نراهم اليوم كثيرين, ونسأل الله أن يحمي مجتمعنا وأمتنا منهم. وجزاك الله خيراً كبيراً على هذه الزاوية النافعة.


  الإجـابة
إن أعوان السوء سبب في إفساد أخلاق الأمة وحياتها الاجتماعية والسياسية, ذلك أن الأمة التي لم تستقم أخلاقها الاجتماعية على سنن الحق يكثر فيها المتملقون للرؤساء والأقوياء, وهؤلاء -أعني المتملقين- هم أعوان السوء, ولنعلم أنهم صنفان: صنف يطمح في مال يملأ به جيبه, وصنف يطمح في جاه يحقق عن سبيله شهواته, ويمكننا أن نرد مآسينا في التاريخ الغابر إلى أعوان السوء لدى الخلفاء والملوك والأمراء والأقوياء يأتي أحد هؤلاء إلى الحكم أو يؤتى به فيحيط به ذووا الأهواء وخبثاء النية ويسلكون للتمكن من نفسه كل سبيل ويدخلون إلى محبته من كل باب حتى إذا استأثروا برضاه أعملوا بأموال الأمة يد السلب والنهب, واعتدوا على أعراض الناس وكراماتهم فيتذمر الناس من الحكم القائم وتمتلئ صدورهم بالحقد والضغينة على الحاكم ويحجب هؤلاء الأعوان عنه أنباء التذمر ويوهمونه برضا الشعب وتقديره, والنتيجة فتنة تمد لهيبها أو كارثة اجتماعية ترسل دمارها وإعصارها. ولذا فإن من واجب كل ذي مسؤولية الاستماع إلى نصح الناصحين الأوفياء لدينهم وبلدهم وأمتهم, وعلى المسؤولين كافة ألا يستوحشوا من صراحة الحق ولو وجدوا طعمه مراً فالله تعإلى يقول: ﴿كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين أو الأقربين﴾. ولقد قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً: يا أمير المؤمنين اتقِ الله. فقال له بعض جلسائه: أتقول هذا لأمير المؤمنين ?‏! فقال عمر: دعه فليقلها, لا خير فيكم إذا لم تقولوها, ولا خير فينا إذا لم نقبلها. فمن واجب أهل الخير أن يحيطوا بالمسؤول ينصحونه ويذكرونه برفق ورحمة, فإن استمع هذا المنصوح ووعى كفى الله الأمة شراً وفتنة وخراباً. فما أحوج القائمين على الأمور في أيامنا هذه إلى أعوان صدق ينصحون ولا يغشون, ويصدقون ولا يكذبون. فاللهم يسّر ذلك لهم واجعلنا جميعاً من الصادقين في أقوالنا وأفعالنا ومن الأوفياء لدينهم وبلادهم وأمتهم.

التعليقات

شاركنا بتعليق