آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
حق الحياة في الدين الإسلامي

حق الحياة في الدين الإسلامي

تاريخ الإضافة: | عدد المشاهدات: 3439
أريد منكم نبذة عن حق الحياة في الدين الإسلامي، فهو حق مقدس كما أعرف، فهلا تكرمتم بذلك، ولكم منا قراء الزاوية في الجماهير الشكر والتقدير.


  الإجـابة
حق الحياة واجب للإنسان من حيث هو إنسان بغضّ النظر عن لونه أو دينه أو جنسه أو وطنه أو مركزه الاجتماعي، قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً). وقد خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع فقال: "أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ..." ويقول تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) فالنفس الإنسانية لها حرمة وممنوع قتلها إلا اذا استحقت، وذلك حين ترتكب جريمة تستأهل في نظر الشارع عقوبة القتل على أساسها، ويقول سبحانه وتعالى أيضاً: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً).‏ ومن حرص الإسلام على حماية النفوس أنه هدد من يستحلّها بأشد العقوبة فقال تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعّد له عذاباً عظيماً) وقد قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الشأن: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق" رواه ابن ماجة، وروى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في قتل مؤمن لأكبهم الله في النار"، وروى البيهقي أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أعان على دم امرئ مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة آيس من رحمة الله".‏ ويستوي في التحريم قتل المسلم وغير المسلم -الكتابي- والمعاهد، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد في مسيرة أربعين عاماً" رواه البخاري. يا ناس: القتل هدمٌ لبناء إلهي مقدس, وسلبٌ لحياة هي أجمل عطاءات الخالق، واعتداء على كينونة عزيزة على موجدها, وقد اعتبر الإسلام القاتل لفرد واحد قاتلاً للناس جميعاً: (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً).‏ ولعظم أمر الدم وخطورته كان هو أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فاللهَ الله في الدماء, احقنوها ولا تسفحوها، واجعلوها علامة الحياة، وإياكم أن تحولوها إلى مرئية مهانة فتنذر حينئذ بخراب ودمار وضياع.

التعليقات

شاركنا بتعليق