آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
عمر السيدة عائشة حين زواجها من النبي

عمر السيدة عائشة حين زواجها من النبي

تاريخ الإضافة: 2000/01/01 | عدد المشاهدات: 3437
الخميس: 26/7/2007 لقد سمعت من أحد المدرسين أن السيدة عائشة رضي الله عنها خطبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعمرها ست سنوات، وتزوجها وهي في السابعة أوالتاسعة, فهل هذا صحيح ؟! أرجو الإجابة لأن الأمر بالنسبة لي مفاجأة وقضية غير معقولة.


  الإجـابة
أخي السائل الكريم: اعلم أني كنت قد قرأت مقالاً في مجلة /الفيصل/ السعودية منذ أكثر من عشرين عاماً يجيب فيه الكاتب على هذا التساؤل, فها أنذا أعرضه بتمامه هنا، وآمل أن ترى فيه بغيتك. يقول الكاتب البحاثة أحمد محمد جمال صاحب المقالة:‏ "خلال محاضرتي في دورة تدريب الدعاة والأئمة الأفارقة بنواكشوط في موريتانيا أوائل شعبان 1397 هـ تلقيت سؤالاً من الأخ ع.خ يقول فيه: يزعم بعض المستشرقين أن زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسيدة عائشة وهي في سن صغيرة يعتبرعبثاً بفتاة لا تعرف شيئاً عن الزواج بينهما, فما الرد عليهم ?‏ وكا ن جوابي للأخ السائل: إني أنا نفسي لا أصدق أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أبرم عقد النكاح مع أبي بكر رضي الله عنه على ابنته عائشة، وهي بنت ست سنوات، ودخل عليها وهي ابنة تسع سنين، كما تروي ذلك كتب السنة الأثيرة وغيرها من المراجع. وكنت قد قرأت دفاعاً للدكتورة عائشة عبد الرحمن /بنت الشاطئ/عن زواج عائشة في هذه السن بأن بنات العرب لسن كبنات أوربا الباردة، فهن سريعات النضوج جنسياً لأنهن يعشن في بلاد حارة. ولم أقتنع بهذاالدفاع أيضاً، ثم قرأت للدكتور ابراهيم شموط كتابه: (أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ) فوجدته يدحض كثيراً من المفتريات والشبهات التاريخية التي ألصقت بالاسلام وكتابه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته وغير ذلك من قضايا وأحداث وشخصيات إسلامية، ومن بين هذه القضايا والأحداث التي ناقشها الدكتور شموط زواج الرسول من عائشة فقال: أطلق المؤرخون لأقلامهم العنان في موضوع زواج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من عائشة فقالوا: إن هذا الزواج انتهاك لحرمة الطفولة، واستجابة للوحشية الجنسية، وعبثٌ واضح من رجل كبير بطفلة صغيرة لا تعرف شيئاً من مآرب الرجال. وأضاف الدكتور شموط: إنه لزاماً على كل باحث أو قارئ في موضوع زواج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعائشة أن يعرف الامور التالية: أولاً: إن كتب السيرة التي قدرت للسيدة عائشة تلك السن الصغيرة عند زواج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بها روت بجانب ذلك أمراً أجمع الرواة عليه: وهو أن السيدة عائشة كانت مخطوبة قبل خطبة النبي لها إلى رجل آخر هو جبير بن المطعم بن عدي الذي ظل على دين قومه إلى السنة العاشرة للهجرة فمتى خطبها المطعم بن عدي لابنه جبير ? ليس معقولاً أن يكون خطبها وأبو بكر مسلم وآل بيته مسلمون !! فقد كانت هناك خصومة شديدة وصراع عنيف بين المشركين والمسلمين، فالغالب بل والمحتم إذاً أن تكون هذه الخطبة قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مكة، فإذا بنى بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم -أي تزوجها- في العام الثاني للهجرة تكون سنها اذ ذاك قد جاوزت الرابعة عشرة، وهذا على فرض أن المطعم بن عدي خطبها لابنه جبير في يوم مولدها، وهو أمر بعيد كل البعد أن تخطب البنت في يوم مولدها .‏ ثانياً: إن خولة بنت حكيم زوج عثمان بن مطعون التي كانت تحمل هم الرسول وتديم التفكيرفي شأنه بعد وفاة السيدة خديجة ذهبت لتعرض عليه الزواج كي يخرج من وحدته وأحزانه وعندما سألها: من تريدين يا خولة ? أجابته: إن شئت بكراً فعائشة بنت أبي بكر، وإن شئت ثيباً فسودة بنت زمعة. وعرضُ خولة على الرسول الزواج من سودة الثيّب أو عائشة البكر يُفهم منه أن كلتيهما صالحتان تماماً لأن تكون زوجة له تسد الفراغ الذي خلفه فقد خديجة رضي الله عنها. ثالثاً: كان اغتباط السيدة أم رومان والدة عائشة شديداً عندما فسخت خطبة ابنتها من جبير بن المطعم بن عدي، وخطبها الرسول حتى قالت لأبي بكر: هذه ابنتك عائشة قد أذهب الله من طريقها جبير وأهل جبير، فادفعها إلى رسول الله تلقَ الخير والبركة. والأم حين تطلب لابنتها الزواج تكون أعرف الناس بعلامات النضج في ابنتها. هذه خلاصة ماعرضه الدكتور شموط من استنباطات ومفاهيم عن زواج الرسول بعائشة مما يدل على أن سنها يوم عقد عليها بمكة لم يكن ست سنين ويوم دخل بها بالمدينة لم يكن تسع سنين. ونزيد الأمر توضيحاً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ظل بعد أن بعثه الله رسولاً في مكة ثلاث عشرة سنة، وكان أبو بكر أول من أسلم من الرجال، وكان فسخ خطبة عائشة من جبير ابن المطعم بسبب إسلام أبي بكر. فكم كان سنها عندما خطبها وعندما فسخ خطبتها ? وعلى فرض أنها ولدت قبل بعثة النبي بعام أو عامين وأنها كانت مخطوبة لجبير بن المطعم منذ ولادتها فإن سنها تكون عندما دخل بها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة في السنة الثانية للهجرة سبع عشرة سنة لا تسع سنوات. نقول ذلك من باب الافتراض فحسب، أما المعقول والطبيعي والمتعارف عليه فهو أن أقل سن تخطب فيها الفتاة هي العاشرة ويدخل بها في الثانية عشرة أوالثالثة عشرة أو... فإذا قلنا إن سن السيدة عائشة عندما خطبها جبير كانت عشر سنوات ثم فسخت خطبتها عند بعثة الرسول وإسلام والدها وخطبها الرسول بعد وفاة زوجته الأولى خديجة في مكة ودخل بها في السنة الثانية للهجرة بالمدينة تكون سنها عندئذ الخامسة والعشرين وليست تسع سنين". ونشير كما فعل الدكتورشموط إلى خولة بنت حكيم التي جاءت إلى الرسول بعد وفاة خديجة لتخفف من همه وحزنه وتعرض عليه أن يتزوج بكراً أو ثيباً فهل يعقل أن تعرض عليه وهو في مثل هذه السن -نحو الخمسين- وفي مثل تلك الحالة من وفاة زوجته الأولى التي واسته وصدّقته وأعطته، هل من المعقول أن تعرض عليه خولة زوجة طفلة في السادسة من عمرها لتحل محل خديجة وتملأ فراغها. هذا ما انتهينا إليه في هذا الموضوع وهو ما يدفع طعن الطاعنين بعد بحث واستنباط واقتناع وليس مجرد دفاع عن نبي كريم ورسول عظيم نحبه ونفديه بالآباء والأمهات فمقال الأستاذ أحمد محمد جمال وأنا أعلق عليه دائماً ومؤيداً، ونسأل الله السداد والثبات.

التعليقات

شاركنا بتعليق