آخر تحديث: الثلاثاء 03 ديسمبر 2024      
تابعنا على :  

خطبة الجمعة

   
تهنئة مرفوعة إلى جناب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم

تهنئة مرفوعة إلى جناب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم

تاريخ الإضافة: 2007/10/19 | عدد المشاهدات: 4127

أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون المسلمون:

لا شك في أننا، وأقول أننا ولا أقول في أن أكثرنا، لأنني أعلم أننا جميعاً قبل العيد نهنئ بعضنا، ويهنئ الواحد منا أخاه وأمه وأباه وصديقه وجاره وزوجه وولده وذاك الذي سافر وذاك الذي يقبع بين زوايا غرفة خصصت لمريض أو لإنسان ألمَّ به التعب، المهم أنك ترسل في عرفنا اليوم رسالات تهنئة لمن حولك من أقرباء وأصدقاء ومسؤولين وأحباب وإخوة وأباعد وأصحاب مكانة وأصحاب رتب. فكرت في هذا الأمر وقلت: ما دمنا نهنئ هؤلاء جميعاً فلمَ لا نهنئ صاحب الفضل علينا من الخلق ؟ لمَ لا نهنئ الرجل الذي اختاره الله عز وجل رحمة للعالمين ؟ لمَ لا نهنئ هذا الذي بفضل الله أخرجنا من الظلمات إلى النور ؟ لمَ لا نهنئ وهذا واجب على كل واحد منا ينتمي لهذا الرجل، على سبيل الاتباع والإيمان والاقتداء، لمَ لا نهنئ سيد الخلق وحبيب الحق القائد الأعظم الرسول الأكرم الذي كان له الفضل الأكبر من الخلق علينا ؟ لمَ لا نهنئ هذا الإنسان الذي هو سيد ولد آدم ؟

لذلك اسمحوا لي أن تكون خطبتي اليوم تهنئة مرفوعة إلى قرة العين، إلى حبيبنا وقائدنا وسندنا محمد عليه الصلاة والسلام، صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله.

أهنئك يا سيدي لأنك المحبوب الأول من الخلق، أولست القائل كما جاء في البخاري ومسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده ومن الناس أجمعين) نهنئك يا سيدي لأنك المحبوب الأول من الخلق لمن عقل ولمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، لمن كان له شعاع حب لمن كان له شيء من بصيرة داعمة للبصر، نهنئك لأنك المحبوب الأول. هذا أولاً.

نهنئك ثانياً لأنك صاحب الخلق العظيم، أولست ذاك الذي قيل فيك في قرآن ربك ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾، أولست يا سيدي يا رسول الله مَنْ قلت كما جاء في مسند الإمام أحمد: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وقلت: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) نهنئك لأنك صاحب الخلق العظيم بشهادة القرآن الكريم.

نهنئك ثالثاً يا سيدي يا رسول الله لأنك أعبد خلق الله لله، وهل ثمة من عبد الله أكثر وأفضل منك ؟ أولست القائل كما في النسائي: (وجعلت قرة عيني في الصلاة)، وها نحن أولاء إذ نهنئك نرجو ربنا أن نكون حين نعبد ربنا، حين نصلي لربنا، أن نكون متحققين بـ : (وجعلت قرة عيني في الصلاة).

نهنئك يا سيدي يا رسول الله رابعاً لأنك سيد ولد آدم على الإطلاق، أولست القائل كما جاء في الإمام مسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأنا أول من ينشق عنه القبر، وأنا أول شافع وأول مشفع) نهنئك يا سيدي لأنك سيد ولد آدم بجدارة، وبفضل الله عز وجل عليك.

خامساً نهنئك يا سيدي يا رسول الله لأنك الرحمة المهداة، أوليس الله قد قال: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾، أولست أنت يا سيدي يا رسول الله قلت كما في سنن الدارمي: (إنما أنا رحمة مهداة).

نهنئك يا سيدي يا رسول الله سادساً لأنك أفضل خلق الله، وها هو جبريل عليه السلام يقول كما في مجمع الزوائد والحديث صحيح (قلبّتُ مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلاً أفضل من محمد، ولم أر بني أب أفضل من بني هاشم).

نهنئك يا سيدي يا رسول الله أخيراً وسابعاً لأنك المعصوم الأكمل، نهنئ المعصوم الأكمل، نهنئ العصمة فيك: ﴿إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً. ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً. وينصرك الله نصراً عزيزاً﴾ نهنئك لأنك المعصوم.

جاء رجل يدعى عبد الله بن عمرو بن العاص إلى سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسأله فيما إذا كان يسمح له رسول الله بالكتابة عنه، وهذا الحديث مرويٌ في مسند الإمام أحمد أجابه سيدي رسول الله: (اكتب، فو الذي نفسي بيده لا يخرج من ههنا إلا الحق) وأشار إلى فمه صلى الله عليه وآله وسلم، أهنئك يا سيدي يا رسول الله لأنك المعصوم الأكمل.

ولكن يا أيها المهنئون رسول الله كيف تهنئونه ؟ ها أنا ذا أنصح نفسي وإياكم بتهنئة ترضيه وترضي ربنا قبله.

أنصحكم أن تهنئوه بصلاةٍ عليه صلى الله عليه وآله وسلم، صلوا عليه وأنتم تقصدون بالصلاة التهنئة، فارفعوا إلى مقامه السامي تهنئةً عبر صلواتٍ عليه، عبر سلامات عليه، عبر ذكرٍ له من خلال الصلوات الواردة عنه صلى الله عليه وآله وسلم بالصلاة عليه، قولوا وأنتم تريدون تهنئته: (اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد ،كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد). فالصلاة على النبي تهنئة منكم للنبي، وتنوير لقلوبكم وعقولكم وعيونكم وأجسادكم. واسمحوا لي أن أخص بالتوجه الشباب والطلاب الذكور والإناث، فيا شبابنا، يا طلابنا: ما أظن أنكم قد قصرتم في تهنئة من تريدون تهنئته، ولكن ألا يستحق هذا الرجل العظيم، ألا يستحق هذا الرجل الكبير، ألا يستحق هذا الإنسان الذي استخلصه الله عز وجل فقال: ﴿الله أعلم حيث يجعل رسالته﴾ ألا يستحق أن ترسلوا إليه تهنئة عبر قلوبكم وألسنتكم وعيونكم وجوارحكم، ألا يستحق أن تهنئوا هذا الإنسان العظيم صاحب الفضل الكبير علينا من خلال صلواتٍ ترسلونها عبر ألسنتكم وقلوبكم وجوارحكم وعبر شغاف قلوبكم وعبر كل ما يمكن أن يصدر عنكم من إشعاع، من ذرات، من عطاءات معنوية تنبثق عن أجسادكم وأرواحكم ونفوسكم وعقولكم.

أكثروا من التهنئة وأنا أعتقد أن الواحد منكم لو أيقن أن تهنئته الرئيسَ أو المسؤول ستصل إليه لقام الجميع بالتهنئة، أنا أعتقد أن الصغير والكبير لو أيقن وعلم وتأكد أن تهنئته الوزيرَ والمسؤول الكبير ستصل إليه وسيخبره هذا الرئيس أو هذا المسؤول عن وصول تهنئته لما بقي واحد منا إلا وقام بهذا الواجب، بل لعدَّ الأمر واجباً من أفضل وأعظم الواجبات، إذا كان هذا هو الموقف حيال مسؤول أو إنسان أو أستاذ لكم، فماذا تقولون لسيد الناس، لأفضل الخلق، ماذا تقولون للمعصوم الأكمل، هل خطر ببالكم هذا ؟ إن خطر فبها ونعمت، وإلا فاستدركوا، وابعثوا التهاني لسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم عبر الصلوات عليه، ولتكن الصلوات عليه أيضاً وسيلة ناجعة وناجحة. لماذا ؟ للتأسي والاتّساء والاقتداء بهذا النبي. أريد منكم ومن نفسي أن تكون صلواتنا على نبينا عليه الصلاة والسلام طريقاً موصلة إلى الاقتداء والتأسي بهذا النبي الكريم، إذا كان الأمر كذلك فثقوا بأن سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيرفع الأمر إلى الله، وسيستجيب ربنا لسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

أريد أن أقول لكم من أجل أن تطمئنوا إلى وصول التهنئة عبر الصلاة ولا سيما إذا كانت النية عبر الصلاة طريقاً إلى الاقتداء والتأسي، أقول لكم: وردت عن النبي أحاديث كثيرة صارت بمجملها ومجموعها أحاديث حسنة، بَلْهَ صحيحة، يقول من جملتها حديثاً يقول فيه صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لله ملائكة سيَّاحين، يبلغونني عن أمتي السلام) فالسلامُ والصلاة عليك يا رسول الله، وإذا ما أكثرتم الصلاة عليه وكان ذلك على سبيل الوسيلية من أجل أن تكون الصلاة دافعاً للاقتداء والتأسّي، فالنتيجة كما قال سيدي رسول الله عبر حديث صحيح يرويه الإمام أحمد: (إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة).

الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله، الصلاة والسلام عليك يوم ولدت، ويوم بعثت، ويوم هاجرت، ويوم تممت رسالتك، ويوم أدّيت كل ما عليك بإتقان ووفاء، الصلاة والسلام عليك يوم انتقلتَ إلى الرفيق الأعلى، الصلاة والسلام عليك يوم نصلي عليك، ويوم يبلغك السلام منا عليك، الصلاة والسلام عليك ونحن نبتغي من وراء الصلاة أن نكون أولى الناس بك يا رسول الله، أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ: 19/10/2007

التعليقات

صلاح مرسال

تاريخ :$comments_array1.date|date_format:"%Y/%m/%d "}

الله الله الله الله الله موضوع فى غاية الروعةكلمات جعلها الله فى ميزان حسناتك و نسأل الله أن ينفعنا بها فى الدنيا و الآخرة

شاركنا بتعليق