آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
دلالات ودروس من الهجرة

دلالات ودروس من الهجرة

تاريخ الإضافة: 2008/01/11 | عدد المشاهدات: 2777

أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون:

لا يسعني إلا أن أبارك لكم عامكم الجديد، كما لا يسعني إلا أن أقول للمسلمين كافة: كل عام وأنتم بخير، كل عام والمسلمون يزدادون قرباً من ربهم جلت قدرته، كل عام والمسلمون يزدادون تآلفاً فيما بينهم، كل عام والمسلمون يتراحمون فيما بينهم أكثر فأكثر، كل عام والمسلمون يهجرون الشر ويهاجرون إلى الخير.

الهجرة كلمة غدت محببة لأنها فعلة صدرت عن أحب الخلق إلى الله عز وجل، وأحب الخلق إلينا صلى الله عليه وآله وسلم، الهجرة مصطلح معبأ بدلالات كثيرة هذه الدلالات هي بمثابة الدروس، وعلى كل واحد منا ينتمي للمهاجر الأعظم عليه الصلاة والسلام، أن يعيش هذه الدلالات وأن يعيش هذه الدروس، وإن أردتم نماذج عن الدلالات التي هي بمثابة الدروس فإليكموها:

أولاً: الهجرة تضحية بنفيسٍ من أجل أنفس: لا سيما ونحن نتحدث عن الدلالات هذه وقد وضعنا أمام أعيننا المسيرة العظيمة لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الهجرة تضحية بنفيسٍ من أجل أنفس، تضحية بغالٍ من أجل أغلى، تضحية بعزيز من أجل أعز، الهجرة تضحية، فقد ضحى سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالبلد والوطن، وما أظن أن التضحية بالبلد والوطن أمر بسيط لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضحى، وكلنا يعلم كيف توجه هذا النبي الكريم إلى مكة وقال: (والله إنك لأحب بلاد الله إلي، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت) الهجرة إذاً تضحية من أجل أمر أكبر ومن أجل أمر أعظم ومن أجل مبدأ صحيح ومن أجل دين قويم ومن أجل خُلق حميد.

ثانياً: الهجرة دليل ثبات: فمن كان ثابتاً على مبدئه هاجر من أجله، وهكذا كانت الهجرة النبوية التي قام بها بطلها محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ثالثاً: الهجرة ابتعاد عن الشر: تبتعد عنه وإذ بربك يكرمك من أجل أن تكون ممن يبعدون الشر، أرأيتم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كيف ابتعد عن شر قريش عندما حاولوا ضربه وإيذاءه وطرده وقتله ومن معه، ابتعد عن الشر لله عز وجل كانت هجرته لربه لا لدنيا يصيبها ولا لامرأةٍ ينكحها، وإذ بربه يكرمه فيأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة ويهدم الشر حول الكعبة ويعلن: ﴿وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً﴾، الهجرة ابتعاد عن الشر تقوم به أنت وإذ بربك يكرمك لتقوم بإبعاد الشر عن مناطقك ووطنك ونفسك وساحتك وكل الأمكنة التي تعد نفسك للمسؤولية عنها.

رابعاً: الهجرة نقلة من وضع جماعة إلى وضع مجتمع: هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وكان المسلمون جماعة فأصبحوا بالمدينة مجتمعاً، أصبح للمسلمين دستور، اقرؤوا دستور المدينة فهو دستور يصلح بشكل عام من أجل أن يكون دستوراً للأمة الإسلامية اليوم، أقول بشكل عام في مبادئه العامة من أجل أن يكون دستوراً للأمة اليوم، فالهجرة نقلة من وضع جماعة إلى تشكيل مجتمع.

خامساً: الهجرة تمحيص وتحرير للنية: وكلنا أدرى بنيته، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، وأنت في عملك، في صدقتك، في تجارتك، في تدريسك، في دراستك، في حكمك، في وزارتك، في إدارتك، انظر نيتك من أجل أن يكون عملك ممتداً على مساحة الدنيا وإلى مساحة الآخرة فإذا اقتصر العمل في أثره الطيب على الدنيا فإني أريدك أن تكون صاحب عمل يمتد أثره إلى الآخرة لأن الآخرة مطلوب العمل لها أيضاً: ﴿ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار﴾ فالهجرة تدعوك للتمحيص، حرر النية قبل دخولك للمدرسة أيها المدرس، حرر النية من أجل أن تكون لله قبل دخولك المتجر أيها التاجر، حرر النية من أجل أن يكون عملك لله أيها الحاكم أيها القاضي أيها المحامي .. وهكذا دواليك.

سادساً: الهجرة تخطيط: ونحن أمة يطلب منا أن نخطط وأن نتخذ الأسباب وأن نكون على مقربة من عالم الأسباب، لا أن نكون على مقربة من عالم الفوضى، الهجرة تخطيط، وقد خطط سيدي رسول الله من أجل الهجرة تخطيطاً رائعاً، فأين التخطيط في حياتنا، أين التخطيط لبلادنا أيها المسؤولون عن بلادنا ؟ أين التخطيط لكل مساراتنا أيها المسؤولون عن مساراتٍ اجتماعية وأدبية وأخلاقية واقتصادية ؟ نريد تخطيطاً واقعياً من أجل إنتاج غايات تصب في منفعة الإنسان ومنفعة الأوطان ومنفعة كل القيم التي نسعى إليها، أين التخطيط يا سادة ؟ التخطيط بعيد عن كل ما نصبو إليه، ربما ننظر بلادنا فيقول أحدنا إن بلادنا خيّرة، إن بلادنا ثرواتها جيدة، فأين تلك الآثار عن تلك الثروات عن تلك الأدمغة ؟ إن بلادنا يمتاز شعبها بأنه معطاء وطيب ونشيط و... فأين آثار ذلك في بلادنا ؟ حدثت من معي وأنا آتٍ إلى المسجد الكريم عن الخضرة التي أصبحت، لا أريد أن أقول بأنها أصبحت أقرب إلى السواد فالسواد ربما عبَّر عن الخضرة الداكنة لكنها خضرة لا تمت إلى الخضرة بصلة، رأيت واجهات بيوتاتنا تتسم بالاتساع، فأين التخطيط لمدينة نظيفة ؟ وأين التخطيط لمدينة يرى الإنسان فيها نفسه مرتاحاً نشطاً ؟ التخطيط يكاد يكون معدوماً ونحن نعيش في بلاد خيرة أرضها معطاءة، سماؤها رائعة، مناخها جميل، شمسها دافئة، النظر إليها عندما تعمل فيها وتخطط لها يريحك، لكنك عندما تنظر إليها وأنت بمعزل عن العمل من أجلها تتعبك لأنك تشعر بتقصيرك الكبير نحوها، الهجرة تخطيط.

سابعاً: الهجرة توكل على الله واعتماد عليه: فأين التوكل على الله وأين الاعتماد عليه من خلال قلبك فقلوبنا لم تعد تتجه إلى السماء، إلى ربها، وإنما غدت القلوب تتجه إلى الناس، إلى أمثالنا، فقدنا الاعتماد على الله وجعلنا المعتمد عليه هم الناس، اعتمدنا على الناس وأنا قلت منذ عشر سنوات على هذا المنبر: "نحن نعتمد على الله ولا نعتمده، ونعتمد الأسباب ولا نعتمد عليها".

التوكل على الله: اتخذ سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل الأسباب في هجرته، لكن قلبه العظيم الشريف الطهور توكل على الله حق التوكل ووجدنا أثر ذلك عندما توجه إلى سيدنا أبي بكر بتلك الكلمة، التي عندما نذكرها نطمئن بمجرد أننا ذكرناها، فما بالكم لو أننا عشناها حقيقة: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا). لا تحزن يا من تتخذ الأسباب يا من تخطط لا تحزن يا من تضحي، أما أنت يا من تعيش في الفوضى ولا تخطط ولا تضحي لا يمكنني أن أقول لك لا تحزن بل عليَّ أن أقول لك كل الحزن ينبغي أن ينصب عليك، عليك أن تحزن حزناً طويلاً وشديداً لأنك لم تعمل، سيدي رسول الله قال: (لا تحزن إن الله معنا)، لكن بعد تخطيط وتضحية، بعد إبراز دليل وبرهان على تعلقه وانتمائه لمبدئه.

ثامناً: الهجرة محكٌّ وامتحان للمهاجر وللمهاجر إليه: امتحان للمهاجر ونجح رسول الله بامتحانه ونجح المسلمون كلهم أو أغلبهم الذين هاجروا في امتحانهم ونحج المهاجر إليهم فاستقبلوا المهاجرين استقبالاً وصفه الله عز وجل بقول: ﴿لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة﴾.

استقبل المهاجر إليهم المهاجرين قالوا لهم ولسيدهم:

طلع البدر علينا         من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا      ما دعا لله داع

أيها المبعوث فينا        جئت بالأمر المطاع

جئت شرفت المدينة    مرحباً يا خير داع

قال المهاجر إليه للمهاجر: أنت أخي، مالي مالك وداري دارك ومالي هو لك أيضاً نحن أخوان. أتدري من الذي عَقَد الأخوة بيننا ؟ ربنا، الرحمن الرحيم هو الذي قرر فقال: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾.

إن أخاك الحق من كان معك          ومن يضر نفسه لينفعك

ومن إذا ريب الزمان صدعك          شتت فيه شمله ليجمعك

هل تعيش أنت يا أخي حال المهاجر إليه مع المهاجر بالنسبة لأخيك النسبي ولأخيك المؤمن ولأخيك الذي يشترك معك بالنسب والإيمان والإسلام، أم أننا نكتفي في بذل ما يسمى بنافلة نافلة البذل، إذا أتاك أخوك وهو محتاج إليك فهل تلبي حاجته وأنت قادر على ذلك ؟ هل تسعفه أم أن إسعاف الأخ أضحى أمراً بعيد المنال لا نعيشه إلا عبر الكتب، عندما نذكر أجدادنا ونكتفي بذلك ونقول للناس اليوم إننا أمة الإسعاف، إننا أمة النجدة، إننا أمة الشهامة، إننا أمة العطاء، فإن طلب منا الدليل قلنا: كان عمر، وكان عثمان، وكان علي، وكان معاذ، وكان على رأسهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، كان فلاناً وكان فلان، أما أن نكون المثال وأن يكون البرهان من واقعنا فهذا ما لا نلحظه وما لا نراه، فإن حدثتموني عن بعضٍ من الناس أقول لكم القاعدة المنطقية التي تذكر في هذا الميدان: إن النادر لا حكم له، واسمحوا لي أن أقول لكم إن مثل هؤلاء أضحوا اليوم ليسوا نادرين فحسب، بل أندر من النادر.

تاسعاً: الهجرة ارتباط بفكرة: ربطت السنة الهجرية بالفكرة ولم تربط بالشخص من أجل أن نعيش الهجرة فكرة، من أجل أن نعيش الهجرة معرفة، من أجل أن نعيش الهجرة حالاً وسلوكاً وارتباطاً، الهجرة ممارسة وها أنذا أحدثكم عن بعضل الممارسات الهجروية إن صح هذا التعبير من أجل ان نمارسها يومياً:

- فلنهاجر من التخلف إلى التقدم: سمة مجتمعاتنا العربية والإسلامية بشكل عام التخلف فإلى متى سنبقى نتسم بهذه السمة، إلى متى سنبقى نردد التاريخ على أنه حاضر ؟ وإلى متى سيبقى الحاضر ليس فيه شيء من هذا الذي ندعيه ؟ الهجرة من أجل أن تكون ممارسة فلننتقل من التخلف إلى التطور.

- فلننتقل من المظهر الخلاب: من الصورة الباهتة إلى الحقيقة، إلى البنية التحتية، ولنعنى بالحقيقة فيما يخصنا إذ نقول فيما نراه وإلى الحقيقة فيما يخص الأرض التي نعيش عليها والوطن الذي نعيش عليه: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) هكذا قال المهاجر الأعظم عليه الصلاة والسلام كما في صحيح الإمام مسلم، وأنا أفهم إذ ينظر الله إلى قلوبنا فيما يخصنا فإنه ينظر إلى البنية التحتية فيما يخص ما أنتجناه أمامنا، فالبنى التحتية في بلادنا ضعيفة هذا الذي ترونه ظاهراً على الرغم من أنه ظاهر غير مُرضٍ لكنه إلى حد ما يفوق في تقانته ما لا نراه من البنى التحتية وأعني بالبنى التحتية كل ما يؤسس لأمر ظاهري جيد، كل ما ترونه يُمل تحت الأرض، إن البنية التحتية اليوم في بلادنا ضعيفة كما أن قلوبنا ضعيفة: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).

- فلنمارس الهجرة إذ ننتقل من المعصية إلى التوبة: انتقل وهاجر من المعصية إلى الطاعة فالمهاجر الأعظم كان يقول باستمرار كما جاء الصحاح: (توبوا إلى الله) هاجروا في كل يوم (فإني أتوب إلى الله في اليوم أكثر من سبعين مرة) وفي رواية (مئة مرة) فلنمارس الهجرة توبة من المعصية إلى الطاعة.

- فلنمارس الهجرة من النزاع والشقاق إلى المناصحة والوفاق: ها نحن نطالب لبنان برئيس توافقي، لبنان إن عنتنا فإنها تعنينا في الدرجة الثانية أو الثالثة، لكننا نطالب أنفسنا اليوم بأخوة توافقية فيما بيننا في بلدنا، في سورية، في حلب، في حيك، في بيتك أنت، هل بيتك يضم أباً توافقياً اتفقتم عليه جميعاً أيها الأولاد على هذا الوالد أباً لكم تبرونه، تنظرون إليه بإحسان، تخفضون له جناح الذل من الرحمة، اتفقتم على أنه بابكم ووسيلتكم إلى الجنة أم أننا في غياب عن هذا الأمر، وإنني أرى في هذا البيت أو ذاك من يتحدث عن ضرورة رئيس توافقي في لبنان، قلت لبعض الإخوة في جلسة ضمتنا: لِمَ نتحدث عن رئيس توافقي ولا نتحدث عن أب توافقي في أسرنا، ما بالنا لا نتحدث عن مرجع فقهي هنا في بلدنا حتى نعود إليه حتى نأخذ أحكام ديننا، ما بالنا لا نتحدث عن أم توافقية عن ولد توافقي، كفانا أن الواحد منا انتعق من مسؤوليته عن نفسه ليصب ما لديه من مكنات مسؤولية تجاه أمور ما أعتقد أنها تنفعه أو تصب في مصب مسؤوليته التي سيسأل عنها أمام ربه وأمام من كان، دعوكم من كل هذا والتفتوا إلى أنفسكم إلى أولادكم إلى بلادكم إلى أوطانكم إلى شوارعكم إلى مدارسكم، نحن نحتاج إلى منهاج تعليمي توافقي، هل تعلم ما يقرأ ولدك في المدرسة، هل أنت على اطلاع فيما يقرؤه ولدك في الجامعة، هل انت موافق على هذا الذي تقرأه ابنتك في المدرسة، عليك أن تطلع وإلا قل لي بربك ما الذي يهمك حينما تتحدث عن مشاكل هنا وفي لبنان، وحينما تتحدث عن اجتماع الفريق الفلاني مع الفريق الفلاني، دعهم والتفت إلى نفسك فأنت أولى بنفسك، ثم بعد ذلك هناك أناس مختصون بهذه القضية، أما أنت فستسأل من ربك ومن قبل الناس ومن قبل الأجيال عما طلب منك أن تفعله تجاه نفسك تجاه أولادك ﴿قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة﴾.

- الهجرة انتقال من الإهمال إلى الإعمال: أهملنا أنفسنا أهملنا فكرنا أهملنا عقلنا، كم نعمل من قدرات عقلنا، كم تستهلك وفيم تستهلك هذه القدرات العقلية، نحن لا نستهلك من قدرات عقلنا هكذا يقول علماء النفس، إن أثمن شيء أكرمنا به الله عز وجل هو العقل وإذ أكرمنا الله بالعقل من أجل أن نُعمله لا من أجل أن نُهمله، أنت تمتاز عن المجنون لأنه مجرد وجود مادي أما انت فالفرق بينك وبين المجنون كبير بالعقل، أين إعمالك للعقل هذا الذي مُيزت به ؟ بم تفكر إلى أين تفكر ؟ قل لي بربك حدثني عن مسؤوليتك عن عقلك الذي ميزك الله به عن سائر المخلوقات وعن مخلوقات أخرى مشابهة لك في الصورة لكنها تختلف عنك بهذه الميزة التي هي العقل.

الهجرة انتقال من إهمال إلى إعمال، فأعملوا عقولكم يا بني قومي، وأعملوا تفكيركم ولا سيما المسؤولون، أتوجه إلى كل المسؤولين من أجل أن يعملوا عقولهم لأن الله سيسألهم عن مساحات المسؤولية وكلنا مرهون بعمله وبحسن قيامه عن ساحة مسؤوليته.

يا رب أسألك أن تجعلنا ممن هجر ما نهى الله عنه، أسألك أن تجعلنا ممن يعيش الهجرة بكل دلالاتها ودروسها.

أكرر ما بدأت به: أتوجه إلى المسلمين كافة للعالم الإسلامي للمسلمين، أتوجه إليكم بالتهنئة وأقول: كل عام هجري وأنتم بألف خير، وأسأل الله أن يوفقنا لكل خير، وأن يعصمنا من كل شر، نعم من يسأل إلهنا، أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ: 11/1/2008

التعليقات

شاركنا بتعليق