آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
قواعد الصوفية وحقيقتها

قواعد الصوفية وحقيقتها

تاريخ الإضافة: 2008/05/16 | عدد المشاهدات: 2167
أستاذنا الأكرم: هلاّ ذكرت لنا على صفحات هذه الجريدة الغالية ما سمعته منهم مرة عن قواعد الصوفية ومعالمها وحقيقتها, ولك كل تقدير ومحبة منا.


  الإجـابة
الجمعة: 16/5/2008 قواعد الصوفية ومعالمها هي:‏ 1- الصوفية إحسان، والاحسان أسلوب أمثل في ممارسة الأفعال المطلوبة والأقوال المرغوبة بدافع مراقبة العبد ربه, ويقوى الدافع ويزداد الأسلوب أمثليةً بارتقاء طبيعة العلاقة بين العبد وربه من علاقة عبدٍ بربه إلى علاقة محبٍ بمحبوبه، وعندما يستشعر المحبُّ أنظار المحبوب تغمره يزداد إحساناً، أي يزداد أسلوب أدائه الأفعال المطلوبة والأقوال المرغوبة أمثلية وتحسناً، قال صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) رواه البخاري ومسلم. 2- الصوفية: قلب ورب يصل بينهما حب فتصبح المعادلة: "قلب محب ورب محبوب" وأعلى تعبير للحب وأعظم تجلٍّ له امتثال وطاعة وانشغال واشتغال. قال الشاعر:‏ تعصي الله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع‏ لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع‏ وقال ابن عطاء الله في حكمه: "فرِغ قلبك من الأغيار يملأه بالمعارف والأنوار".‏ 3- الصوفية صوفيتان: صوفية سكر وصوفية ذكر، فأما صوفية الذكر فتعني الاستحضار والاستعانة، فمن ذكر استحضر ومن استحضر استعان، وإذ تستحضر وتستعين فإن المستعان يحضر ويعين، بل يعمل عملك, قال تعالى في الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها...) رواه البخاري. وأما صوفية السكر فهي الغياب عن السِّوى, والفناء في المحبوب, فلا همَّ له إلا أن يرضي ربه ومحبوبه, و: (إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي) كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. 4- الصوفية من حيثية أخرى، صوفيتان: صوفية عرفان وصوفية سلوك، ولعل العرفان هو حقيقة الذكر وغايته, فلا بد للذاكر من معرفة المذكور وإلا فليس الذكر بذكر, وأما السلوك فهو لازم المعرفة، والمعرفة تؤدي إلى سلوك وعمل, قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً) فالأيمان عرفان بل أعلى درجات العرفان, والإيمان يؤدي حتماً إلى العمل الصالح، وإلا فالإيمان والعرفان ناقصان وقاصران.‏ وأخيراً: على الصوفي أن يضبط قوله وفعله وحركته على إيقاع الشريعة وأن يكون واضح الارتباط بربه من خلال التزامه الظاهري والباطني بقواعد دينه الحنيف, وأعلى أنواع الكرامة الاستقامة, قال تعالى: (فاستقم كما أمرت).‏ هذه ملامح صوفية أفهمها وأدعو إليها.

التعليقات

شاركنا بتعليق