آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
حكمة الصوم وغاياته

حكمة الصوم وغاياته

تاريخ الإضافة: 2008/08/31 | عدد المشاهدات: 3269
شيخنا الفاضل: كل عام وأنت بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك. ونريد كلمة في بداية هذا الشهر الفضيل عن حكمة الصوم وغاياته ولك الشكر والتقدير.


  الإجـابة
الأحد: 31/8/2008 الصوم عبادة شرعها الحكيم الخبير العليم بأمور خلقه ورعاية مصالهحم، فما أمرهم بشيء إلا لكون الخير فيه لهم، وما نهاهم عن شيء إلا لأن الشر يصيبهم منه، ومعلوم أن شرائع الإسلام تطوف حول مصالح العباد في دنياهم قبل آخرتهم. فالصيام عبادة تزكو بها النفس ويرتقي بها الخُلق ويتحقق بها التراحم ويُستعان بها على تعلّم الصبر، ويتخلص بها الجسد من فضلاته الضارة وسمومه القاتلة، وتتحرر بها النفس من ضغوط مألوفاتها وأسرِ عاداتها لتتمتع بالحرية النظيفة في اختيار مصالحها وطلب منافعها بعيدة عن ضغوط الشهوات الآسرة والرعونات القاتلة، والصيام بعد ذلك أداءٌ لحق المعبود والتماس لحبه المقصود، ومظهر من مظاهر شكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. قال ابن القيم: "إن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطرة المستقيمة شرعه الله تعالى رحمة بهم وإحساناً إليهم". وقال: "للصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة فالصوم يحفظ على القلوب والجوارح صحتها ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات". وقال الغزالي: "إن مقصود الصوم كسر الهوى لتقوى النفس على التقوى فيصفو عند ذلك القلب". وعن الأحنف بن قيس أنه قيل له: إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك. فقال: "إني أعده لسفر طويل والصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذابه". وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: "صوموا تصحوا" رواه الطبراني وقال رواته ثقات. وقال صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري. فاللهم اجعلنا من عتقائك من النار واجعلنا من عتقاء شهر رمضان وأدخلنا الجنة من باب الريان بسلام.

التعليقات

شاركنا بتعليق