آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
دروس من غزوتي بدر والفتح

دروس من غزوتي بدر والفتح

تاريخ الإضافة: 2008/09/19 | عدد المشاهدات: 3456

أما بعد، فيا أيها الإخوة الصائمون القائمون إن شاء الله:

كلنا يعلم أن في رمضان حدثين هامين وقعا في عصر سيد الصائمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم‏، هذان الحدثان كانا فيصلاً في حياة هذا الدين الحنيف، هذان الحدثان هما غزوة بدر وغزوة الفتح، وسبحان الله كلما قرأت مسيرة هاتين الحدثين، وكلما قرأت سيرة هاتين الغزوتين أحسست بالأمل عبر مَلَكٍ يمسح على صدري، وأحسست بالحق يكمُن في هذا الدين الحنيف، وأحسست بعظمة هذا النبي الكريم السيد السند العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أجل ذلك فأنا أدعوكم إلى أن تقرؤوا، ولطالما قلت لكم هذا، وسأبقى أكرر وأدعوكم إلى ذلك، إلى قراءة السيرة النبوية وفي رمضان إلى قراءة سيرة هاتين الغزوتين، المعركتين، ولا سيما في هذه الأيام، في العشر الأواخر من رمضان، وأناشدكم الله أن تقرؤوا غزوة بدر الكبرى وغزوة الفتح من كتابٍ عسى أن نستعيد الإفادة من قراءة كتاب، وعسى أن نعيد العلاقة الجيدة مع الكتاب، لأنني أرى اليوم علاقة باتت غير جيدة مع الكتاب، بدءاً من القرآن الكريم، وانتهاءً بأي كتابٍ بسيط يمكن أن نفيد منه في حياتنا، وللأسف الشديد أصبح الجيل اليوم، ولا أعني عُمراً معيناً، أصبح الجيل بشكلٍ عام جيلاً تلفزيونياً، وأنا لا أتحدث عن التلفزيون الماجن، أتحدث حتى عن التلفاز الذي يُقدّم على حد الزعم أموراً نافعة من الدين ومن الإسلام. القراءةَ القراءةَ يا شباب، اقرؤوا سيرة هذا النبي الكريم يا أتباع النبي الكريم، إذا ما قرأتم من كتابٍ موثوق في السيرة النبوية هاتين الغزوتين ستشعرون بما شعرت، اقرؤوا وتمعنوا، اقرؤوا وتفكروا، اقرؤوا وسترون أن أملاً كبرد النسيم العليل سيدخل حناياكم، وسترون أن شعوراً يداخلكم بأحقية هذا الدين العظيم، وأن إحساساً ينتابكم ويجري مع دمكم في سمعكم وبصركم، هذا الإحساس يقول لكم بكل حروفه اللا منطوقة: هذا الرسول العظيم، هذا الرسول هو أعظم البشر على الإطلاق فعلاً.

أحببت في هذا اليوم والأمل يملأ إهابي، والشعور بأحقية هذا الدين لا يفارق كل ما يتسع له جلدي وعظمي ولحمي، والإحساس بأن هذا النبي هو الشخصية العظمى من البشر لا يكاد يفارق خيالي ومخيلتي، ولا يكاد يبتعد عني قيد أنملة، فيا أمتي اقرؤوا، وها أنا ذا استعرض معكم لقطات من هاتين الغزوتين لأنني أريد منكم وأنتم تقرؤون أن تستنتجوا الدروس من هاتين الغزوتين، الدروس التي ستكون لكم معلّماً على مستوى فرديتكم، لا أريد أن أتحدث على مستوى الجماعة، أريد أن أتحدث لكم عن مستوى الفرد وعلى مستوى الفرد، أريد أن أقرأ هاتين الغزوتين من أجل أن أنزِّل من هاتين الغزوتين دروساً تعليميةً لي بيني وبين نفسي قبل أن تكون دروساً للأمة بينها وبين عدوها، بينها وبين نفسها، بينها وبين أفرادها الآخرين، من أجل أن تكون دروساً لي على مستوى الفرد، لأن مستوى الفرد أصبح اليوم على المستوى الإسلامي شئنا أم أبينا، أصبح الفرد اليوم في عالمنا الإسلامي اليوم هشاً ضعيفاً منهزماً في داخله، أصبح يعيش في الداخل تطلعاً إلى طعام وشراب ومباهج وأمور تمسّ الظاهر وتتعلق بالظاهر أما من حيث المعاني فقد غدا فارغاً إلا من رحم ربي، فيا هؤلاء ويا نفسي أنا، اقرؤوا غزوة بدر وأنزلوا منها أو أنزلوها منزلة المعلِّم من خلال ما حدث فيها، وأنت قادر يا أخي على نفسك إن لم تكن قادراً على ولدك وزوجك وأسرتك وصفك ومجتمعك، فأنت قادر على نفسك كما تقول، فلماذا لا تقف أمام ما حدث في هذه الغزوة لتأخذ منه درساً لنفسك ؟

هل قرأت عن هذه الغزوة، غزوة بدر، كيف قال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم عندما قال قائلهم الأنصاري: "يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك واتبعناك، فو الله لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، وإنا لصبر عند اللقاء". هل تقول هذا بينك وبين نفسك لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مواجهة الشهوات والنزوات ؟ هل تقول أنت بينك وبين نفسك يا سيدي يا رسول الله آمنت بك واتبعتك وصدقتك وأرجو الله أن يريك مني ما تقر به عينك. ولا سيما وأن جلّنا يعتقد أن الأعمال ستعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هكذا قال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونرجو الله أن يريك ما تقر به عينك، فهل أنت تقول بينك وبين نفسك، أم أن التلفاز يأخذك لتنظر إلى هذا الذي يدرِّس وذاك الذي يُدرِّس ولا تأخذ عنه إلا بعض الحركات التي لا تمتّ إلى فائدتك بصلة، وتأخذ عنه ظاهر القول من دون أن تدعم ذلك بإرادة جادة في داخلك ؟

اقرأ في هذه الغزوة الكريمة العظيمة واستفد فيها لنفسك، هل أنت قادر على أن تقول لنفسك، لسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: امضِ يا رسول الله، ولن نقول لك كما قال أصحاب موسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون. انظر نفسك وتحقق من ذلك، هل أنت وعندما تقرأ سيرة هذه الغزوة وكيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يدعو ربه بصدق وبكاء وتوجع، اللهم نصرك الذي وعدت. من قلبه، من كل ذراته، فهل أنت تدعو ربك بمثل هذا الشعور وبمثل هذا الصدق وبمثل هذا التوجع وبمثل هذا التألم ؟ هل أنت تقول أنك على خط النبي، اللهم نصرك التي وعدت، نصرك على نفسي على أخطائي، على آثامي، على ذنوبي، على أعدائي بعد ذلك أم أنك تذهب إلى الجامع لترفع يديك مع الإمام إذ يرفع الإمام يديه، وتبكي إذ يبكي، وكأن القضية قضية آلة مُعيَّرة في الوقت الفلاني وفي الساعة الفلانية، تُطفأ الأنوار فيبكي الإمام وتبكي أنت، توقد الأنوار يسكت الإمام وتسكت أنت، ثم تخرجان أنت والإمام لا حظَّ لكما من هذا الذي ذكرتما إلا من رحم ربي، هل أنت على استعداد من أجل أن تعاهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما بينك وبين نفسك لتقول: لن نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون. هل تدعو ربك كما دعا سيدنا المصطفى ربه وبكى وتألم وقال: (اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض بعد اليوم) وأظن لو قلنا عن المسلمين كافة إن هلك المسلمون كافة فالله سيعبد، لأن المسلمين لا يعملون كما كان يعمل أصحاب النبي، أصحاب بدر، كما يعمل أهل بدر. هذه لقطات أريدك أن تعيش معها وأنت تقرأ سيرة غزوة بدر الكبرى التي كانت الفرقان، والتي كانت الفيصل، والتي كانت السبب لتمكين المسلمين أنفسَهم على وجه هذه البسيطة، اقرأ نهاية هذه الغزوة وكيف وقف النبي صلى الله عليه وسلم يشكر ربه وكيف وقف مع أصحابه ينادي أولئك الذين لم يسمعوا ولم يبصروا بل أصموا وعموا، أولئك الذين أصبحوا في القليب في البئر ولم يكونوا شهداء ما داموا يقاتلون الحق، بل إنهم موتى ونهايتهم وخيمة في الدنيا في والآخرة، اقرأ هذه السيرة وأنزل منها دروساً لنفسك.

اقرأ غزوة الفتح، اقرأ هذه الغزوة العظيمة، اقرأ يوم هبّ النبي صلى الله عليه وسلم لنصرة حلفائه ولم يكونوا مسلمين، لنصرة خزاعة التي اعتدى عليها بنو بكر وكانوا حلفاء قريش، اعتدى حلفاء قريش على حلفاء النبي وجاء رجلٌ من خزاعة ليستنجد بالنبي وليخبر النبي بأن بكراً خالفت ونكثت بعهدها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا نُصرتُ إن لم أنصر خزاعة). تحالفت مع النبي فالنبي ينصر حليفه، فهل أنت تنصر أخاك قبل أن تنصر حليفك اللا مسلم ؟! هل تقول بينك وبين نفسك إن لم أنصر أخي هذا الذي يُصلي بجانبي وهذا الذي يصوم معي وهذا الذي يُمسك عن الطعام في الوقت الذي أُمسك فيه ويفطر في الوقت الذي أفطر فيه، هل بداخلك سعيٌ لنصرة أخيك على أعدائه على أخطاءه على ذنوبه على معاصيه على شيطانه ؟ أم أنك تقف وبكل وضوح مع الشيطان ضد أخيك ؟ ترى أخاك يُخطئ وإذ بك تُقرِّع أخاك علناً وسراً، تتكلم مع هذا عنه وتتكلم مع هذا على أخطائه، وبدلاً من أن تنصحه وأنت في سرية تامة معه على أساس من حب، وإذ بالفضح أصبح ديدنك أنت، هل تقول لأخيك لا نصرت إن لم أنصرك ؟ هل تقول لأخيك هذا أم أننا يقتل الواحد منا أخاه، ويقتل بعضنا بعضاً، وأصبحنا الآن مجرمين بامتياز من خلال ارتكابنا الجرائم فيما بيننا، في كل يوم قتيل في كل يوم صريع في كل يوم دم يراق منا من دمائنا في كل يوم دم يراق بأيدٍ منا إن على مستوى السلم أو على مستوى الحرب، إن على مستوى السلم في مشاجرات تقع هنا وهناك حتى في رمضان، أو على مستوى ما يُدَّعى بأنه قتال ومعركة، فهذا يقتل أخاه لأنه لم يوافقه في مذهبه الفقهي، وهذا يقتل المسلم الآخر لأنه خالفه في رأيه الاجتهادي، وهذا يعاند هذا لأن ذاك لم يكن معه على طريقة شيخه، بل أصبح عرضه بالنسبة له سهلاً هيناً مباحاً يقع فيه كيفما أراد وأينما أراد ومتى ما أراد. اقرؤوا غزوة الفتح، اقرؤوا في هذه الغزوة يوم قال سعد بن عبادة رضي الله عنه: "اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة". سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الكلمة فقال: (لا، اليوم يوم المرحمة اليوم تُعظم الكعبة). نحن ندعو إلى السلام، نحن ندعو إلى الأمان، نحن أمة تعتبر الحرب أمراً طارئاً والأصل في العلاقات الإنسانية السلام، (اليوم يوم المرحمة اليوم تُعظم الكعبة). لا تقل يا سعد اليوم يوم الملحمة، المرحمة هي الأصل، لا تتكلموا عن الجهاد قبل أن تتكلموا عن أخوة فيما بينكم، وهل يجاهد المتفرقون ؟ وإذا ما جاهدتم وأنتم متفرقون فالخسارة نهاية محتومة شئتم أم أبيتم لأن الله لا يحبكم وأنتم تقاتلون متفرقين ولن ينصر المتفرقين ولو كانوا على حق وإنما ينصر الذين اجتمعوا واعتصموا بحبل الله ﴿إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص﴾ فلا تتكلم عن جهاد قبل أن تتكلم عن علاقة بينك وبين أخيك المسلم، وقد قلت لكَ منذ خمسة عشر عاماً على هذا المنبر بالذات: لو أنني قلت لك ما عدد المسلمين في العالم اليوم لقلت مفاخراً بأن عدد المسلمين في العالم يتجاوز المليار، لكنني إن جئت وقلت لك وهل الشيعة مسلمون ؟ ستقول لي لا، نزل من هؤلاء المسلمين أربعمئة مليون مسلم، ثم أقول لك وهل السلفية مسلمون ؟ تقول لي لا، وينزل من عدد المسلمين بقدر ما تُخرج منهم أنت بتفكيرك الضيق، بعدولك عما يريده ربك منك، أقول لك وهل الصوفية مسلمون تقول لي لا، وهكذا... إلى أن يبقى عدد المسلمين لا يتجاوز الآلاف في النهاية يمكن أن تقول عن نفسك وعن شيخك الذي تلازمه ويلازمك بأنه هو المسلم وأنت المسلم فقط، حتى إذا ما اقتضى الأمر أن تتهم شيخك هذا الذي كنت معه أربعين سنة فأنت ستسرع إلى أن تتهم حتى هذا الشيخ الذي مشيت وراءه واعتقدت به، في الأخير ستنظر إلى باب الجنة على أنه صغير لا يتسع إلا لواحد. مَن هذا الواحد ؟ أنت، حتى شيخك ستخرجه من هذا الباب وستقول لشيخك رأيتك تخالفني في يوم من الأيام وبالتالي يوم تخالفني فأنت تخالف القرآن لأن كل واحد منا أضحى اليوم ينظر إلى نفسه على أنها معيار للإسلام، إن خالفتك فقد خالفت الإسلام وإن خالفت شيخك فقد خالفت الإسلام، وإن خالفت فئتك فقد خالفت الإسلام وإن خالفتني فقد خالفت الإسلام وإن خالفت شيخي فقد خالفت الإسلام وإن خالفت فئتي وطائفتي وجماعتي ومذهبي فقد خالفت الإسلام وهكذا دواليك.

اليوم يوم المرحمة اليوم تعظم الكعبة، هل ترحم أخاك ؟ هل يرحم الغني الفقير ؟ هل يرحم الكبير الصغير ؟ هل يحترم الصغير الكبير ؟ هل يعطف المعلم على تلاميذه ؟ يا أمتي إن الأمر اللا أخلاقي استشرى فينا وأصبح ينسجنا، بل أصبح خيوطنا التي ننسج منها وفيها، وأصبح صبغتنا وأصبح لوننا الذي لم يتغير ولن يتغير ولا يتبدل فلماذا نحن وأنتم صامتون ؟ نحن نُعجب بكلام يُلقى على أسماعنا عبر التلفاز أو عبر الراديو ثم بعد ذلك نعود لما كنا عليه، وكأن أمراً لم يكن فهل يجوز هذا ؟

في النهاية، انظروا إلى الرحمة التي جسدها هذا النبي العظيم والسيد السند الكريم، إلى الرحمة التي انطلقت حركات وسلوكات من هذا النبي، انظروا كيف وقف أمام أولئك الذين أخرجوه أمام الذين نكلوا به، أمام الذين أوجعوه، أمام الذين تكلموا في عِرضه أمام... فقال لهم: (ما ترون أني فاعلٌ بكم ؟) قالوا وهم يجاملون وهم خائفون والنبي قادر على أن يجعلهم بدداً قالوا: أخٌ كريم وابن أخ كريم. فقال: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم، اذهبوا فأنتم الطلقاء). رسول الله نبي المرحمة يقول هذا الكلام لأعدائه فهل أنتم قادرون أن تقولوا هذه الكلمة لإخوانكم، لمن يصلون معكم لا تثريب عليكم أم أنكم من أولئك الذين يضعون الحقد والغلَّ على المؤمنين في قلوبهم ولا ينسون الأسى كما يُقال، وينظرون إلى الناس على أنهم أعداء في الأصل إلا إن ثبت العكس ولن يثبت العكس لأن الحجج المطلوبة من أجل إثبات العكس مستحيلة وكبيرة وقوية ولا نرضى بالقليل منها.

أناشدكم الله أن تقرؤوا سيرة هاتين الغزوتين وان تأخذوا منها دروساً لأنفسكم بينكم وبين أنفسكم وانظروا إلى أنفسكم بعد القراءة والتمعن فهل أنتم من أولئك الذين يُلحقون بأهل بدر الذين قال عنهم ربهم النبي صلى الله عليه وسلم: (وما يدريك لعل الله اطَّلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم). فهل أنتم ممن يُلحق بأهل بدر ؟ وهل أنتم ممن يُلحق بأهل الفتح بهذا الرجل الأسود الذي علا الكعبة، والذي وقف على الكعبة والذي رفع الأذان وهو يقول: الله أكبر الله أكبر هل أنتم ملحقون ببلال وهل أنتم ملحقون بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاذ ومصعب ؟ هل أنتم ملحقون بأهل بدر ؟ هل تضع علامة لتكون مستفيداً من دروس غزوة بدر ومن دروس غزوة الفتح ؟ أسأل الله من أجل أن يوفقنا لنكون على مستوى اللحاق واللحوق بأهل بدر وبأهل الفتح، فاللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، اللهم إنا نسألك فتحاً مبيناً من أنفسنا على أنفسنا، ومنك على أنفسنا يا رب العالمين، نسألك فتحاً نفتح به صفحة جيدة وجديدة مع إخواننا مع المسلمين مع أنفسنا قبل كل ذلك، اللهم أيدنا بتأييد من عندك لنكون أشداء على أنفسنا التي باتت تعادينا وتروم منا غير الذي يجب أن ترومه، اللهم بحق أهل بدر وبحق أهل الفتح بحق أولئك الذين وقفوا حول الكعبة وقالوا بصوت واحد: ﴿وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً﴾ وفقنا من أجل أن نمحو الباطل من أنفسنا أولاً ومن علاقاتنا مع الآخرين ثانياً ومن الباطل الذي تركز وتجسد في عدو يريد بنا كل سوء وكل شر، اللهم آمين، نعم من يسأل أنت ونعم النصير أنت، أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ: 19/9/2008

التعليقات

شاركنا بتعليق