الهجرة تحوّل وانتقال وتحسُّن وارتقاء، وهي مطلوبةٌ في كل آنٍ وزمان، مُؤتَسية بهجرة صاحب السِّيادة العظمى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فيا من تهمك السَّنة الهجرية: تحقق بالهجرة من سيءٍ إلى حسن، ومن حَسَنٍ إلى أحسن، ومن أحسن إلى الأحسن، واعلم علمَ اليقين أنه من استوى يوماه فهو مغبون، وإيَّاك والاستسلام للأهواء، وإياك والدّعة والاستكانة، وإياك والضّعف والوَهْن. اسعَ واعمل، وتفاءل (وابتغِ فيما آتاك الله الدَّار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك) وتأكَّد من أن الهجرة تعبيرٌ عن حياة، فمن لم يهاجر ميت، ومَنْ كان في هذه الدنيا غير مهاجرٍ إلى خيرٍ وفضيلة وعدالة ومعرفة وعلم فهو ظالم لنفسه عاقٌّ لها.
والمهم في النهاية: شعورٌ بضرورة الهجرة لا يغادرنا، واحترامٌ عملي لهذا الشعور، والله الموفِّق لمن جدَّ وصدق.
كل سنةٍ هجرية والإنسانية تغادر السوءَ إلى الحسن والخير، وترتقي سنةً بعد سنة لتهجر الفساد إلى الصَّلاح، والضَّلال إلى الهدى، والخيانة إلى الأمانة، والكسل إلى العمل، والتفرّق والبغضاء إلى الوحدة والسَّلام والأمان، والظلم إلى العدل.
وكل سنة هجرية والمسلمون في كل بقاع الأرض بألف خير، هم وسائر مَنْ معهم.
30 ذو الحجة 1429
د.محمود عكام
التعليقات