فضيلة الأستاذ الشيخ العلامة:أريد سماع رأيك بقضية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأشكرك من كل قلبي، ودمت صاحب فضل.
الإجـابة
الأحد 8/ 3/2009
الاحتفال بذكرى المولد احتفال بالرحمة والخير والفضل والإحسان والمجد، ومن ذا الذي لا يحتفل بتلك القيم والفضائل؟ وإذا كان الاحتفال يعني الاحتفاء والانشغال والانفعال، فمَن أولى بذلك من القيم والفضائل التي جسَّدها محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ومن أجدر بذلك من الرحمة العظمى محمد صلى الله عليه وسلم فاحتفلي يا أمتي وليكن الاحتفال احتفالين: احتفالا ظاهراً يعني إقامة حفلات تنشد فيها الأشعار المادحة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وتلقى فيها الكلمات الراشدة المرشدة إلى محبته واتباعه وموالاته, وأما الاحتفال الباطن فوقفة مع الذات يتذكر فيها الإنسان بدايته ونهايته ومهمته ووظيفته وغايته وواجباته نحو ربه ونفسه ووطنه وإنسانيته والناس أجمعين. ونحو هذا الإنسان الأعظم الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام، وعليه أيضاً أن يفكر فيما حققه ونفذه من تلك الواجبات، فالإنسان بواجباته التي يعيها ويحققها، ودعني هنا - يا أخي - أذكرك بعناوين واجباتنا نحو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فهي: التعرف والحب والاتباع. فلنذكرها ولنسع للقيام بها ولنعلم علم اليقين أن الإنسان بحاجة إلى أسوة وقدوة ودليل وهاد، فهل الاحتفال بذكرى مولد الأسوة والقدوة والدليل والهادي، على الشكل أو الشكلين والصيغتين المذكورتين أعلاه، يستحق أن يكون موضع نقاش للرفض أو القبول ؟!
سنحتفل بالمولد وسنورث ذلك من بعدنا، وعنواننا في كل احتفالاتنا، (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، و: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) و: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
التعليقات