الأستاذ الأكرم: نريد من مقامكم لمحة متكاملة عن السيدة زينب بنت جحش زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكم التقدير والشكر.
الإجـابة
الخميس 4/ 6/ 2009
زينب بنت جحش هي أم المؤمنين ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم، أمها أميمة بنت عبد المطلب، ولدت في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية بسبع عشرة سنة، زوَّجها النبي صلى الله عليه وسلم من زيد بن حارثة، وفيها أنزل الله تعالى قوله: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)، فقبلت زينب بهذا الزواج إلا أنها كانت ترى لنفسها مكانة فوق مكانة زيد، فكانت تتعالى عليه وتفخر بنسبها، فكان زيد يشكوها إلى النبي ورسول الله يقول له: (أمسك عليك زوجك واتق الله) وهو يعلم أن زيداً سيطلقها، وأن الله سوف يأمره بالزواج منها ويخفي ذلك، فلما طلقها زيد أنزل الله تعالى: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوَّجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً) فتزوجها رسول الله في السنة الثالثة وقيل في الخامسة، وفسخت بذلك عادة التبني بشكل عملي. ونعود لزينب رضي الله عنها فقد قالت عنها أم سلمة: "كانت صالحة صوَّامة قوامة صناَعة، تعمل بالدبغ والخرز وتتصدق بذلك كله على المساكين" وهي أول من توفي بعد النبي صلى الله عليه وسلم من زوجاته. قالت عائشة رضي الله عنها عن زينب بعد وفاتها: "لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع الأرامل واليتامى".
روت عن النبي عدة أحاديث رضي الله عنها وأرضاها، وجعل الله بناتنا ونساءنا يقتدين بها وبأمثالها، اللهم آمين.
التعليقات