فضيلة الشيخ ما الروح التي يجب أن نعنى بها، وما موقفنا نحوها، وما السبل إلى أن تحقق ما يجب أن تحققه ؟
الإجـابة
الأحد 28/6/2009
الروح يا سائلي هي تلك الطاقة المجهولة التي لا نعرف كنهها، وهي وسيلتنا للاتصال بالله، وهي مهتدية إلى الله بفطرتها، قال تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا).
وطريقة الإسلام في تربية الروح أن يعقد صلة دائمة بينها وبين الله في كل لحظة وفي كل عمل وفي كل فكرة وفي كل شعور، ومن أجل هذه الصلة فهو يثير حساسية القلب بإبداع الله في صفحات الكون لتحسّ دائماً بوجوده وقدرته المطلقة.
- وهو يثير حساسية القلب برقابة الله الدائمة عليه: فهو مع الإنسان أينما كان، وهو مُطّلع على فؤاده عالم بكل أسراره وبما أخفى من الأاسرار.
- ويثير في القلب التقوى والمراقبة لله في كل عمل.
- ويثير في القلب الحب والتطلع الدائم إلى رضاه.
- ويثير فيه الطمأنينة إلى الله في السراء والضراء، وتقبّل قدره.
والهدف من كل هذا صلة متينة دائمة بالله سبحانه وتعالى، فإذا تربى المسلم هذه التربية الروحية غدا معطاءً رحيماً وقوياً شجاعاً وساعياً إلى العلم والمعرفة، فها هو قد جعل الأساس متيناً والقاعدة للعمل صلبة، وما لم يكن الإنسان ذا تربية روحية عالية فلن يكون قادراً على إيصال رسالة إنسانية. تلك هي النواميس، فهيا إلى التفكر كما قال تعالى: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار).
التعليقات